Thursday, December 20, 2007

اسلام هوة طاهر .. لكن ساعات برضه بيبقى نجيب . إزاي؟


عجينة ازدواجية إتسابت عشان تخمر .. أنا .
حقيقة !
على رأي المعلِّم و البوب الكبير :
أنا شاب لكن عمري ولا ألف عام ،
وحيد و لكن بين ضلوعي زحام ،
خايف لكن خوفي مني أنا ،
أخرس و لكن قلبي مليان كلام .
عجبي .

جاهين .. صلاح . جاهين .

و لو إن الرباعية بتعكس حزن و شيخوخة ماتعبَّرش عني خالص ، لكن الازدواجية الصارخة ، بتقول اللي عايزة أقوله ، و مش عايزة . بدوَّر عل صلاح .. عايزة أكون صلاح . (مش صلاح الإسم ... صلاح الكلمة) .. لو أنا كنت ولد ، و كان اسمي صلاح .. كان هيبقى اسمي "صلاح أحمد سويدان" .. وقع الإسم يهز جبل ..
"أنا - في شخصي يتحقق - صلاح "أحمد سويدان" .. أبويا .

لكن أنا مش صلاح ..
و مش عايزة أخلِّف ولاد ..
و لو خلِّفت ولد .. برضه مش هيتحط إسمي بعد إسمه .
بمعنى إني اشهار "صلاحي" ... مستحيل !

"صلاح سارة سويدان" .. عنوان رواية .. أو اسم للوحة .

لكن مش دة موضوعي خالص .
أنا اللي سرحت .. كنت بتكلِّم عن الازدواجية ، أنا .
هتبقى مفاجأة لو اعترفتُ إن في اتنين بيحبوني ، و أنا بحب واحد فيهم ، و مفتونة بالتاني .. و مش قادرة أتخلى عن أي واحد منهم؟؟

واحد ، جاهزة تماماً إني أعمل له اللي يطلبه مني . لأن براءته بتحسسني إني ممكن أكسره ف إيدي حتتين لو زعل بسببي . طفل صغيَّر بشوف السعادة ف عينيه كل مرَّة مختلفة عن التانية . خجول جداً ، حتى من أجمل المشاعر جواه (ناحيتي) بيبوح بيها على استحياء ، و بحس إني بنقذه لمّا بقوله إنه "مش محتاج يقول الكلام دة !" . و لأنه حد بالنقاء دة .. أنا دايماً بمنحه حق إنه يخاف مني ، و من أياً كان أسوء شيء ممكن أعمله معاه . و زي ما هوة طفل .. ف هوة أبرع كائن بشري ف التماس الأعذار لنفسه على كل اللي هوة بيعمله ؛ بسرعة جداً بعد ما يعمل أي حاجة ، أو يقول أي كلمة ، أو حتى يفكَّر ف فكرة ... يديني الأسباب اللي دفعته لـ دة . حتى قبل ما ألاحظ أنا اللي هوة عمله أو قاله أصلاً .. مرهف جداً و حساس ..
الحقيقة اسمه بيقول كل حاجة عنه ... "طاهر" .

التاني ، بصرف النظر عن اختلافاتي الجوهرية معاه ، بخصوص أي حاجة ف الحياه ، و باحساسي بالحسرة عليه طول الوقت .. إلا إني بعشق قدرته الصارخة على التعبير عن نفسه بالكامل ، زي ما هوة كدة شروة واحدة .. مظبوط جداً جوَّه الدور بتاعه . مؤمن بنفسه تماماً ، و بإن قلب الهيمنة و التحكم و السلطة يكمن في شخصه . ببساطة (رغم إنه مش بيحبها أبداً) هوة مـــغـــرور .
كـ إنسان .. هوة فيه قدرات تستاهل تـُسـتـَثـمَـر . هوة إنسان صرف .. على الفطرة الأولى من الاحساس بالـغِـنـى عن كل شيء لا يملكه .
لكني بحزن عليه كتير . بوصفه بإنه قالب إنساني منفصل و مصمت .. و العبيط بيفتكر إني كدة بمدح فيه .
ذكي جداً ، لكن مايعرفش ذكي ف إيه بالظبط ، ف بيتذاكى .. زي حد اتحكم عليه بحُـكم إنه يربط غمامة على عينيه ، وإترمى ف مكان مايعرفهوش ، مليان ناس عايزين يضربوه على قفاه ، و عشان يكسب لازم يضرب واحد منهم على قفاه .. ف بيحمي نفسه بإيد .. و بالتانيه ، بيطبِّش ..
و أنا بتعامل معاه ، ببقى مش عارفة الضربة اللي جاية حتيجي منين .. و ف كل الأحوال ، مش بيعرف يفاجئني .
بحبه جداً ، مفتونه بيه ، لكني عارفة و مسلمة بحقيقة إنه عاجز تماماً ، و مشلول أمام أي تنازل أو تضحية .. غير قادر على المنح من نفسه لأي حد (حتى أنا) .. لأنه لا يملكها من البداية . و أهم حاجة ، مش بيعرف يبص ف عيني .
و إسمه "مجيب".. و لأن إسمه غريب مريب ، ف أنا مسمياه "نجيب" .. و كلتا الحالتين .. أنا لما بكلمه ، بستخدم معاه لفظ "أستاذ" .. و أكيد هوة ملاحظ دة .

و الاتنين يعرفوا كل حاجة عن بعض .. لكن نجيب لما بيحس إني بحب طاهر ، و إنه بيوحشني جداً ف وجوده .. بيحس ، و بيتأثر ، و بسمع صوته بيأنِّب نفسه .. و لما أبديله إي تعاطف .. بـيـَتـَأسـَّد .
و لما طاهر بيحس إني مش منبهرة بيه ، و دة بيحصل كتير (لكنه مش حقيقي) ، بيبتدي يقلَّد "الاستاذ" .. لكن و عينيه بتبصلي جوة عيني بحزن ، و بتبقى مليانة دموع ..

طاهر صعب عليه التعايش مع وجود مجيب ..
و مجيب بيعرف كويس جداً يمارس غروره على طاهر ..

و الاتنين بيجتمعوا ف كيان واحد متناقض و جميل .. و اسمه اسـلام طـــه !!
اللي طاهر قدر بتلقائيته يعلِّمه يخاف علي .. من مجيب*.



* أقصد باسم مجيب .. وصف حالته بالخضوع لنفسه بكل عيوبها و مشاكلها ، و التنفيس عنها ، على حساب أي حد (حتى أنا) .. بيسمع أسوء صوت جواني يملكه .. و بينفِّذ . و بيرجع يندم زي العبيط .. بحب أراقبه و أتفرَّج عليه ، و أشوف استجابته و خضوعه لنفسه دول حيوصلوه لفين .. ممتع ف مشاهدة ردود أفعاله . لكن أنا -كامرأة- مش بحس بالأمان معاه
.

Sunday, December 16, 2007

أثــــــر رجــعـــي


" أيوة فعلاً .. كلمتك جابت جون "

في ناس تعرفني . تعرفني كويس جداً ، بدرجة كافية تسمحلهم بأنهم يقسوا عليا ، و يقولولي كلام أنا أخاف أقوله لنفسي ، و أخاف أسمعه من حد تاني .
أنا مؤمنة تماماً إن الصراحة مؤلمة ، لكن أنا بابقى مستعدة إني أتحملها ، إن كانت الصراحة ملهاش أي غرض تاني ، .. غير إني أكون عرفاها .

و لأني عبيطة ، فأنا بلاقي انسجام عالي نسبياً ف كل حياة مش حياتي .. إتنين قاعدين بيتخانقوا ف كافيه ، أركِّز معاهم جداً و أراقب تقلبات تعبيراتهم الوجهية ... يكون لسة معاد امتحاناتي مجاش و أعدِّي قدَّام لجنة تانية ، و الي قاعدين عمالين يبصوا حواليهم و عايزين يغشوا ، و طبعاً الموقف بيبقى مسخرة ... و إني أسمع حكاوي صحابي اللي هيهة ساعات تكون تفطس م الضحك ، وساعات تانية تكون مآسي ...

و طبعاً ، طبعاً ... الأفلام .

أي زاوية انسانية تسمحلي إني أشوف الحياة كـ "صورة" ... أو كأني بتفرج الشارع م "البلكونة" ... أو كأني بتفرج على "فيلم" .


بكره الشكاوي الكتيرة ، اللي بتبقى شكوى لمجرد الشكوى ، مافيش أي حاجة تانية ممكن تتقال .. لكن أكتر شكاوي بقولها أو بسمعها ، وباعيش فيها فعلاً .. اللي بتبقى طالعة م القلب ، ووصلاله ..
أكتر شكاوي قلتها ف حياتي و طلعت من قلبي بجد ، كانت مع "مها" صديقتي الجميلة ، اللي بشيل من نفسي و أحط فوق دماغها .. (و هي ترمي ف وشي تاني بعد كدة ، مش مشكلة !)


و لما مرة كنت بشتكيلها ، ... من حاجة حصلت خلاص ، و كأنها لسة بتحصل دلوقتي ..

صدمتني و قالتلي " سارة .. إنتي عايشة بأثر رجعي "
تقصد إني كان ممكن جداً وقتها أحل المشكلة ، و أتكلم عنها ، و أعيشها فعلاً .. لكن أنا اللي بستنى .. و أتفرج على حياتي من قدام ، بعدد ما تعدي اللحظة ، و ييجي ألف غيرها وراها ..

كأني بتفرَّج على فيلم ..
مأجلة حياتي ، و بتفرَّج على اللي فات شوية

لحد ماتيجي"مها" تطفي التلفيزيون


Monday, December 10, 2007

نـفـتـالـيـن


الحياة بتمشي ف دواير .. مش ف خطوط مستقيمة

الشتا و البرد وصلوا أخيراً .. و شيء لا إرادي بيدفعني لدولاب مامي ، و هدومها القديمة ..
من ضمن الحاجات ، كوفية . خفيفة و ناعمة .
بيج ف نبيتي .

حلوة جداً دي يا مامي ، عندك زيها ألوان تانية ؟؟

تبصلي مامي و تضحك كدة ولسان حالها بيقول : "دي هبلة دي ولا إيه؟؟"
"دي كانت بتاعت جدتك من الأساس .. بتاعتها من قبل ما تتجوِّز ! "

أفكر فجأة .. هوة بعد كام سنة ، بيعتبروا الحاجات آثار ، عشان أنا أعتبر الكوفية مجرد قطعة هدوم تتلبس و تتغسل و تترمي ف الأدراج .. و كأنها شيء عادي .

هاتف إلهي بيدفعني لـشَم الكوفية .. و إعادتها تاني لمكانها . كأنها عـُهدة ، مش بتاعتي .

أفتكر فجأة صورة ليا و أنا صغيرة ، و بابي شايلني و رافعني لفوق ، بعد أد إية خط الدم ، اللي حسيبه أنا ف الدنيا، هيشموا فستاني اللي ف الصورة ، و يرجعوه مكانه ف الشنطة الجلد البني اللي تحت سرير دعاء (أختي) .. عشان ريحته نفتالين ؟؟


Tuesday, December 4, 2007

أحـــلامي ... 2





نفسي واحد أسمر يِلِّـمنا ..
ف قعدة دافية ، و كراسي خشب .. أو قاعدين ع الأرض ،
و بالدف بتاعه يدق ..

و كلنا نغني ، كلنا ، "عصفور " *..
و نصدح كلنا بالأصوات النشاز :
"ولكني بحس اكمني عاشق لزماني اللي تاعبني ..تاعبني
آآآآآآآآآآآآآآه .. تاعبني"

نغني .. و نغني .. و نغني ..

و نضحك لحد ما نفطس ..
و نطلع بأغاني تانية نغنيها.

نفسي دة يحصل قريب .. و مين "احنا" بقى اللي حنبقى قاعدين ، ف دي فعلاً . فــــعـــلاً . مش مشكلة نهائي .
المهم .. إننا كلنا نكون عارفين الأغاني ، و مش مكسوفين من بعض..


* الأغنية موجودة ف الجرامافون ع اليمين

Saturday, December 1, 2007

أحلامي


المكان ... (1)

بيتين قدَّام بعض . التراب ع الأرض بيطلع صوت تحت الجزمة . الدنيا نهار و شمس مش حارقة .. لكن الهدوء مخيف .
أنا و دعاء و أميرة(أخواتي) و بابي و مامي . بابي و مامي ف بيت من البيتين .. و أنا و أخواتي مستنيينهم ، و بنستكشف البيتين المهجورين .
و أنا كنت مضايقة من نفسي جـــداً عشان ماجبتش معايا الكاميرا عشان أصوَّر البيتين ...
بالتحديد صورة لبلكونة مقفولة ، من سنين ، و نازل من البلكونة سَبَت نازل لحد تحت .


المكان ... (نفس المكان)

أنا كنت ف مطاردة ... واحد بيجري ورايا ، أنا مش خايفة ، لكن مرهقة من كتر الجري . بقالي 4 أيام ، كل ما بنام .. بجري .
لقيت نفسي جوة البيت دة . برضة مستخبية من الراجل دة اللي أنا كنت عارفاه بالاسم ف الحلم . لكن أنا كنت مستهزءة بيه .
قابلت ف البيت دكتورة سحر الموجي .. اتكلمنا كلمتين و ضحكنا ... و كانت حامل .
و لما نزلت م البيت اتخبطت ف الكاتبة سمر يزبك .. اللي عمري ما قابلتها ف حياتي ، شفت صورتها بس علي روايتها .
اتخبطت فيها و أنا خارجة م البيت ، و اتأسفتلها ، ضحكت و قالتلي :"ماتتأسفيش ، ماتبقيش غلسة ! "
و كانت لبسة أبيض ... فستان أبيض فضفاض . أنا فكَّرت ف الحلم : "الله ، لو أنا بظهر ف أحلام الناس كدة ... لبسة فستان أبيض و لطيفة ، و مبتسمة ف حلم طويل و مرهـِق ."

