وصلتُ لمرحلة من العدالة تمنيتُ فيها لنفسي المزيد مما يؤلمني. إلى أن أتعادل مع أخطائي. و أمضي في طريقي دون ديون أسددها .
و أجلس أجري الاتصالات بالتسعة ساعات و أكثر .
نسيت اسمي الحقيقي . و صرت أوقِّع أوراق العمل باسمي الأمريكي . الذي أرى أنني كنتُ أحمله منذ بداية التفاتي لأفلام الكرتون الأمريكية .
أمام الشاشة الملونة ، و تحاوط رأسي السماعات ، و يباغتني المايكروفون أمام فمي بقبلة لا تحدث أبدأً . أجلس ألاعب الناس من بعيد . أقطع حبال أفكارهم . أقطع عليهم ساعات الغذاء و الاستراحة. أعرض عليهم شراء تأمينات على حياتهم باهظة ، كي يتمتع بعدهم أبنائهم و زوجاتهم بحياة رغداء.
"هدِّي نفسك شوية يا عم الجاح !! كل دة عشان ضيعت دقيقتين بتتكلِّم معايا؟...ياخسارة الرجالة. "
و أتقاضى أجري ف النهاية .
و أرتشف الشيكولاتة الساخنة . و أضحك لأتفه الأسباب. و في استراحتي ، أعدُ لنفسي الشاي بالحليب ، و آكل كيك. و أقشِّر بالبرتقال لكل أفراد البيت. و أتسلى و أنا أتحدث للمتدربين الجدد ، و آكل شيبسي بالخل و الملح .
"أنا رأيي الشخصي ... إحم ... إن دة هوة أحلى شيبسي حصللي ف حياتي."
و حينما أرد على مكالمات أصدقائي أثناء ساعات العمل أبدأها بـ ...
فـُعـِلَ بها ما كنت أفعله أنا في الجميع منذ بداية حياتي .
و كان الجميع يتحامل على نفسه ، و يضحك مني و من انفعالاتي التي تستهلكني . و كانوا حتماً جميعاً أحكم مني . و يعلمون أن كأس السلف و الدين دوَّار . لا ينسى . و لا يرحم . لكنه لطيف . و عذب . و به قدر كبير من السخرية المضحكة بحق .
و أنا أتحدث لناس بعيدة ، لا يريدون التحدَّث إلي ، يقترب المايكروفون من فمي ، و يتركني أقبِّله . و أجد في إسفنجته طعم حياتي الحقيقي . الشيكولاتة . الكيك . البرتقال . السوداني . الجبن الرومي . النسكافيه. معجون أسناني . و الملح و الخل .
فجأة ، يهون كل شيء عليّ . و أتذوق طعم حياتي الحقيقي .
"أنا رأيي الشخصي ، احم ، إن محدِّش هيظبط الدنيا غير سارة سمبسون. عشان هي الوحيدة اللي عرفت تربيني... أنا بتكلِّم عن نفسي . ماليش دعوة بحد. "