Tuesday, March 30, 2010

طــعــم الإســفــنــج


قد نصل بأنفسنا لمرحلة من العدالة نتمنى فيها لأنفسنا المزيد مما يؤلمنا . إلى أن نتعادل مع أخطائنا. و نمضي في طريقنا دون ديون نسددها .

***

- "ليه بقى لما بيجيلي أي اكتشاف بكتبه بصيغة الجمع ، و كأنه بتاع كل الناس ؟؟ أنا بتكلِّم عن نفسي ... ماليش دعوة بحد."

وصلتُ لمرحلة من العدالة تمنيتُ فيها لنفسي المزيد مما يؤلمني. إلى أن أتعادل مع أخطائي. و أمضي في طريقي دون ديون أسددها .

و قد ذقتُ طعم حياتي الحقيقي .

***

الآن ... لا أحد يريد أن يتحدث إليّ. أسأل الناس عن أحوالهم ولا يسأل أحد عن أحوالي . لا يتصل بي أحد ، و يغلقون الخط في وجهي وقتما أتصل ... و الأروع من كل ذلك ، أنني أتقاضى أجر بالساعة على كل ذلك .

و أجلس أجري الاتصالات بالتسعة ساعات و أكثر .

نسيت اسمي الحقيقي . و صرت أوقِّع أوراق العمل باسمي الأمريكي . الذي أرى أنني كنتُ أحمله منذ بداية التفاتي لأفلام الكرتون الأمريكية .

"This is Sara Simpson From MetLife Insurance San Diego. Would you Be Interested to Hear an Estimation on Life insurance For Yourself, Sir? "

معظمهم يحاولون أن يكونوا لطفاء . و بعضهم ينجح في الحقيقة . و البعض ، يغضب . و يسب . و يعاود يعتذر و يقول أنه غير مهتم بالتأمين على حياته لأنه بمفرده . وحيد. لا أطفال . لا رفيق. لا شيء يطيل صلاته من أجله . و يظن أنه سيموت على مضض .

أمام الشاشة الملونة ، و تحاوط رأسي السماعات ، و يباغتني المايكروفون أمام فمي بقبلة لا تحدث أبدأً . أجلس ألاعب الناس من بعيد . أقطع حبال أفكارهم . أقطع عليهم ساعات الغذاء و الاستراحة. أعرض عليهم شراء تأمينات على حياتهم باهظة ، كي يتمتع بعدهم أبنائهم و زوجاتهم بحياة رغداء.

"I've all the Life Insurance I Need on Me Right now. That Will Make My Family Happy For a Hundred Years to Come."

أشفق عليهم ،و من ردود أفعالهم التي تستهلكهم. و أضحك منهم.
"هدِّي نفسك شوية يا عم الجاح !! كل دة عشان ضيعت دقيقتين بتتكلِّم معايا؟...ياخسارة الرجالة. "

و أتقاضى أجري ف النهاية .

و أرتشف الشيكولاتة الساخنة . و أضحك لأتفه الأسباب. و في استراحتي ، أعدُ لنفسي الشاي بالحليب ، و آكل كيك. و أقشِّر بالبرتقال لكل أفراد البيت. و أتسلى و أنا أتحدث للمتدربين الجدد ، و آكل شيبسي بالخل و الملح .


"أنا رأيي الشخصي ... إحم ... إن دة هوة أحلى شيبسي حصللي ف حياتي."

و حينما أرد على مكالمات أصدقائي أثناء ساعات العمل أبدأها بـ ...
"Hello! This Is Sara Simps...لا يا شيخة؟؟"
***
سارة سمبسون عادلتني مع أخطائي القديمة .
فـُعـِلَ بها ما كنت أفعله أنا في الجميع منذ بداية حياتي .

و كان الجميع يتحامل على نفسه ، و يضحك مني و من انفعالاتي التي تستهلكني . و كانوا حتماً جميعاً أحكم مني . و يعلمون أن كأس السلف و الدين دوَّار . لا ينسى . و لا يرحم . لكنه لطيف . و عذب . و به قدر كبير من السخرية المضحكة بحق .

و أنا أتحدث لناس بعيدة ، لا يريدون التحدَّث إلي ، يقترب المايكروفون من فمي ، و يتركني أقبِّله . و أجد في إسفنجته طعم حياتي الحقيقي . الشيكولاتة . الكيك . البرتقال . السوداني . الجبن الرومي . النسكافيه. معجون أسناني . و الملح و الخل .

فجأة ، يهون كل شيء عليّ . و أتذوق طعم حياتي الحقيقي .

"أنا رأيي الشخصي ، احم ، إن محدِّش هيظبط الدنيا غير سارة سمبسون. عشان هي الوحيدة اللي عرفت تربيني... أنا بتكلِّم عن نفسي . ماليش دعوة بحد. "

Thursday, March 11, 2010

ســُلــحــُفــاة ... باقــتــدار


السُـلحُـفاة التي علمته الصبر ،
تتمرغ الآن على النجيل في استسلام ،
و تسبح في الحـلـيــب الصباحي اللــذيـــذ ،
من فرط رضاها عن مهمة أدتها دون كلل .
...
و قد أدتها باقتدار

***

بعد قليل يا عزيزي !

رأسي مستقرة على أكتافي منذ أيام ،
و أقلعت عني الدائرة المغلقة التي أدمنتني .
لكنني في انتظار مرور يوماً بعينه .

بعد قليل ، نتحدث .