و صحيت قلبي بيدق - ارهاق من الجري ...

الحلم الأول جاني تاني يوم بعد ما بابي جابلي الكاميرا هدية لعيد ميلادي ... (بعد الكاميرا الأولى ما اتسرقت)
الحلم التاني جاني أول امبارح ... و أنا عندي حالة عـَطـَش أدبي


Monday, November 26, 2007

تـعـويـض



كنت بصلي الضهر جماعة ف مسجد الكلية ، و أنا ساجدة حسيت بشعري طالع من الطرحة اللي بلبسها من المسجد (أنا مش محجبة) ... و اكتشفت إني مش بحب أصلي جماعة ... مش بحب أزاحم ع الصلاة كمان يعني . و حسيت بنفسي بلعب ف شعري و أنا ساجدة . أكني بقول لنفسي ... إنتي لسة إنتي ماتخافيش .

بحس بالغربة ف صلاة الجماعة . ف نفس الوقت أنا ممكن أدخل المسجد قبل الصلاة و أفضل قاعدة ، أو أصلي القضاء اللي عليا ... و بتبقى من أكتر الفروض اللي بركز فيها جداً . بستمتع . و اكتشفت ان الموضوع مش موضوع مسجد . مش موضوع مكان ... هي بس حالة .

أنا كائن بيتوتي من الدرجة الأولى .. أو التانية . أي مشكلة تتم برَّة البيت ، علاجها ... إني أرجع البيت .
و العكس . (للأسف)

ف فترات كدة ... البيت بيصيبني بالخمول . مش عايزة أعمل حاجة . عايزة أترمي ع السرير أو قدام التلفزيون ... حتى لو عايزة أنام مابيجينيش نوم . ف الأوقات دي ، مقابلة واحدة من إسلام ... بتكون العلاج .

انهاردة اتبهدلت طول النهار ... رايحة جاية من مشارقها لمغاربها بعمل حاجات . و ف نفس الوقت مش حسة إني نفسي أرجع البيت . ناعية هم الخمول دة .. خصوصاً إني مش هقابله كمان . لكن ف النهاية رجعت البيت .. دخلتُ الأوضة و حطيت الشنطة . لقيته قاعد ع الكومودينو اللي جنب سريري ..
أقصد الوردة إللي جابهالي امبارح .. كنت و أنا ف الشارع ، ناسية خالص أمر الوردة ، عشان كدة ماكنش نفسي أرجع البيت . خـَفـِّـيـت .
وفضلت أتحرك بيها من حتة لحتة ف الأوضة على حسب اللي بعمله .. و أنا قاعدة ع الكمبيوتر دلوقتي الوردة قدامي جنب البخور .. لو بقرا أو كدة ... بحطها ع الكومودينو

فرحت جداً .. و لاقيت (رغم إن دي مش أول وردة منه خالص) إن الحاجات اللي ليها أثر تعويضي .. ليها التأثير الأكبر . و بلعت ريقي و أنا بفكر : لو كنت شـُفـتـَك انهاردة ، كان زماني دلوقتي ضهري للوردة و أنا بـفـُك رباط الكوتشي


الغربة لها أوجه عديدة ... جايز أكملها ف بوست تاني ولا حاجة ...
إنما دلوقتي .. أنا مبسوطة


Thursday, November 22, 2007

كــرنــفــال تــرحــيــب



الشطرنج لعبة هايلة . كلها ذكاء و خطط و استراتيجيات ... آه !
لكن اللي اخترع الشطرنج ... ماكنتش أنا ف حسبانه خالص ...

الشطرنج بالنسبالي -لما بتفرج على اتنين بيلعبوا شطرنج ، بحس إني مش مبسوطة أوي ..

واحد أعرفه جداً اكتشفت إنه مهووس شطرنج و بيحبه جداً . اتخضيت جداً ... الشطرنج عايز مكر ، و نيات غير معلن عنها .. أنصب الفخاخ أنا و أستنى اللي قدامي يقع فيها ... و ف نفس الوقت ممكن أقع أنا ف فخ تاني ...

غريب الشطرنج ..

مش بحبه . لكن عندي دايماً فضول إني أفهمه .. مش يمكن ف يوم م الأيام اكتشف إن كل اللي حواليا و بحبهم بيحبوا الشطرنج زي "أيوب" ... مش يمكن أحب ف يوم م الأيام ألعبه ؟؟


بتمنى أوي .. أوي .. إني لو لعبت شطرنج ... أبقى دايماً الواحدة اللي بتتغلب . كل دور .

زمان جداً . كان عند جدتي لوح شطرنج ، و القطع كانت بتتحط ف حاجة شبه سـَبـَت خوص كدة .. عرفت من بابي إزاي أرصهم ..لكن أنا كنت شايفة متعة تانية ف الشطرنج . كنت أثبت الملك الأبيض ، و الوزير (اللي أنا أقنعت نفسي إنه الملكة ) ... و أوقـَّف جمبهم الحصانين ...و العساكر قدامهم على شكل حرف
"v"
و أعمل كرنفال كبير ف المملكة بتيجي فيه الأفيال ، يعملوا استعراضات .. و ف النهاية بقى باكتشف (أنا اللي باعمل كل دة المفروض ... و باكتشف) إن كل دة حفل ترحيب ب الملك و الملكة اللي لونهم إسود ...

مش بحب الشطرنج فعلاً ... بيقول حاجات كتير عن طريقة تفكير الطرف التاني ...اللي لو فكرت فيها كتير ... ممكن الصورة تتغير ..


أنا أفضَّـل إني أعمل كرنفال ترحيب بالملك التاني ... و حتى ممكن أسمحله باحتلال مكاني . أو إني أتغلب كل دور ...

عن إني ألعب فعلاً بنية إني أغلب


***

بسمع دلوقتي أغنية "تحت العريشة " توزيع زياد رحباني مش عاصي رحباني ... و غناء فيروز طبعاً .. و مدخلاني ف موود الرواية ..
خايفة تكون آخر رواية أكتبها


Friday, November 16, 2007

طـُرُق مـُخـتـُصَرة



أحبك بطريقـتين .

الأولى .. كأول فـجـر أنزلتُ فيه قدمي العارية إلى الأرض ، بعد نزع الموكيت ، فـفاجأتـنـي برودة الباركيه . و انكمشتُ عائدة للدفئ . و اكتشفتُ أنني لم أذهب للنوم يوماً داخل جوارب .. تحمينِ .


الثانية .. كاقتراب موسم الامتحانات على الانتهاء ؛ حين تصبح طفَّايتي ضِعف وزنها - فتات و أعقاب أقلام رصاص ، بطاريات الراديو الفارغة ، علكات ممضوغة ،و بذور أزهار اليوسفي .
أجلس إليها و أعيد التنقيب عن محتوياتها . أسعد بها كثمرة اجتهاد دام فترة قد تبدو قصيرة ، و أأتنس بها كرفيق كفاح .
و أشعر باستحقاقها .

و على ذلك ... ذهبت عادة صلاة الفجر . سَـكَـنـَت علبة سنون الروترنج حقيبة يدي . و فضَّلتُ الجلوس المرتبك في حضرة أوراق الأسئلة الجليلة .


***

مـلـحـوظـة عن الصورة : المج دة اضافة جديدة ع المجموعة، بهظ اللي اداهولي .. مش بشرب فيه غير نسكافيه ..من يوم ما جابهولي و أنا عايزة أنزله ف البلوج .. لكن كنت ف انتظار إنه يتعرَّف على باقي أصدقاؤه .. و ياخد عليهم .. و يبقى واحد منهم .. و مايبقاش غريب على عيني وسطهم

ملـحـوظـة عن النص : دة مكتوب من زمــــان جداً ... مستنيني أنشره أو حتى أرميه ... و الورقة اللي كان مكتوب فيها ... من كراسة كنت بذاكر فيها من 3 سنين . كانت من غير سطور ..
غير الكراسة اللي ف الصورة

عصافـيـر غـبـيـة



حيبقى الوضع مختلف أد إيه لو ركِّبوا سماعات ف كل شارع ... بتشغَّل أغاني ، نفس الأغاني ف مصر كلها ...، عشان تسلِّي الناس الماشية ف الشارع و تهدي توترهم ...

مش حيختلف كتير عن اللي حاصل ف الحقيقة دلوقتي !!

إزاي ؟

الشارع اللي أنا ساكنة فيه ... أنا بحبه جداً ...ساعات يبقى فـــــاضــــي جداً و مخيف ... و طبعاً مريب . و ساعات يبقى صاحي و كـُله حياة ..

كنت مرة راجعة البيت ، و دخلت عند بقال كدة أشتري حاجة .. أصلاً محل صغير و لو إتنين وقفوا فيه ، خلاص اتقفل . كان فيه ناس .. لكن ناس هادية مش عاملة دوشة كدة ف المحل .. و الولد اللي بـيـبـيـع عمال يحط الحاجات ف الكيس بهدوء .. و الناس اللي واقفة برضه هاديين و صدرهم رحب (ف الآخر طلعوا كل الناس دول مع بعض يعني ) و كان فيه راديوا شغال .. كانت أغنية كدة لـ "عبد الحليم" مش عارفة اسمها .

المهم ، طلعت من المحل . و أنا ف الطريق للبيت بعدي على خضري كدة .. قدامه بالظبط فرن فينو قديم و مهجور كدة مافيهوش زباين ...

بالظبط دة اللي أنا حسيت بيه ...
أنا ماشية كدة .. لقيت صوت نازل عليا من السما . صوت متظبط و متقسم .. أغنية . و أنا ماشية إتخضيت ، أنا عارفة لو دي عربية معدية و معلية الأغنية ... الصوت مش هيبقى بالوضوح دة . بالاضافة إنه كان صوت "عبد الحليم " برضه ..

اكتشفت إن الخضري و الفرن الاتنين مشغلين الراديو ... و الاتنين على نفس الاذاعة . إذاعة الأغاني .
عشت لحظة تناغم عاليا جداً .. رغم إني مش من المعجبين الـفـُظاع بـ" عبد الحليم" يعني .. بحبه طبعاً . لكن مش أد كدة . خطر على بالي فكرتين واحدة فيهم تخوف ، و واحدة هايلة !!
كان ممكن أحس بـ إيه لو مثلاً كانت الأغنية اللي شغالة ف الراديو لـ "محمد منير" ؟

أد إيه كنت ممكن أتأثر ... أو أعيط مثلا و أنا ماشية ف الشارع ..
(أنا طبعاً مش محتاجة أقول إن دة مش معناه إن منير أفضل من حليم أو كدة ... لكن هي أذواق ف الأول و الآخر )

و الفكرة التانية .. أنا ممكن أبقى عاملة إزاي لو عشت برة مصر ؟؟
إيه علاقة دة بأي حاجة ، مش عارفة .. أنا أصلاً إذاعة الأغاني دي مابحبهاش .

ماركبش ... لو فكرت ف نفسي ف أي مكان تاني ، أي مــكــان ، ماركبش .. أو بالأحرى ، البلد التانية مش حتركب عليا ..

و خفت ..

من احتمال وجود نسبة من القسوة ف قلبي تجاه البيت الكبير (مصر) ، موروث من أبويا اللي مسافر معظم الوقت . رغم إني عارفة إنه عارف كويس أوي إنها أحلى حتة ع الأرض غصب عن عين اللي يقول غير كدة ... و كل حاجة بتقول عكس كدة . و أنا عارفة كويس جداً أد إيه محدِّش حيكون بيقدرها و بيحبها و بيعبدها قدُّه ... لأنه بيرجعلها تاني و بيسيبها غصب عنه .. مش لرغبته ف دة ...لكن برضة دة مايـنـفـيـش عنه تهمة القسوة .

و فرحت ..

إني حبست نفسي ، بمنتهى اللذة ... ف الوقت اللي فيه كل العصافير الذكية عايزة تخرج . أصل ف أمريكا و الدول المتقدمة ... بياكلوا مع الكباب سلطة طحينة !

...

خليهم يغوروا ..
خلوها تفضى ليا .. أنا و باقي العصافير الغبية اللي عايزة تقعد ف مكانها .. و تبني العش جوة القفص و قفص تاني جوة العش ... هنا ف الدفا . ع الأقل لو اتـبـَقـَّى واحدة بس بتحبها قاعدة فيها (أنا) ، ف دة يأكد احتمال وجود غيري ..

خليهم يغوروا ..

أنا قاعدة ..

كملت مشي و أنا عارفة إنها سمعاني كويس جداً .. و الأرض بتتهز بيا .. و بالشحنة الموجبة اللي خرجت مني ..

كان في زنقة عربيات كدة ف الشارع .. عربية داخلة عكس الطريق و عربية تانية ف وشها ...و الشارع واقف ..

و العربيتين و الفرَّان و بتاع الخضار و البقال بيسمعوا إذاعة الأغاني ...


و أنا بحب البرنامج الموسيقي ،

و مش بحب سلطة الطحينة ..


Wednesday, November 7, 2007

امتحانات


إبريل مايو يونيه موسم امتحانات
ليه بتحلوي يا دنيا .. ف الوقت دة بالذات ؟
ليه يا قلوبنا بدأتوا .. ف الحب و دقدقتوا؟
يا ربيع هو دو وقته .. داحنا ورانا شهادات



بجد يعني .. إيه اللي يجيب الفالنتاين .. أيام امتحاناتي؟؟


ملحوظة: حد ينجدني و يبعتلي موقع أنزل منه أغاني فريق "المصريين" .. ضروري


Saturday, November 3, 2007

مش إبني .. إبني اللي اختارتـُه





اليوم ... أذوب حبي فصوص ثوم ممزوجة بملح اللذه .. و بحنان أُم ساضيف الأرز للشعرية لإبني .. أنت..المكافح الطموح . و إقتباساً من مشاهد سنيمائية قديمة ، سأتيح المجال لمائة تنهيدة للخروج شهقة أمام "تقلية" تتلوى على نار هادئة :
" خضرا ... خضرا ... خضرا ... !! "
و سأضع الغطاء ثانيتين ، ثم سأرفعه . اسبحي يا ملوخية بخَضَار مستقبلي معه ، و لا تهبطي و تتركيه يفتقد أمه علي مائدتي . و دعي نكهة فيروز تصعد منك بنغمات كنت أهمهمها و أنا أمسح جبهتي بظهر كفي و أتذوق ملحك .

" يا حجل صنين بالعلالي ... يا حجل صنين بالجبل ...
خبر الحلوين علي حالي ... خبر الحلوين يا حجل "

و بانتهائي من آخر قطعة دجاج ، كنت قد افتقدتك تماماً ، و أردت أن أطمعها لك في فمك لأسمعك تمضغ ...
"حبيتك مثل ما حدا حب ، و لا بيوم راح بيحب ."

إقترب موعدنا ، بدأتُ أتـوَّتـر ، أعددتُ المائدة ، و أرسلتُ إبتسامة لـ"دادي" عندما رأيت الأطباق الصيني ذات الحواف الأرجوانية . وضعتُ طبقـين على كرسيين متقابلين , بداخل كل منهم سلطانية وحيدة . المعلقة يسار الشوكة ، و السكينة علي اليمين . وضعت فيروز هادئة من بعيد ، و سأجلس أنا من قريب ...

أخيراً ، شكرتُ نفسي ، و نهضتُ مرة أخرى أغير ملابسي و أعدِّل من وضع شعري . ألن تأتي؟؟

لم أنته من وضع خصلة عنيدة , وكان طرقـَك يصلني ( من الخارج ) أسرعتُ إليك ، و أبطأتُ قليلاً علي مسافة من الباب خوفاً من أن
احتضنك . و إذا بك هنا علي بُعد سنتيمترات مني . طويل كما أنت . أسمر و بشوش . نحيف و حيوي كما أنت ...

- وحشتني !

لم أنته منها و كنتَ تـلفـُظ مثلها بإبتسامة أجمل و عين تلمع ... و أخرجت من وراء ظهرك باقة زهور بيضاء زادت من لمعان عينيك . أول باقه زهور تأتِ بإسمي ..
- ميرسي ...
- أهو إنتِ !

و دخلت , و كان لصوت غلق الباب صوت مختلف. عبرت عن إعجابك بالمكان ، و أنت تخلع الجاكيت و تضعه علي ظهر كرسي كنتُ سأجلس أنا عليه ..
- ريحة الملوخية .. تهوس !
الملوخية! صحيح الملوخية . أنت هنا من أجلها ... بناء علي الظاهر من نِـيـَّـتـي التي لا أرى باطنها بوضوح . لماذا دعوتك إلي هنا ؟؟‍
وضعت الأرز أولاً ثم ذهبتُ و عدتُ بالسلطه ، ثم ذهبت وعدتُ بالدجاج , ثم ذهبت وعدتُ بالشوربة ..
وإذا بتلقائيتك تغطي علي توتري كعادتك ...
- خشي في المهم ... إيه ده ؟ كل دي مقبلات ؟؟‍
- يا ساتر يا رب ؟؟ تعالى كـُلـني ‍!!
- لأ ما بحبش الريَّـش ‍!!
ذهبتُ وعدتُ بسحابة من بخار "المهم" ...
- سيدي يا سيدي ع الملوخية يا سيدي ‍!
وضعتُ الطبق و دُرت بعيني أبحثُ عن المغرفة ، و لما عدتُ إليك وجدت تغرف بها بنفسك ...
- إقعدي يا حبيبتي ما تكسفيش . البيت بيتك ‍..

ترقبت وجهك كطاهٍ مبتدئ ، يختبره الشيف الكبير .

اقتربت من المعلقة سريعاً , فـَلَـسَعَتـك ... فانقبض قلبي . و رحت تنفخ بها ... كأنك في مشهد سنيمائي مبطئ . و أخيراً رشفتها . ثم لحظات بدت طويلة ، ثم أغلقت عينيك و أرخيت حاجبيك ...
- ها؟ ناقصه ملح مش كده ؟؟

لم تتحرك ، فشككتُ أن تكون ابتلعتها ... أعطيتك الصمت و الوقت ، فرفعت جفنيك وقلت أنك تحبني . فأعطيتك المزيد ، فقلتها مرة ثانية ..

- بالهنا و الشفا ...

- بس إيه الشوك والسكاكين والكبايات والحوارات دي ؟؟‍
- يعني ... لو كنت بتحب تاكل الكوكو بالشوكة و السكينة ...
- آكل الــ .. إيه ؟‍!!
- الكوكــ... ، و النبي ما تِــتــَتــريقـش , كـُل و أنت ساكت .
- حاضر ...

و بدأت تأكل ...

- و إنت بتحبي "لكوكو" بتاعتك دي إزاي ؟!
- بإيدي يعني عادي ...
ثم تأملت طبقي ...

- هو إنتي ما بتكليش ليه ؟؟‍
- أصلي بحب أشرب الشوربه الأول ‍!!
* * *
أكلنا قليلاً وتحدثا كثيراً , ثم أكلنا كثيراً وتحدثنا أكثر . كانت عينك تدور في المكان و تستقر علي قطعة الطماطم و الفلفل علي طرف شوكتي ، ودون أن تلاحظ ، تفتح فمك علي إتساعه كأنك أنت من سيأكلها .
ثم اسندت ظهرك للوراء ، و أمسكت بطنك ....

- آآآآه ... بقالي أد إيه ما كلتش كده ‍‍!!

( قلت لنفسي و أنا كمان )
تطوعت بحماس لغسل الصحون ، و حين رفضتُ و سحبتُ منك الأطباق ، قلت "طب شيلي إنتي السفره و أنا هغسل المواعين !!"
رفضتُ و بعد ثوان كنتُ أرفع الأطباق ، وأنت تقف أمام صنبور المطبخ . أفرغُ الأطباق في القمامة و أضعها لك في الحوض ، و أنت تعبث في الصابون باستمتاع كطفل صغير ...

طال حديثنا وصار أجمل ... و أنا سعيده بوجودي في مطبخي سعاده غامضه . "و لا بدي شي بعد , إلا داري .... بيتي بيصير وعد لما بحاكيه"...
"بجرِّب ما بفهم .. شو علقني بس فيك ؟!"


طوِّلت .. أنا عارفة .. بس دي حـَّنة من رواية كتبتها رمضان اللي فات لأ اللي قبله ... معلش بقى استحملوا

Wednesday, October 31, 2007

الـقـعـدة ف الـبـيـت انـهـاردة


إيه اللي ممكن يخوِّفك أوي ف الهالووين؟

زمان كنت بخاف م الأسانسير،
دلوقـتي لأ !

من الضلمة ،
دلوقتي ساعات و ساعات ...

م الصراصير ،
و مازلت .


مانزلتش م البيت انهاردة ، و جبت علبة آيس كريم كبيرة ، و نزلت عليها فرمتها ، احتفالاً بعيد الشياطين زي ما بعض الناس بيقولوا .

و نسيت خالص إني لسة عندي مخاوف .. أكبرها ؛

الخوف من الطـُخــن .


كل هالووين وإنت طيب .. ياترى كمان عشرين هالووين ، هـيـبـقـى مقاسي كام ؟
ياترى أنا خفت أنزل م البيت ؟ ولا كنت خايفة مانزلش ؟؟

Sunday, October 28, 2007

جـردَل بـرتـقـانـي




بحب أنزل الشارع بدري ساعات .. بدري يعني فعلاً بدري ، الساعة 7 أو 8 ولا حاجة كدة ..
بحب أكون من أوائل الناس اللي نزلوا من بيوتهم عشان يمارسوا حياتهم .

مش دايماً طبعاً بحب أنزل كدة أقضي اليوم ف الشارع يعني . لكن على حسب الحالة النفسية ؛ لأني بيوحشني البيت على طول . و بستمتع برضه باليوم من أوله ف البيت ، لكن وأنا بعمل الحاجات التانية .. النسكافيه ، الكمبيوتر . كدة !

قبل النزول بدري كدة بكون صاحية من قبلها بحوالي ساعة و نص أو ساعتين عشان أبدأ اليوم بهدوء ، من غير سربعة و قلق .. بيبقى يوم سواد لما أصحى متأخرة عن معادي ، و أدربك الدنيا بقى و أنـُط ف هدومي و أنزل .. إيه دة ؟!

واللي بعمله من غير ما أقصد هو إني بشغَّل أغاني بحبها و أنا بجهز للنزول ... غالباً ما بتبقى هادية .. و برضة غالباً ما بتكون لناس مغمورين ..

حد مثلاً سمع عن حد إسمه :
Joshua Radin
؟؟

حد قبل كدة سمع عن باند إسمه
Wax Poetic
؟؟
أنا أصلاً معرفش أنا عرفتهم منين ...

وساعات كمان بتبقى نهاراتي مع
Norah Jonesو Diana Krall و Nat King Cole


لكن السبب الخفي ورا إللي بسمعه دة هوة إني أدي لنفسي حاجة ، أغاني ، تدور ف ودني ... لحد ما أرجع البيت تاني مثلاً !
رغم إنها مبالغة إلا إنها بتحصل ساعات ..

ممكن حد يقولي يابنتي و على إيه دة كله ؟ ما في إختراع إسمه
MP3 مثلاً
لكن لأ ... ممكن طبعاً أفضل ماشية بالسماعات ف ودني . بس إيه؟؟ وبعدين ؟؟ مين إللي حيتفاعل مع الحياة و مع الناس ؟؟ بعد ما أعزل نفسي أنا و أنطوي ، و أفضل سدَّة ودني ... و مستهينة بقدرتنا الإنسانية البسيطة و القوية جداً ف إننا نتخيَّل ، نسترجع ، نستغل عقلنا دة إللي مليان حاجات هايلة . أكيد الـ
MP3
مش هيكون متطوِّر و مستحيل و معقَّد لدرجة إنه هيغلب عقلي يعني .



و عشان أكون واضحة أكتر ... أنا لما بيحصل و بيقع ف إيدي
MP3
و أنا وسط الناس ، مش بفوِّت الفرصة .. و بحطه و بسمعه على طول .
و من غير كدب و حوارات و كلام كبير .. بتبقى متعة من نوع تاني !


مرة .. كنت نزلت بدري جداً كنت رايحة الكلية .. و برضة اتبعت نفس الحاجات اللي بعملها دي . مش فاكرة كنت بدندن إيه كدة ، و كان ماشي ع الرصيف التاني للشارع بوَّاب كدة ف إيده جردل برتقاني ... و ماشي على إيقاع سريع ، و كل عربية مركونة بيعدي عليها يخبَّط عليها 3 خبطات ... التلت خبطات مظبوطين أوي مع أيقاع شبشبه ع الأرض..

شِب شِب ، طك ، شِب شِب ، طك ، شِب شِب ، طك ... كدة !

إنبهرت طبعاً بقدرة الراجل المش طبيعية ف إنه يخرَّج الأغاني بتاعتي من دماغي ، و يخليني أمشي على نفس إيقاعه ، و أقول أنا ليه منزلتش بالشبشب عشان أمشي أشحتف و أطلع بنغمات و إيقاعات كدة ، طول الطريق للكلية ..

والله كل مرة بنزل فيها الصبح بدري كدة ، لازم أعدي فيه على حاجة كدة .. حاجة غريبة زي دي ...
بتحببني ف حياتي أكتر ، و بتحسسني إني محظوظة أكتر ..

و الله أنا ماستاهلش المعاملة إللي بعاملها لنفسي دي


ليكي يا إينو ... يا رب تكوني فهمتي اللي أنا فيه ..



الصورة : لوحة للفنان المصري عصام عزوز

المج مش تقيل عليا ماتخافيش




كل ما حاجة بتتصلَّح ، حاجة تانية قصادها بتبوظ ..

أول ما اكتشفت إني خلاص اتخلصت من داء اللماضة و الجدال الفارغ ، و بقيت ف أي مناقشة ، أول ما أسمع صوت اختلاف ف الآراء .. بسكـُت . مع الوقت بـقيـت ف أي مناقشة بعرض رأيي ... و حتى لو مافيش اختلاف ف الآراء ، بسكـُت . بالتدريج الحوارات بتموت بسرعة ، و تتغير ...

كل ما بخف من حاجة ، حاجة تانية قصادها بتتعب ..

إيدي الشمال مرة وقع عليها حاجة ، و اتعوَّرت .. ف الأول ماحستش ، ملاحظتش إلا لما شفت دم كتير كدة على ضهر إيدي "إيه دة ؟ أنا كدة هدومي هتتوسخ !" و حطيت عليها برفان و سبتها ، و فضلت بقيت اليوم أطل عليها كل شوية ...و لاقيتها مش بتبطل تنزل دم . سبتها بقى .. هو أنا فاضيالها يعني؟؟ و لوحدها لقيتها بـطـَّلِت .. و كانت على ضهر إيدي ف حتة البلستر مش حيثبت عليها . ف طنشتها خالص بعد كدة . أخدت وقتها ، و راحت ! لكن قبل ما تختفي بالكامل ...

إيدي اليمين ساعات بتهيِّس ، لوحداها كدة توجعني ، و لوحدها برده بتخف .. كل اللي بعمله ف الأول هي متابعتها ، و ف الآخر تجاهلها ، اختبار طول نفسها فـفـرض ألمها عليا .. و أكيد ف الآخر بتتيأس مني ، و تخف .

إيدي اليمين ، ف نفس الحتة اللي إتعوَّرت فيها إيدي شمال ... إتلسعت . و كله عارف إن اللسعة بتطوِّل شوية أكتر من التعويرة . حطيت مرهم و بتاع اتباعاً لارشادات مامي و أنا عارفة تماماً إن المرهم بيخليها تحرق أكتر .. حطيت مرة و خلاص ..

لسة مختفية من كام يوم بس.. بس قبل ما تختفي ..

إيدي الشمال من كام يوم ..ف إصبع الوسطي على جنب ، اتلسعت و أنا بوَلع الكبريت. أو بمعنى أصح الحادثة كانت إن الكبريت انطفى ف صباعي ..
كانت سيئة طبعاً ... لكن رغم وجود العلامة لحد دلوقتي ، إلا أني مش منزعجة أوي منها .. لأنها كانت شايلة نفسها عني ... ماحستش أبداً بأي انزعاج من ناحيتها بالخواتم ، أو و أنا بمسك المج بالسبابة و الوسطى بس ، و اللي بيخليها بالظبط تحت وزن المج . لما بكون سرحانة ف محاضرة ولا ف سينما ولا حتة دلوقتي قدام الكمبيوتر ، بمرر صباعي السبابة من نفس الإيد عليها، و بلاقيها بتستجيب ..


أنا كنت فاكرة إني اتخلَّصت من عادة الكلام الكتير ... لكن أنا بخبي حاجات على نفسي أنا عارفة . عشان كدة أنا أصلاً عملت البلوج دة .

لكن الحقيقة ..
اللي أنا عايزة أقوله ليا هوة إن أنا مش دلوعة .. مش أول ما أتخربش أجري و أسرَّخ إلحقوني .
ف ياريت يا سارة تبطلي تجبريني على تجاهلك ، و تتعايشي معايا.. عشان أنا مش بحب الحاجات لما بتطوِّل .. و دمها بيتقل ..

أي حاجة ..


أنا عندي امتحانات قريب .. ف شدي حيلك كدة عشان نعدي بسلام احنا الاتنين .


إهداء للكابتن أحمد .. أنا آسفة إني بكسل ، بس والله ....
معنديش أعذار ..

ملحوظة يا سارة برده : مابحبش الأعذار !

بس خلاص

Tuesday, October 23, 2007

وجـود افـتـراضـي



قاعدة ف الكافيه بتلفت حوليا .. يمين و شمال و ورا .

"مالك يا بنتي ؟ إنتي هربانة من حد ولا إيه؟؟"

أنا كنت ف انتظارك .

تمر نص ساعة ، و يتبقالي نص ساعة قبل ما أمشي ، أبص ف الموبايل ، أتأكد إنك اتصلت تقولي إنك جي ... أشك أحسن أكون دخلت مرحلة تخيل حاجات مش حقيقية .

" إنتي مش كان حد حايجيلك ؟ وقع ف بلاعة ف الطريق ولا إيه؟؟"

يهزروا البنات صحابي . أضحك ... مما يقول إني بدأت تقريباً أتعود على كدة .
مش زعلانة ، و لا فرحانة طايرة ... عادي يعني .


أفتكر مرة كنا أنا و أنت و واحد صاحبك قاعدين بنتكلم ، و لاقيتك بتقوله : "أكتر حاجة حتلاقيها ف سارة هي إن كل حاجة عندها عادي .. تقولـَّها إنك حاسس إنك عندك شيزوفرانيا ، و تعترفلها إنك عندك فوبيا المرتفعات... (زي ما قلتلي إنت) . حتبتسم و تقولـَّك الله! دة أكبر دليل على إنك إنسان حقيقي ، عشان الانسان كائن بيتفاعل مع كل اللي حواليه ، و إن الانسان اللي معندوش مخاوف ، أكيد أكيد ناقصه حاجة ، فاتته حاجة ف التواصل مع اللي بيحصل حواليه . أكيد إنسان من درجة أقل..."
و دة فعلاً اللي أنا قلته .. أكيد يعني أنا اللي قلته . مش فاكرة !


أفتكر و أنا قاعدة كمان حوار بيني و بين أختي .. لما سألتني عن رأيي ف واحدة صاحبتنا كدة .. قلتلها إنها جميلة يعني عسولة . عوجت شفايفها و دورت وشها ، و قالتلي "إنتي كل الناس عندك جميلة و عسولة خالص يعني كدة على طول؟؟"

الوقت بيجري و فاضل دقايق أحاسب فيهم ، عشان ألحق أمشي .. و أنت لسة ماجتش ، و أنا لسة بتلفت حواليا . لسة هربانة .


أنت مش موجود أوي ف حياتي ..

لكن وجودك الفقير ، بيفتح شبابيك ف عـقـلـي ، بشوف حاجات ، مش جميلة و مش وحشة ، حاجات عادية .. لكن بعيش معاها لحظات مسروقة من الحياة ..

و لما بتحضر ، زي ما حضرت يومها .. بـتـتـقـفـل الشبابيك ، و بلاقي نفسي واقفة على الأرض .. و اللي أنا لاحـظـتـه إني بحس إني عايزة أنام .


بتحضر ... افتراضيا .
بتحضر بالحاجات دي .. بالشبابيك


أشك إنك تقصد دة ..
لكن هوة دة اللي حاصل

حياتي مليانة حاجات اكتشفها و افتكرها و امتصها ... نظريات و فلسفات بطلع بيها كدة ف لحظة ... وانت مش موجود.

و دة ف حد ذاته حاجة مش كويسة طبعاً ، لكن مش وحشة أوي برده




(الصورة ... أختي دايماً لما تستعمل الملاعق ، تحطها ع الحوض مش جواه .
أختي مش ف المطبخ ، لكن وجود المعلقة بالوضع دة ، علامة "أميرة مرِّت من هنا" .. )

أنا آسفة لو شكل الصورة غبي أو مش باينة أوي العلاقة بينها و بين الكلام يا "على باب الله" !!
أظن كدة وضحت شوية باين

Thursday, October 18, 2007

آه ، لو كنت زي المنبه ، معنديش أي مشكلة إني أقلق الناس النايمين


لأ لأ من غير رغوة


أول ما ابتديت أشرب نسكافيه ، كانت بداية إحساسي بنفسي على إني دلوقتي واحدة كبيرة . واحدة مش عيلة هايفة أي كلام . لأ .. أنا دلوقتي بشرب نسكافيه . مش أي حد يعني .

و على ما تمرَّست و عرفت المعايير و الطرق المظبوطة إللي تطلعه مج نسكافيه من الدرجة الأولى ، كنت ف أولى ثانوي .

بحكم العادة أي حاجة ممكن تتغيَّر .. و بحط خط تحت كلمة "أي" . لو البني آدم بس عنده شوية حاجات حتبان و أنا بحكي الحكاية .

إيه بقى الحكاية يا ولاد... إسمعوا و ركِّزوا ؛
خالتكوا سارة (اللي هي أنا) تنام بعد الضهر ، بعد ما تيجي من المدرسة ، و تصحى بالليل و البيت كله نايم .. و طبعاً بديهي يعني حتصحى تشمشم على إييييه؟؟ النـسـكـافـيـه !
و أدخل المطبخ أبتدي أعمل نسكافيه . آجي أعمل وش ... ألاقي نفسي بعمل دوشة و أنا عمالة أضرب ف النسكافيه عشان أعمل وش ، أحس إن كل النايمين ممكن يصحوا ... أسيب المج ، و مكملش عمل الوش ... فيطلع ف الآخر وش خفيف ، و ساعات ميطلعش خالص ..

شوية شوية ... بقيت بشربه من غير وش ... بستمتع بيه و هو من غير وش . و لما بشربه بوش ، بستمتع برده طبعاً ، لكن مش زي اللي من غير ..

جميل أوي ..
عشان كدة بشربه من غير رغوة ! كلام منطقي .

بحكم ... مش عارفة بحكم إيه ؟ التقدم ف السن و لا ايه ؟ ماعرفش . بقيت بشرب كل حاجة من غير سكر ...
خوف من الطخن ، و معلومات كتير عرفتها عن أضرار السكر .

و لما مرة كنت قاعدة كدة مع نفسي ، و قلتلها تقوم تعملي نسكافيه ... تأففت شوية كدة و قالتلي : هو أنا لسة حقوم إنتي كمان ... مش لازم تشربي أصلاً .. رديت عليها و قلتلها : ليه يا بنتي ، دة مش حياخد وقت ..دة نسكافيه من غير رغوة و من غير سكر ..

اكتشفت إني بالتدريج سمحت للحياة إنها تجرَّدني من كل حاجة ...
ف يوم من الأيام حشربه من غير لبن ، و من غير نسكافيه .



تخيلوا بقى لو كان النظام اليومي عندي مظبوط ، بنام الليل و أصحى النهار و أنا ف أولى ثانوي ، كان زمان الوضع اختلف قد إيه ؟

(برده وشّ .. مافيش فايدة )
؟

Thursday, October 11, 2007

حـد غــريــب مــن بـَــرَّة



نفسي أقول كلمة ...

كلمة لو كلكوا إسكندرانية ، محدِّش فيكو حيفهمها غلط . هي دي الكلمة اللي لساني معرفش يوصل لأبعد منها عشان يتفاعل مع الموقف .

انهاردة كان في حفلة ... حفلة ف مكان ما ، و كان نفسي أروحها ، بقالي كتير أوي ، من أول أسبوع ف رمضان مش بروح حفلات . و نظراً لبعض الظروف ، جالي هاتف من جوَّة كدة بيقولِّي : " شكلك حتتباعي يا معلِّمة ، و حتروحي لوحدك !" أنا قلت إيه يعني مش مشكلة ، ما أنا طول الوقت بروح حفلات لوحدي ، و ماكنتش بستمتع ف حفلة إلا لما بكون لوحدي ، إيه اللي إتغير يعني ، مافيهاش حاجة .

و أنا بجهز للنزول ، كنت مهمومة كدة و مش على بعضي ، و حسيت إني مضايقة . لدرجة إني قلت لنفسي خلاص بقى ، انشالله عن الحفلة ما اتراحت . و اطمنت أوي ، و حسيت بالاسترخاء .

مافيش دقايق ، و جاتلي هدية من السما - رسالة بتحمل معلومات عن مكان تجمع الأصدقاء و الموعد . طيران كملت لبس و نزلت روحـتـلـهـم . أول ما دخلت المول ... جت الكلمة على لساني !
أنا إيه اللي جرالي ، أنا عيانة ولا حاجة؟؟؟ أنا ازاي مرتاحة ف المول أوي كدة ، و كنت خايفة و مضايقة من مرواح الحفلة الموسيقية ؟؟ أنا إتهبلت ولا حاجة؟

وصلت قبل الكل و طـلَّـعـت رواية فضلت أقرا فيها ، لحد الجماعة ما وصلوا ... يا سلاااااااااام ! يا متعتي و أنا وسط زحمة و دوشة و وش و لكلكة ف حوارات عبيطة ! استغربت جداً ..جـــــــــــــــــداً . لكن كنت مبسوطة ..


إيه ؟
العلاج إيه يا دكتور ، الأعراض دي جديدة عليا ...

أنا الظاهر نسيت إني قبل كدة كان في حاجات بعملها مع الناس و حاجات بعملها لوحدي ... دلوقتي ف كل حاجة . كـــل حــاجـــة . بعملها ، في معايا شريك أو أكتر ..

لدرجة إني خلاص بقيت بخاف أعمل حاجة لوحدي الظاهر !

خفت جداً من اللي ممكن يحصل بعد كدة ، ممكن تحصل يعني و ناس يستأذنوا من حياتي و يتكلوا على الله ... ممكن تحصل يعني .
حسيب أنا بقى كراسيهم فاضية ، و حثبت مكاني خايفة أعمل حاجة من غيرهم ، عشان محسش بالاغتراب ... ولا استضيف حد تاني مكانهم ؟ ولا أشيل الكراسي من أصله ؟

مش برضة من الصح إني أكون على أهبة الاستعداد ... للاستغناء ؟

غريب أوي الموضوع دة ؟
أنا بخبي حاجات على نفسي ، بخاف منها أحسن تزعَّقلي ، أو تعاقبي و تحبسني ...
و آدي النتيجة ؛
تخلي حد غريب من برَّة (البلوج) يتوسط بيننا .



وقعتك سودة يا سارة ... بس أما تيجي


Tuesday, October 9, 2007

أفـران الزجـاج


المدينة ليست عامرة . رغم الزحام ، رغم العيون الزجاج .. أنا أعلم أنها خالية .

ينحدر الطريق تحت قدمي فتدفعني الجاذبية للأمام . ويسير بيتي على عجل . يقسو الانحدار حيث أكون . يستوي من حيث أغادر . أقترب خطوة ، يتحرك بيتي مبتعداً . فأقرر الدوران و السير من طريق آخر ...

هناك في أسواق المدينة ، مشى الجميع على قدمي ، اصتدموا بكتفي ، تتقاسم النظرات اللوم و التجاهل معي . المدينة ليست معدة تماماً لما في ذهني .
السكان هناك لا تزعجهم دقات الساعة ، قراءة الصحف ، الضجيج ، و البدانة . يشربون الخمر سراً . يسمعون موسيقى رديئة . و يمارسون الحب دون شموع . ثم يدخنوا التبغ الرديء . يجلسوا القرفصاء أمام مسلسلاتهم يتحرشوا بما يحدث لي .. برعوا في التحدث عنه ، في تجاهل قوانيني ، في تذكيري ... في توصيل كلماتهم اللاذعة مباشرة إلى لساني .

رغم العيون الزجاج .. أنا أعلم أن أحداً لا يخاف الحجارة.

تخاف السيدات فضة تشق كحل الليل على الرؤوس . لا يـقـبـِّـل أحد أصابعهن ، يقضمن أظافرهن ، يأكلن اللحم حولها . لا ينتفن حواجبهن . لا يحترفن الرقص . غير بارعات في اختيار مساحيق سوى تلك التي تحول في الماء ُزبـَد أبيض . زالت منهن المرأة و انمحت . يصرخن في أوجه الباعة الجائلين في المدينة ..
... نعناع يضفي علي حياتك طعم النقاء ، أزهار تفاح خطيئتك الكبري .. أزهار تفاحك أنتِ . حبات فلفل ، لعلكِ تبكين مرة في الوقت المناسب .

تلك مدينتي هناك . بيوتها مخفضة ، تعج بالبشر ، تتآمر وسائل الضجيج ضدها بتفان ، و تعلوها غيمة .

بها الأفران كثيرة... لكن لا أحد يزرع القمح . في مدينتي هناك يطبقون من قوانينِ ما يريحهم ، و يتعبني .
لصالحهم رأيت أن دفس الأشياء في الوجه ، يقتل . يقتل الزهد في النفس . يـقـتـلـهـا .
و لا توجد قوانين ضد أفران الزجاج .

المدينة غير معدَّة لاستقبال ... تحتاج غلق السفارات ...

مدينتي تحتاج لنزع العجلات من تحت بيوتها ، ليكف سكانها عن الجري في كل الاتجاهات .

شعبي يحتاج معبد تأمل ، يحتاج مصنع أكسجين ، يحتاج تشريع النبيذ الأحمر و طرحه مباحاً في الأسواق ، ... يحتاج زيت الصبر لطلاء الأظافر .

لم أكن أعلم أن سكان المدينة هؤلاء يجيدون وضع اللانسيز


Friday, October 5, 2007

ذاكـرة الــتــيــه ... بـَـكــَـرة خــيــط


كتاب دخل حياتي ف وقت مناسب جداً . كتاب مُشبع . أدبياً ، و معنوياً لقيته بيعزز حاجة كدة جواية اسمها الاسترخاء و التـقـبُـل . للحياة ككل . زي ما هي كدة شروة واحدة !

عزة رشاد أنا قريتلها قبل كدة مجموعة قصصية اسمها "أحب نورا و أكره نورهان" ، و كان الكتاب اللي قاريته حطمت كل أرقامي القياسية ؛ قريته ف ساعتين ف الطريق بين القاهرة و اسكندرية .. و كانت رحلة زاخرة بالفعل .

عزة رشاد كاتبة مُـحَـفـِّزة . بـتـسـتـفـِز تفكيري كقارئة ، و بتستحوذ عليه بالكامل بعد أول براجراف . من أول الاهداء . أنا لما عيني وقـعـت على الكتاب ، عرفت على طول انه كتاب يساهل .. من معرفتي السابقة بالكاتبة . لكن لو كنت شفته من غير ما أكون قريت لـ عزة رشاد قبل كدة ماكنتش حبصله خالص يعني ... عنوان الكتاب قوي جداً و من الواضح إنه بـُذِل فيه مجهود ، و عادة ما بتكون الكتب ذات عناوين قوية مش عند ظن القارئ . ساعات بتكون أقل شوية من اللي بتوقعه . لكن "ذاكرة التيه" وضعه مختلف شوية . مختلف كتير .

حــــيــــــاة ..

حياة كاملة مطوية جوة كتاب . بنت ، مع التجاهل ، و الظلم ، و القهر ، و الصدمات التي حـدثـتـلـهـا و هي بتراقب تغير أهلها و الحياة كلها من حولها . و قـلَّة الحيلة ، و الرغبة ف التحرر ... من عوائق جواها ، و براها .

كل دة ممكن يطلَّع بني آدمة عاملة إزاي ...

أنا مش عارفة ليه مش عارفة أحكي عن الرواية كويس ، لكن هي كعمل أدبي ممكن . مـــمـــكـــن . يغير حاجات كتير أوي قديمة اترسِّبت ف دماغ القارئ .

أنا ممكن أسمح لنفسي و أقول إن "سحر" بطلة الرواية ، كإنسانة ، مليانة سواد .. و صعب التعامل معها و إرضاءها ، و عايشة في تواطؤ مع نفسها ، و عدم رغبة في التحرر من ماضيها ، من التصالح مع مشاكلها . مع نفسها . و بطريقة أو أخري بتبث سمومها على بعض من حولها ..
و المثال دة ، لو بنت لحم و دم قدَّامي ... حتتعبني .. و مش بعيد طبعاً تكرهني .

لكن الكاتبة ، مش عارفة إزاي قدرت تعطيني كل الأعذار للبنت دي إنها تكون كدة .. و مع الوقت و الخبرات المتتالية - صاعقات قاسية على الروح - بتتعلَّم السماحة ، و النقاء ... و بترضى بماضيها .

و أنا بقرأ الكتاب (قريته في مدة طويلة يعني ، أسبوعين أو أكتر ) كنت حاسة إني بتطوَر معاها ... ف الأول بطلع عقدي و غضبي و سخطي على الناس ، و شوية و أكتفي بالعزلة و الصمت عنهم .. ثم مرحلة الوعي . و ف الآخر التسامح و السلام الكامل مع النفس ، و مع الناس مهما كانت أخطاءهم ف حقي .

تقبُّل حقيقة إن أي حاجة حصلتلي ، حـَــصــلـِـت فعلاً . و مافيش أي حاجة ممكن تحصل و تغير دة . أي مشكلة بقى اتـبـَقـِت ، ف دي مشكلتي أنا . بعيد عن الكـُل .

و أول ما حسيت بالنور دة طالعلي من الكتاب ... كان يوم مميز . مميز فعلاً ، اللي هوة مش عارفة لو ماكنتش وصلت للجزء دة من الرواية يومها كان زماني وصلت فين .

...

كل دة كلام هبل ... انا حسة اني بتكلم كلام مش فاهماه باين !!

اللي عينه تقع على الكتاب ، إوعى تتردد !





"لا أحد يرجع إلى نهار غادره " نص مصري قديم





"هذه الحمى التي تصيبني في الليل راحت تدفع بسائل لزج ثقيل من مسام جلدي . كثافته الغريبة كانت ترج كياني و تـُّشـظـي رأسي المثقل كالبركان ، عرفت أنه رسم لوجودي خارطة جديدة عندما بدأت أشعر بالكراهية تغادرني ، و بالغضب الذي غصت فيه طويلاً يتلاشى .

و بدا لي أن أفكاري الحادة التي كانت تضعني في موضع الإدانة ، مو تـنـقـلـب بعد لحظات لتضعه بنفس الموضع ، تلك المبالغات ، ذلك التطرف ، تلك الكراهية كانت لوناً من العنف لا يلتهم سوى صاحبه .
و إذا فكرت الآن فيمن أشعر بالامتنان له فستكون روح ذلك الفقير البسيط ، الفسيح مثل الفجر ، الذي وقف ذات يوم فوق كل التباينات و قال :
- حيث يكونن الحب ، يكون الرب .
و هذه السلحفاه التي تركتها جارتي المسنة لأرعاها في غيابها تدهشني صـَـدَفــَتـها الصلبة المقسة لوحدات هندسية مثيرة ، أقرأ في تضاريسها العجيبة عبارة : كـُن ودوداً . "


"لا أكره أبي . لا أمتلك الجرأة لذلك ، لكني كلما تذكرت أن مسار حياتي ، مستقبلي كله انهار بيده أشعر برغبة حقيقية في نسيان هذا الرجل الذي ربما لا يكون صحيحاً و لا عادلاً أن أتجاهل ما كان يفعله لأجلي كل يوم بل كل ساعة ، و لن أكف عن الاحساس بيده القابضة على يدي بعد أن يتركني عند باب المدرسة ..."


والله العمل ككل هايل !!!

تعبت من البحث عن مقطوعات أكتبها ... لأن جمال الرواية فيها ككل


بس خلاص


Sunday, September 30, 2007

الأرفـف الزَلـِقـة




تـُـبـهـِـرنـي قـدرة على الانفصال عن الأحداث ..
تتمتَّع بها ، و لا أتمتع .

و بما إننا اثنين ، من السهل جداً عليك ، دون أن تتدري ، أن تفتح صناديقي ، تضع المشكلة ، تغلق عليها ..
ثم تـنـتعِش ، و تـبـتـسـِم ، و تقول أنك تنسى همومك و أنت معي .

أسعد ، .. أرضى . أشعر في الكلمات بصوت بعيد . بعيد . قادم من عـُمـق أغـــوارك . يقول ؛ "صَـدِّقــي !"

فأصدِّق . أعـذَب الـتـصـديـق ..

فـتـسـقـُط الصناديق من على الأرفـف ، و تخرج مشكلتك التي بـُـحـتَ بـهـا . تـنـتـصـِب أمامي .

تنمحي ابتسامتي .



...




لحظات .. أنــــســـى إننا اثنين

و دائماً تكن أنت موجوداً لـتـُذَكـِرني


Thursday, September 27, 2007

ف وشّ الحــيـــط



أسئلة كتير عارفين إجابتها ، و رغم بساطتها ، لا نملك أمامها إلا عدم الإجابة عليها ...
لأنها بترمينا قدَّام حيطة الحقيقة المجرَّدة . أياً كانت


هو دة اللي حسيت بيه أول ما قريت السؤال اللي حطـُّه "الكابتن" ف المستدونة بتاعته ...

شوفوا الحيطة بنفسكوا ..

http://ensazaman.blogspot.com/2007/09/blog-post_7053.html


لو ماشـُفـتـوش الحيطة ، ياريت تعرَّفوني إني ببالغ


Wednesday, September 26, 2007

تـحـضـيـر أرواح


خـبـطـتـيـن على الرِجل ، سـَقـفـتـيـن ، طرقـعـتـيـن بالـصـوابـع ...
واحد اتنين !

خـبـطـتـيـن ، سَـقـفـتـيـن ، طرقـعـتـيـن ...
اتنين خمسة !

خـبـطـتـيـن ، سَـقـفـتـيـن ، طـرقـعتـيـن ...
خمسة واحد!
...
واحد خمسة !
...
خمسة واحد !




لعبة ملهاش اسم ، كنا بنلعبها زمان جداً انا و أخواتي و جيراننا . لعبة كانت بتصيب بالملل بعد فترة مش طويلة أوي ، إلا انها كانت دقايق ممتعة جداً يالنسبالي ف بدايتها ، ...

اللعبة قائمة على الآتي ؛ نجلس جميعاً في حلقة ، و بعددنا كل شخص له رقم بداية من "واحد" .
نضرب معاً ضربتين على الأرجل ، سـقـفـتـيـن ، و نطرقع الأصابـع مرتين ثم ... بداية من الشخص الحامل لرقم "واحد" تبدأ اللعبة .
ينطق الشخص رقمه أولاً ثم رقم آخر من داخل حلقة اللعبة . مثلاً "واحد اتنين" . ثم نضرب و نـسـَفـِّق و نـطـرقـع ، و الشخص رقم "اتنين" يقول رقمه أولاً ثم رقم الآخر . مثلاً "اتنين خمسة" ... و هكذا . (مش شرط بالترتيب .. اهم حاجة تكون من الأرقام اللي جوة الدايرة )

المتعة ف اللعبة دي كانت ف اللخبطة ، كتير كنت أنسى انا رقمي كام ، و لما ييجي عليّا الدور ألاقيهم بيبصولي مـسـتـيـيـن كلامي ، و ساعات تانية كنت أقول أرقام مش موجودة أصلاً ف الحلقة . و ساعات كنت أبدأ برقم مش رقمي ... و ف أي حالة من الحالات كنت بطلع برَّة اللعبة .

لعبة جميلة ، و غامضة لكل الناس اللي واقفين حوالينا . حتى أهالينا كانوا مش فاهمين إحنا بنلعب ايه لما يسمعوا صوت الأرقام و التسقيف و الخبط على الرجلين . أكننا بنحضَّر أرواح . تخيَّلوا ، شوية أطفال قاعدين عاملين دايرة ، و عمالين يقولوا أرقام مبعثرة هما بس قادرين يفكـُّوا شفرتها.. و فجأة ننفعل و نهلل لما حد يغلط و يطلع برة اللعب .

بالنسبالي كانت (أو أصبحت دلوقتي) حاجة أشبه باستكشاف الأرواح الحاضرة ف الحلقة ، مش تحضير أرواح تانية من برَّة مش هانعوزها ف حاجة .

ازاي؟

كتير جداً لما كان الدور بيطوِّل .. نبتدي ، بروحنا الطفولية الفقيرة نسبياً للروح الرياضية ، نتضايق من بعض عشان محدِّش بيغلط ، و الدور مش عايز يخلص ، و محدِّش فينا عارف يكسب . فكانت حاجات غريبة أوي تبتدي تحصل . و تتكرر .

انا مثلاً رقمي "خمسة" ، و حد تاني رقمه "واحد" . الـ"واحد" ينادي عليَّا ..
-"واحد خمسة "
أرد انا . كنوع من أنواع الهجوم ..
-"خمسة واحد " (أنادي عليه تاني)
فيقوم الـ"واحد" يرد الهجوم ..
-"واحد خمسة "
و تتقلب ب عـِنـد . نفضل كدة كتير . لحد ما حد فينا ينسحب . رغم ان في ناس تانية لسة موجودة ف الحلقة ، و المفروض اننا نشركهم ف اللعب .

كدة كانت بـتـبـانـلـي الأرواح الهجومية ، و العنيدة ( المعنى الغبي من العند ) . كتير كنت أنا اللي أبدأ بالموضوع دة . الهجوم . و بعد فترة قصيَّرة ، بين العند و الاحساس بالذنب ناحية اللي قاعدين ساكتين بيتفرجوا علينا و ما بيلعبوش (واللي بيكون بان عليهم الزهق) ... كنت بحس اني صاحبة القرار الأصعب . أكـَمـِل عـِنـد ؟ و لا أنسحب و أنادي على اي رقم تاني عشان نكمِّل لعب ؟

مش حكدب . ساعات كنت بكمـِّل عـِنـد ، لكن لحظة ما اللي قدامي بينسحب أو بيغلط حتى ، و يخرج برة اللعب ... كنت بحس بالذنب . و مش بعرف أكمِّل الدور كويس .. ف أغلط و أخرج !

ساعات تانية .. كنت بنسحب و أكيد ماببقاش مبسوطة أوي لحظتها ، لكن أول ما يبتدي الباقيين يلعبوا و صوتنا كلنا يعلا تاني ، كنت بنسى .

دلوقتي بقى و انا بفتكر .. عرفت ان في مؤشرات عديدة كانت تـُظـهِـرلـي نفسي .. و انا ماكنتش واخدة بالي . انا الروح الهجومية العبيطة اللي تبدأ الهجوم من غير سبب . و بعد ما تتروَّط ، تفكـَّر . تحتار . تقرر .

أو تستمر .. لحد ما تغلط .

و وقتها ، بيكون دوري ف اللعبة خـَـلــَص خلاص


Tuesday, September 25, 2007

مــش كـــفـــايـــة




نظراً لشيء كنت لحد فترة قريَِبة جداً فاكراه مش باين أوي ... و فجأة جاءني تـَعـَجـُـب من صديق لي من نفس الشيء ، صار واجباً عليَّ أن أعترف به لنفسي على الأقل .

حاجتين ..

لـــيـــه؟

ليه كل كـُـبــايــات و مجات العالم مش بتكفيني ؟ كل ما أدخل محل و أشوف فيه ركن مجّات ، أجري عليه زي العبيطة اتفرج عليهم واحد واحد ، و لو ما لقيتش حاجة عجبتني أوي ، أمشي و أنا متضايقة . متضايقة جداً لدرجة إني بتمنى لو ماكنتش رحت اتفرَّجت عليهم ، أو ما أخدتش بالي منهم ... أو مادخلتش المحل أصلاً . و لو لقيت مج حلو ... انبسط جداً جداً ، رغم انه مش بالضرورة أشتريه ، أرجعه مكانه و انا عيني على اللمعة بتاعته ف النور . أتخيل طعم النسكافيه فيه ... و لو مش حشتريه ، ابص عليه كويس كدة ، و أقنع نفسي أنه كبير على إيدي . و امتن جداً للحظة الخاصة اللي عشتها من التفاهم معاه .

ساعات بحس اني مجنونة !

مش بنال كفايتي أبداً ... و ياه ! يــــــــــاه لو مج من مجاتي اتكسر . أو حتى لو وقع و ماتكسرش و اتكسرت ودنه و فضل محطوط مع المجات التانية صاحب عاهة . اتمنى لو كان اتكسر كله ، كان على الأقل كان حيبقى عارف وضعه من ناحيتي . هو مج ولا كباية أقلام ، و لا كباية ملاعق شاي . ولا مجرد مج مـُـتـعــِب الشـُـرب فيه لمّا تكون باقي المجات السليمة مشغولة .

مش بس كدة .. كمان كل آنية السوائل؛ كاسات ، زهريات . كل حاجة تحوي سائل ، تديني احساس بالرفعة . بالانبهار . بالسكون .

و عمري ما اسكفيت ..


و الحاجة التانية ..
أنا ليه مكبَّرة المواضيع . بتحبي المجات؟ حـبـيـها يا ستي . مش بـتـسـتـكـفي بيها ، اشتري كمان و كمان ، مافيش حاجة حتترمى .. قالبة دماغك ليه؟ ايه دة؟ مش كدة ابداً .

أنا ماكنتش اشتكيتلك لما لاحظتُ اإن كل صوَّرك مجات ...و أبواب أو شبابيك .. ولا حاولت أفهم العلاقة بينهم .
أنا ماكنتش مستنية اعتراف منك .. انا كنت عارفة ، و مش متضايقة ، زي ما أنا عارفة حاجات كتير انتي أصلاً ماتعرفيهاش . تصتادي الحاجات الهايفة انت ِ وتعملي عليها قضايا تفصيل أكبر من مقاس دماغك و دماغي ، و ف الحاجات الكبيرة المهمة .. تستخبي منها و تجري على أي حاجة ملونة و مزركشة ... تغطي بيها على صوتي ...
وشّ وشّ وشّ وشّ ! كـــفـــايـــة ! إنت ِ سمعاني أصلاً ؟

...


أيوة ،

ساعات بحس إني مجنونة

Friday, September 21, 2007

إنـــدهـــي لـلبــوَّاب




أبدأ منين؟
من فترة طويلة أوي ، قبل حتى ما أسيب المدرسة و أدخل الكلية ، و الموضوع كله إتشتت ... مابقاش في حاجة اسمها أصحى بدري عشان أفطر و أشرب الشوكولا و آكل البيضة المسلوقة و أنزل أروح المدرسة ، و أرجع البيت بعد المدرسة أعلَّق هدومي و أجري أقعد على السفرة عشان نتغدى كلنا... و بالليل بعد ما أخلص الواجب و المذاكرة نقعد نتعشى...

كان لحد فترة قريِّبة أوى دة بيحصل . و لما كانت مواعيدي أنا و إخواتي و مامي تقريباً نفس المواعيد ... ايه اللي حصل بقى؟ كبرنا يمكن ولا ايه ، ماعرفش من امتى بالظبط بطلت عادة الفطار دي و بقيت استكفي بالنسكافيه ... و الغدا يا سندوتشات ف الشارع يا بقسماط مثلاً و شاي باللبن ... و العشا بقى وجبة مجزئة على طول السهرة قدام الـ"زفت" الكمبيوتر (حسب تسمية مامي) .

و لما كانت التطورات دي بتحصلّي ... كانت ست الحبايب لسة (بعناد شديد) بتقف و تطبخ ... الأكل اللي بنحبه . و اللي كان مصير معظمه كيس الزبالة أو أطباق أكل البوَّاب و أولاده ...

انا طبعاً ماكنتش أعرف أد إيه دي حاجة محزنة . نوع الحزن اللي مهما كنت حاد الطباع ، حـتـتـقـبـَّـلـه بصمت ...
لحد ما كبرت شوية كمان ، و بقيت أقف ف المطبخ .

"إبشري البصلة و ادعكيها بالملح و الفلفل قبل ما تَسقطيها ف الشربة ... ماتحطيهاش صحيحة ، عشان طعمها يبقى أحلى "

الأمومة تبدأ من المطبخ . مع أول ريحة طبيخ تطلع من المطبخ و أنا واقفة فيه ، مع أول معلقة شوربة دقتها عشان أشوف ملحها أد ايه ، مع أول لسعة على إيدي ... عرفت إن هوه دة سحر الأمومة بجد ، إني أدوِّب لأهلي حبي ليهم ف الأكل ، و أأكلهلهم بالمعلقة .

"البسلة آخر حاجة تتحط على الخضار السوتيه ...عشان بتتهرى بسرعة"

اللي فيكم يركِّز .. حياخد باله ان اللي واقفة ف المطبخ مش بتبطَّل حركة ، ولو ركزت أكتر ، حتلاقيها حرفياً زي الأخطبوط ، بـ 8 ايدين ، و بتعمل أكتر من 3 حاجات ف وقت واحد . و ممكن يفتكرها بين لحظة التانية ممكن تنهار من كتر التعب . لكن أد ايه الوقفة ف المطبخ فيها حاجة غريبة ، مش باحس بأي مجهود ... إلا لما أقعد و أسمع ركبي و هي بطرقع . وقتها بس بحس بالوقت و المجهود . (كمان دوشة المطبخ بتغطي على الوش اللي ف الدماغ ، و بتحرر الكبت) .

" لكل مج رَز حطي مج ميه ... أوعي تزودي أحسن يعَجِّن "

بفتكر دلوقتي أد ايه كنت أنا و أخواتي بنات لذاذ أوي و احنا صغيرين . عيال بقى . كانت أول ما مامي تغرفلنا ، بالدور كدة كل واحدة فينا بعلو صوتها ، تصدح "تـِــســلـَـم إيــديــكــي الإتــنــين يا مــامــي !" أكنها مش هتسمعنا مثلاً ، أو زي مانكون عايزين نسمَّع العمارة كلها انها بتطبخ حلو و ساعات كنا ننسى نقول ... و نتضايق أوي .. و ممكن نطلع فجأة كدة ، حتى بعد مانخلَّص أكل بكتير . و ساعات كمان كنا منعرفش ننطق "تسلم" صح ، فـنـنـطقـها "تلسم ايديكي الاتنين يا مامي" .

"ماتزوِّديش اللبن على الدقيق...عشان البشاميل يطلع متماسك "

كمان كانت بعد ما تطبخ و تغرفلنا ، تعمل لنفسها كباية شاي ، طبق جبنة قريش ، و العيش المأمَّر ... و تفضل تاكل و تقرمش . و لما كنت أسألها يا مامي انتي ليه مش بتاكلي زيِّنا ، ترد تقوللي عشان اتنوا صغيرين و لازم تكبروا . و اتـنـيـِّـلـنـا كبرنا !
بعدها بفترة مش قصيرة بدأتُ أفكر ؛ "يا ترى مامي اعـتـنـقـت مذهب غاندي ف الزهد و الصوفية امتى؟!"

"الكيكة لازم تدخل الفرن و هو سخن جاهز ، لازم يتولَّع قبلها بـ 10 دقايق ... و ماتفتاحيش الفرن تاني عليها كتير ، عشان ما تهبطش "

انك تطبخ دي حاجة جميلة . لكن بداية الطبخ بالنسبالي ، هية نهاية استطعام الأكل . للي مايعرفش ، انت لما تعمل حاجة لنفسك تبقى ملهاش طعم ، غير لما حد يعملهالك بحب . أفتكر عشان كدة مكانتش مامي بتاكل معانا ، أكيد هوة دة السبب الحقيقي ... بدليل اني حملت الراية عنها ، و بقى ليا نفس النمط دة ف الأكل في بعض الأوقات .

"اصبري . اصبري لحد ما الملوخية تغلي و بعدين اسقطي الـتـقـلـيـة ... و غطيها ثانيتين و ارفعي الغطا على طول و اوعي تغطيها تاني ... عشان ماترقدش " (لا ترقد في قاع الحلة يعني )

يا حزن أي بنت أو أي ست ، لما تفضل تحضَّر ف غدا ، و تلاقي كل واحد اللي واكل برة ، و اللي مالوش نفس ، و اللي عاملة دايت .
أنا مش هادية الطباع ولا باخد المسائل بالهداوة و الحكمة ... لكن ف مواقف زي دي ، سبحان الله ! آخد الإحباط في قلبي ... و أسكت .
تقريباً دي صفة بتكبر مع الوقت و اللي حتسبب مناعة ضد النرفزة بتزيد كل ما بقيت حسة بمسئولية أكبر تجاه أهل البيت .

"وطي ع الرُز لا يشيط "

انا شكلي ابتديت أكبر ، و افهم الحاجات اللي كنت بعملها و كانت بتضايق أمي ، و اللي بقت دلوقتي بتتعمل فيا حتى قبل ما يبقى عندي أولاد .



اللي ماكلش من الأكل اللي ف البيت انهاردة فيكوا يقوم ياكل منه ... انشاالله يكون بيض أومليت ... و ماينساش يقول تسلم ايديكي الاتنين ياللي عملتيه .

بجد محدش يعرف أد ايه الإحباط بيسيطر على كل حاجة لما تكون بتكـُب اللي انت طبخته ف الزبالة عشان محدش بياكله .

"اطفي النار يا سارة . كفاية كدة "




آسفة فعلاً . و تــســلــم إيــديــكــي الإتــنــيــن يــا مــامــي


Monday, September 17, 2007

فـراولـة ، لوحـة ، طـرحـة




رأيك ف نفسك ، و رأي الناس فيك ... ما أبعدهما عن بعض .

انهاردة بعد صلاة التراويح أختي شاورتلي على بنت بتصلّي ، و قالتلي حاتبقي شبهها لو اتحجبتي .
و ف نفس اليوم جاتلي اللوحة دي ف ايميل من صديقتي الجميلة نهال المصري ... و بتقولي انها فكرتها بيا ... و بالبلوج .
قبل كدة ، مرة كنت بشرب عصير فراولة ، و برده اتقاللي انه شبهي ...

كل الحاجات دي جميلة طبعاً .. لكن المفاجأة تكمن ف ان الواحد بيبص لحاجات تانية عشان يفكَّر نفسه بنفسه ...
مرة كنت ف الساحل ف الشتا ... و طلعت على البحر بالليل ، رغم بعض الرهبة من الرملة اللي بان عليها خطوط الريح لقلة الأقدام عليها ف الشتا ، و الضلمة لدرجة اني ماكنتش شايفة ايدي ، و وضوح النجوم بشكل مرعب ، كمِّلت و وصلت لأقرب نقطة من المية قدرت عليها ... قعدتُ استمتع بالمنظر ، لكن طبعاً كنت حتـلِّج .
شوية و شفت نور جي من ورايا ." ايه دة اية دة؟ هما مش العفاريت و الأموات بيخافوا من الضلمة ؟ ايه اللي جابهم دلوقتي ؟؟ " كانت بنت صغيرة جداً و منوَّرة كشاف من الموبايل ... صغيرة جداً على الشجاعة دي ... عندها بتاع 13 - 14 سنة ولا حاجة . كل ما تقرَّب ، صوتها يبان ، كانت بتغني . اللي عرفت اتبينه انها بتغني إنجليزي ... هيه تقريبا ما شافتنيش أو الله أعلم ، بس كنت مبسوطة بيها جداً ، و اتكسفت من نفسي كمان و انا خايفة جداً كدة ، و مش بطلَّع صوت واحد ...زي ما كون قاعدة ف بيت الغول ..

انا شبهت نفسي بالبنت دي ... او اقنعت نفسي ان "انا"ــتي جت تطل عليا تشوفني عاملة ايه ؟ و تطمني و تمشي على طول (تلعب في المراجيح اللي بعيدة عن الرملة ) .

رغم اني وانا صغيرة كنت خوَّ افة ... عمري ما كانت حتجيلي الجرأة اني أخرج برة البيت ف الضلمة و سقعة دي

Sunday, September 16, 2007

تـعـالــى مــعـي



تعالى معي ، سأريك شيئاً أحب .
سأرفع عن أسراري الصغيرة الكبيرة غطاء العلبة التي لا تضيع . أسرع قبل أن أنسى الطريق ، قبل أن أغـيـِّر رأيي . اليوم حار و أصحاب المتاجر أكثرنا قدرة على التعايُـش . و إقداماً على اطفاء نيران الأسفلت . و ترك بركات صغيرة ساكنة تبهجني .

تعالى معي ، أريد أن أمسك يدك .
لا تغار علي حين أرمي التحيات هنا و هناك على الجميع . الجميع الذين لا تعرفهم ، لكنهم بطريقة ما سيعرفوك .
لا تغار عليّ .

تعالى معي ، سأريك أول رجل أحببت . من هنا .
سنوات طوال مرَّت و لم يتغير . ثلاث عشر عاماً مرتَّ . ولم يزل كما هو ، لكن ابيض شعره ، و تساقط قليلاً . لكنه كما هو .

أول مرة رأيته بعد انتهاء قصتنا ، لم يتعرَّف عليّ ... مررتُ من أمامه ، عاكسني بلطف ، فابتسمتُ له ، فعرفني .
أول رجل أحببت ، كان يصنع معجزات . منحني أجنحة ، تركني أطير ، إلى انعدام الجاذبية ، أثق أكثر في مهارته ، أتحامل على الأجنحة ... ثم أسقط . إليه أعود ، يقابلني من بعيد بالابتسامة و الساعد القوي ليحمل عني أجنحتي المكسورة . و يعطيني ما أحتاج من الوقت للتعبير عن المسألة .
" الــمــهــم إن أنــتِ بــخــيــر ! "


...



تعالى معي . سأكشفُ لك عن ساقيّ . و أنظر جيداً .
أترى آثار الطفولة السعيدة ، و ندبات السقوط المستمر من فوق العجلات ؟

أنظر هناك ، لقد وصلنا . أترى ذلك الرجل ؟ ذو الكفوف السوداء هناك؟
نعم ، العجلاتي ... حارس أحلامي ...و من أعطاني دفعة تلو الدفعة ، لأستمر . و أتحرر .

سعيد ... العجلاتي ...ذو الابتسامة الصديقة لطفولتي المبعثرة على بــِرَك الطرقات الصيفية ، و أول رجل أحببت


Saturday, September 15, 2007

تـــزامـُــن




هل كان عليَّ أن أرى وحدي أشياء كهذه ؟

دخلتَ حياتي فجأة ، و مع الوقت رأيتك ساحراً طوال الوقت قادراً على ابهاري بأرانب بيضاء بريئة ، و حمامات ملونة و مناديل معقودة طويلة ...تتركني مشدوهة . تـَمـلـُك كل المفاتيحك ، تحرس كل أبوابك ، تمسك أطراف كل الحبال . لك مشاكلك العصيَّة البعيدة عني ، و أرى أمامها قدرتك على الابتسام في وجهي ، في غير انتظار لمواساة ...


هل هي صدفة أن وقت اكتشافي حقائق كهذه تــَـزامــَـن مع خروج شخصاً آخر من صندوقك ؟
توجِّه لي أصابع اللوم ، و تعقد حاجبيك في وجهي .

هل كان على أن أرى وحدي أن "سـخـمـت" أنجـَـبـَـت فيك ولــداً ؟ أمس حين كنتُ أنقشُ وجهك على سقف حجرتي ؟؟


Friday, September 14, 2007

تصبحين على خير ... كتاب بنكهة شاي دافئ بالحليب ... و لون الفانيليا




أولاً ... إخراج الكتاب كله على بعضه حكاية ؛ حجم ، تصميم ، ألوان ... حتى لون الورق ، و حاجة تانية حقولها كمان شوية .

ثم الكتابة / الموسيقى نفسها ... دة موضوع تاني . قراءة الكتاب دة بجد كانت رحلة بساطة و سلاسة . صفحة ورا التانية . نقلات شعورية هادية رغم تدرجها من التفاصيل المؤلمة ، للحزن المتماسك ، لاسترجاع الذكريات ، للدموع الرجولية المكابرة ... الا اني حسيت اني كنت مستسلمة لها لنعومتها ...
ساعات ... ف كتب تانية ، تكون أعمال حزينة بردو ، لكن ف ذروة الأحداث و الصدمات و الكآبة ، بنفـُر كدة و بتراجع ، بتجيلي حالة كسل عن الانسجام مع الحكاية ... دة غير أفكار شريرة تانية مسخرة بتنطط فجأة على لساني و أنا بقرأ . " يا دي النيلة ! ليه كدة بس يا ربّي ؟ يعني أنا مش لاقية حاجة أعكنن بيها على نفسي ، عشان تبعتلي الكتاب دة ؟؟؟ " .و طبعاً دي مش حاجة كويِّسة . لكن هو دة اللي بيحصل ساعات

كنت مستسلمة للحزن الرقيق اللي طالع من الكتاب من كل ناحية ... و للمفاجأة ؛ حسيت اني بطلب منه أكتر . و استغربت من نفسي شوية .

معلومة على جنب : و انا بقرأ كتاب "شـيـخـوخـة" لـ " لطـيـفـة الـزيـات " كانت المرَّة الوحيدة اللي اتمنيت فيها اني أعجِّز ، عشان أعيش التجربة دي ، و اكتب حاجة روعة زي "شيخوخة" بس ، مش لأي حاجة تانية ...

الشريرة اللي جوايا ثارت عليا في محطات عديدة من قراية "تصبحين على خير" ، و لو كان اي منكم عنده فكرة عن موضوع الديوان كله ، حيقدر يتصوَّر ايه هي خاطرة الشريرة اللي عدِّت عليا ... عشان انا مش حذكرها ..

خلاصة الكلام ، الديوان روعـــــــــــة !
بس خلاص !
على فكرة قريته مرتين كمان ، و لاقيت انه كل مرة مفعوله بيزيد قوة ، عكس ما تصوَّرتُ ... و عكس ما بيحصل عادة .

الأجزاء المُفضَّلة بقى ...

" لم أكن أدري
أن هذة اليد الدافئة
التي احتضنتها في جوف يدي
ستلوِّح لي بعد قليل بمنديل أبيض "



" للوهن رائحة كولونيا "خمس خمسات "
ككلب يدلف من الباب يبحث عن جريمة
كنت أبحث عن تلك الرائحة
تحت طيات روائح الطبيخ
و أشياء البيت الأخرى
كانت غرفتك بالمستشفى
بها رصيد من الكولونيا يكفي لسنوات ،
لم تستهلكِ منها شيئاً "



" في العربة المسرعة ،
رفَّ جثمانك عدة مرات
و أنا بجانبك
التفُ على موتك كباقة ورد .
كل تماس بيننا
كموجة دموع تلطم وجهي "



" و انا صغير ،
كنتُ اقف ممسكاً بحد أطراف الملاءة
و أنتِ على الجانب الآخر
أشدها فترخين
ثم تشدين فأرخي
كشعرة تفاهم
كحبل مشيمة بعد ان يتحول لعادات منزلية "



" كان من الأفضل أن أرسل للملائكة
قائمة بعاداتك اليومية
بمواعيد تناول الدواء
بملابس الصيف و ملابس الشتاء"



" كلما عبرتُ امام غرفتك ،
انتظر مفاجأة .
أن يخرج اسمي من جوف ظلامها ،
كما ولدتُ تماما "



" أشياء البيت الثمينة
عادة ما تأخذ دورتها في الاختفاء و الظهور ،
لأيام ، لشهور ، لسنوات .
أما أشياؤك ،
فمازالت طافية
ما عليَّ سوى ان انبش بأظافري
في القشرة القريبة من الذكريات .
سجادة الصلاة ، راديو الصباح ، نظارة القراءة .
أشياؤك
التي لا تنتهي . "



" مقدار اصبعين مسنين من الحليب
على كوب الشاي الخفيف ، كل صباح .
لم أحرك كوبك عن موضعه
هو و أسرارك النائمة على حافته ."


و دي أكتر واحدة قلبي بيقف لما بقراها ...

" أنا الأب الكبير لأسرارك
بانتظام كنتِ تعلقين على مشجب قلبي
سراً جديداً
حتى يخيل لي أن السر هو الابن البار لحياتك "




" كرسي الصلاة ،
سيُبعَث معك ،
كإبن تحمل كثيراً
و سيتقدمك بخطوة أمام الله
و يقدم له الدليل وراء الدليل
على أحقية دخولكما الجنة معاً . "



" على الوسادة
وضغتُ مصحفاً
كتوأم روحي لرأسك الغائب . "



انشاء الله لو فضلت على كدة حكتب الديوان كله ... و دي حقوق نشر ، و حسني سليمان بيعزني معزة ، انا أدرى بيها بقى ...

انا بكل فخر بقول ان النسخة اللي معايا عليها توقيع الانسان (بكل ما تحمله الكلمة من رقي و رفعة ) اللي كتب الديوان ، و لحد دلوقتي مش قادرة أصدَّق اني أعرفه ... علاء خالد .


تصبحين على خير ... كتاب بنكهة شاي دافئ بالحليب ... و لون الفانيليا

تصبح على خير يا صديقي



ايـــه دة؟؟

ايــه دة بجد يعني؟؟

في كدة؟؟

في شعر بالاحساس دة ؟؟

انا مش عارفة أقول ايه . انا كقارئة ... مـــغـــرورة جداً جداً و صعبة الإرضاء ، لما أخلَّص الديوان دة ف 14 دقيقة... يبقى ايه ؟

انا مش حتكلِّم كتير ، عشان انا اصلاً خلاص اتجننت فعلاً ... و لما الواحد بيتجنن كدة من لقراية بالطريقة دي ، بتختلط عليه الأمور ، و بتبقى الصوَّر واضحة ، بطريقة خطيرة ...لما استرد عقلي بكرة الصُبح انشاء الله حكتب عنه باستفاضة ،

تـــصـــبـــحـــون عـــلـــى خـــيـــر




لأ بجد ايه دة؟

...

Thursday, September 13, 2007

بـلـوفر مـوهـيـر و حـتّـة سـيـرامـيـك




نفسي دلوقتي حالاً حد يفهمني ايه اللي بيجرا فجأة لعقولنا؟ من حوالي سنتين تلاتة كانت دماغي دي زي البلوفر الموهير : أي حاجة و كل حاجة بتعدي جنبها ... تشبُك . كل الحاجات اللي ملهاش دعوة ببعض تتستف فوق بعضها بترتيب و تناسق . أتسأل عن حاجات مر عليها سنين ، أكون لسة فكراها ..لما كنت صغيَّرة كنت انا للي بنزل أشتري الحاجات لمامي من المحلات ... من غير ورقة افضل فاكرة الحاجات و أسعارها

ايه اللي حصل بقى؟؟؟
فجأة كدة لقيت نفسي دماغي دي زي حتة السيراميك ... حُط عليها حاجة ، هوب تتزحلق ...حتى الأفكار الجميلة اللي بتخطر ف بالي فجأة ، بتروح . اضطريت انا بقى للآتي
كراسة صغيرة كدة تتحط ف الجيب ماشية بيها ف كل حتة ... أطلعها و اكتب فيها أي فكرة جت على بالي و عجبتني ، و لو كنت نسياها ، بمسك الموبايل أكتب ريمايندرز زي العبيطة

و الهيكل الخشبي الفريد اللي كان في يوم من الأيام لفَّة شيك لهدية عيد ميلادي اللي فات... جعلتُ منه صندوق منسياتي اللي ابتدا فاضي نسبياً لحد ما اتكربس فوق بعضه بشكل فعلاً مخيف ... جواه بقى الحاجات اللي انا عادة بنساها و أنا نازلة ... الكراسة المسكينة اللي بكتب فيها الرواية (محدِّش يقدر يتبأ بمواعيد نزول الوحي خالص) ، كتابين (عادة بيكونوا رواية و مجموعة قصصية أو ديوان شعر ) أصل العبدة لله من هواة ركوب الترام ، و نص الكتب اللي قريتها كلها قريتها ف الترام ... أسيب الرواية أمسك المجموعة أسيب المجموعة أمسك الديوان ، السكة طويلة بقى و ادينا بنتسلّى .و المحفظة و الموبايل و سلسلة المفاتيح ... ايه بقى؟؟؟ ايه اللي انا بفتكره يعني؟؟


"بقينا ازاي كدة؟ "

انا ف الـ 50 من عمري لو حنقيسه على القدرات الذهنية ...أمال لمّا أوصل السن دة حعمل أوضة كاملة انشاء الله احط فيها الحاجات اللي خايفة أنساها ؟ ... يا خوفي يا بدران



مـلـحـوظـة مـهـمـة جـداً فـعـلاً : أنا لسة فاكرة إن و انا صغيرة ماكنش حد بيشرب نسكافيه ف البيت غير مامي ، و انا اللي كنت بنزل أشتري البرطمان الصغير خالص دة . و كان بالظبط بـ 5.50 قرش . اللي يعرف تمنه كام دلوقتي يقوللي ، و لأننا كبرنا كلنا دلوقتي و بقينا كلنا بنشرب نسكافيه ، فأصبح البرطمان الصغير دة يادوب يكفينا 4 ايام . فبطلنا نجيبه ، و بقينا نجيب البرطمان التاني الكبير

بقينا ازاي كدة؟
كائنات درجة تالتة ، متعددة الوظائف ، ضعيفة الذاكرة ، تسكن الخرصان ، و تتغذَى على البُن


خـــســـارة


صِّلي على جمال النبي يا مؤمن و قول يا معين


أنا ليه ماطلعتش دجالة ؟؟ و لا من مجاذيب ابو العباس و حسين ؟؟ اللي سايبين شعرهم طويل كدة . و مكحَّلين عينيهم و محنيين ايديهم ، و لابسين سِبَح طويلة جداً على صدرهم ... و ماسكين مباخر نحاسية عتيقة ، تفوح منها في البداية رائة حريق خانقة ، ما تلبث ان تزول قليلاً لتبدأ في الاستمتاع بها .
مش كان ممكن ؟

اكيد طبعاً . بس انا اللي خيِّبت أمل نفسي و دخلت الجامعة . يا سلام لو كنت مجذوب من المجاذيب دول ، بشوف شغلي بدوام العمل صح... احُط البخور و أزعق ف الناس و اضحكلهم بسناني اللي حتبقى صفرة..."صلِّي على حضرة النبي يا صبية ! " . و تبقى ريحتي انا وحشة ، لكن ريحة البخور عاملة لغوشة ع المواضيع
مش كان ممكن؟ و الله كنت حبقى مبسوطة . و كنت حبسط الناس كمان ، لأني كنت مش حلِّم فلوس و بس ، لكن كنت حعمل للناس "سبيشيال ريكويست " ... كنت حوزغ عليهم الحكم المجانية . الحكم التمام بقى . ما انا مجنونة.




انا دلوقتي دجالة ف البيت ، بخصوص موضوع البخور دة . يا سلام على متعتي وانا بولع اعواد البخور ف كل حتة ف البيت كدة و بأعداد غريبة بتسبب شبّورة على المرايات ... و اقعد أتنفِّس انا بقى . سيدي يا سيدي .

يحرم عليا شربك يا جوزة
روحي وانت طلقة مالكيشي عوزة .

مش الجماعة الهنود شغالين الله ينوَّر ...تصدير بخور هندي انما آخر مزاج... مين محتاج الحشيش ؟

يارتني كنت طلعت دجالة ولا مجذوبة ...على الاقل مكنش حد يجرؤ ييجي جنب البخور بتاعتي و يطفيها ... و ماكنش حد حيقدر يقوللي حاجة لما آجي من ولا ضهر الناس و أخضُهم ... " رب السما و الأرض شايفك يا قليل الذكر . "


خسارة

"صلوا على جمال النبي بقى " يللا

Wednesday, September 12, 2007

كان ممكن


كان من الممكن أن أستمر في تجاهل هذه الأشياء . بتأثيرها السحري على حالتي المزاجية لأيام كثيرة بعدها ... و أحيانا أكثر . كان سهلاً عليَّ أن أحرِّك يدي بعنف لأسقط الصرصار من عليها ، و أن ارفع الوسادة و أضعها مرة أخرى لأقتل صرصار آخر تحتها ، و أكمل نومي...في أمان

حتى يبدأ المكيف في تقطير ماءً و ثلجا فوق رأسي (لعطل ميكانيكي كما يمنحه الجميع الأعذار) . استيقظ مفزوغة -أو غاضبة - و أوصِّل نفسي لحقيقة أحب الاعتراف بها . النوم في تركيبة هوائية من الفريون أقل سوءً بقليل من الموت محروقا ً ، و يتسبب في رؤية الكوابيس . ثم آخذ بيدي و أنهض لاعداد طقوس الاستيقاظ طويل النـَفـَس . الماء على النار و المطبخ رائحته قهوة و توست محمص . نقطتين "قطرة" في كلاً من عينيَّ ... ثم رشفة أولى متلهفة تحرق اللسان . لتزول آثار النوم دفعة واحدة .
ثم الخروج لاحتضان الأسفلت الذي نام هنيئا َ تحت الهواء الرَطـِب . ألمح سريعا شيئاً حزيناً . شيئاً مقتول .

منذ متى و هم يُشـَغـِلون التكييفات في شوارع الإسكندرية ؟


كلنا ليلى

http://laila-eg.blogspot.com/2007/09/2.html


هل أنت سعيدة كفتاة في مناحي حياتك؟
جــــــــــداً

هل تحبين نفسك أم تتظاهرين بالقوة؟
مش دايما دة ولا دة ... بس في أكتر المواقف ببقى بتظاهر بالقوة

هل تعرفين دورك في الحياة أم تتسابقين وتلعبين أدوارا مرسومة وفقط؟
أعرفه تقريباً ...

هل مستعدة أن تدافعي عن وجهة نظرك عموما أم تجبنين عند المواجهة؟
أجبن عند المواجهة ... اختلاف الرأي قد يفسد بعض الود

وهل ترين جبنك سمة شخصية أم يغذيها من حولك؟
صفة شخصية

ما مشاكل ليلى الملحة في المجتمع من وجهة نظرك؟ ما مصدرها؟
مصدر المشكلة : ان ليلى مش عايزة تفهم انها ست . و ديما حيفضل حاجة اسمها راجل و حاجة اسمها ست... فكل واحد يشوف دوره بقى مش يتصارعوا مع بعض كدة عشان شويةعواقب ممكن لو هي تخطيتها ، تخسر أنوثتها يعني!

هل ترى المرأة أقل من الرجل في أي مستوى من المستويات؟
إطلاقاً


أنا مش حاسة أني ليلى خالص...لكن بتحمَّس للحركات الثورية... اللي عايز أسئلة كمان أو تعرف ايه موضوع ليلى دة ... ...


Tuesday, September 11, 2007

فهمت



دلوقتي بس فهمتُ.. إني مش أد اللي انا كنت بعمله قبل كدة ! إني كنت عمل الناس الرَضي !

لما كنت في إبتدائي كنت على الفطرة الأولى كدة ربنا هاديني ... بحَضَّر الجدول و بعمل كراسات لكل المواد ...و خير اللهم اجعله خير ، كنت بحضر الحصص كمان. كَبَرتُ شوية ، دخلتُ إعدادي...
لا لا لا كل الحاجات دي مفروضة عليَّ...
لأ ، أنا حُرَّة ّ ( الكلمة الخايبة اللي كلنا قال اية مؤمنين بيها) بطَّلت كل الحاجات دي طبعاً و حققت ذاتي و كونتُ شخصيتي و آرائي المختلفة (خالف تُعرَف طبعا ، لا آراء ولا نيلة).
لحد الجمعة اللي فاتت كنت بفخر بأعمالي الشيطانية و انجازاتي التمردية اللي قمت بيها ، لحد ما جاتني مكالمة من الشاعر و الإنسان الجميل علاء خالد بيقولّي فيها على ندوة العدد الثامن من مجلة أمكنة . " ...و حيبقى في ناس كتير يا سارة و حيقروا أجزاء من مواضيعهم و كدة ، و أحب انك تكوني موجودة يعني". ايه!

ايه ايه؟؟ ناس كتير؟ حيقروا؟ أحب تكوني موجودة؟؟
... مين معايا؟ النمرة غلط! أقرا كدة قدَّام الناس. يا نهار ابيض...دة انا مابقراش قدَّام نفسي حتى ، مافتكرش اني سمعت نفسي بقرأ قبل كدة.

و عملت أكتر من 5 بروفات مع نفسي قبل الندوة ، و كل واحدة كانت مُحبِطة أكتر من اللي قبلها. لحد ما الوقت أزف ، و لقيت بيني و بين القراية الدقايق اللي حتقرا فيهم صديقتي / و الكاتبة الجميلة مي خالد موضوعها "صندوق الآخرة"...

وقتها قُلت لنفسي" يا خيبتك التقيلة انتي كمان ، كنتي فالحة أوي تزوغي من حصص القراءة ، اتنيلي على عينيك بقى احصدي اللي زرعتيه." و تراجعت...مش حقرا خايفة بجد.

لكن علاء خالد شجعني "خايفة من ايه يا بنتي ، ما تقري عادي" و الناس اللي جم الندوة كمان كانوا مُشَجِعين جداً و لطفاء كدة و مبتسمين ، حبستَ أنفاسي ، و غطستً

أخيرا عملتها...قريت قدام الناس .

طبعا العبدة لله اتلجلجت و غَلَطت كتير ف التشكيل...لكن ربنا ستر. مش عارفة كان ممكن يجرا ايه.

محظوظة بجد انا!!

بس بعد الندوة مازعلتش من نفسي أوي اني كنت حتراجع ، لأني كل ما بفتكر طفولتي و بسترجعها ، بشوفها على انها طفولة سعيدة و شقية ، اغتنمت الوقت فيها ماضاعتش

و عرفتُ اني عمل الناس الرضي...ناس كل ذنبهم انهم كانوا أهلي و مدرسيني.


(الصورة "موشن" على فكرة ، واخدين بالكوا؟). اقروا البوست اللي تحت .

معرفش ليه



التصوير حاجة فعلا جميلة...انك تتفرَّج على صور دة حاجة منعشة جداً ، تخليك تاخد بالك من الحاجات اللى ثابتة حواليك و في نفس الوقت بتلفت نظرك لدرجة مخيفة ، لدرجة انك متبقاش عارف تتحرك من غير كاميرا في شنطتك ، و ان حصل و نسيتها ، بتبقى مش عايز تدقق أوي في التفاصيل الجميلة اللي بتقع تحت عينك لوحدها كدة ... عشان متتقهرش على الصورة اللي كان ممكن تلقطها لو كانت الكاميرا معاك...

المدهش بقى انك تلقط صور بالصدفة كدة و تطلع حلوة ، لو ركِّزتوا ، حتلاقوا كل الصور الـ"موشن" بتطلع هايلة ، مهما كانت مطلخبطة و ملهاش معالم...كمان الصور اللي بتاخدوا لحد قاعد و مش واخد باله إنه بيتصوَّر.

كل دة كلام جميل...

لكن الشيء الحزين في التصوير إنه بيعزل تماما أي جمال نفسك تشوفه في الحقيقة ؛ يعني مرة كنت بتفرج على راجل بيصطاد سمك على البلوكات ، كنت مستمتعة جدا و انا بتفرَّج عليه ، لكن في نفس الوقت نفسي أصوَّره. لما بّبُص ف الكاميرا مش بشوف نفس الجمال خالص...الحيرة بقى . أصوَّره ، و لاّ أتفرَّج عليه (غالبا بعد الصورة ما بتتلَقَط ، حتى لو من غير فلاش , اللى بيتصَوَّروا بياخدوا بالهم مش عارفة ازاي)...فوصلت لمرحلة مع نفسي ، بعنف كدة بقولها : "يا تبصي بعدسة الكاميرا يا تبصي بعينيكِ؟؟" لأنه فعلاً مافيش تسوية مرضية حوصَّلها ترضيني و ترضي الصور...
و أخدت القرار "كليك" صوَّرت الراجل ، و لما شفت الصورة لاقيتها معقولة ، فاكتفيت
و رغم ان الراجل ماخدش باله ، حطيت الكاميرا الشنطة و مشيت. معرفش ليه!.

يا فتَّاح يا عليم


كنت عارفة إني في يوم من الأيام كنت حستسلم ... و أعمل لنفسي بلوج ، كنت قاعدة في أمان الله لحد ما جت الفكرة اللحوحة دي تحت تأثير البلوجات الجميلة اللي بدخل أتفرج عليها. و على رأسهم الكنبة الحمرا و فلافل و جومة و طماطم و حاجات تانية كدة كتير

و طبعا دي مش أول محاولاتي لعمل بلوج...لكن المشكلة اني معنديش انتماء للحاجات اللي بعملها ، بنساها . لكن بما إني ورَّطتُ نفسي خلاص ، في بلوج و نويت أعمله بالعربي الدافي... غصب عني حتنيِّل انتمي. و منها بردو أتعود على الكتابة بالعربي على الكمبيوتر...يمكن أركن الورق و الأقلام على جنب بقى..
دي أمريكا طـَلـَعِـت (بفتح الـ ط و الـ ل) القمر ، و أنا لسة معرفش أكتب بالعربي؟ و لا أشرب قهوة ف البيت؟ ولا أولَّع البوتاجاز بالولاَّعة؟ و لا أشرب نسكافيه بوش؟
لا لا لا .. كدة مش حلو...

بركاتك يا شيخ بلال انت و بهظ بيه... انشاء الله حنتمي للبلوج ، و حفهمكوا العلاقة بين كل الحاجات اللي فوق دي!!

يللا بينا