Monday, February 18, 2008

أبـــــجــــــديــــــة بــــــعـــــــيــــــــدة



يمكنني أن أرى الأشياء بوضوح الآن ..

ملقاة على وجهي ، أقرأ "شيكاغو" زائغة البصر .. و على وشك السقوط في الحب . خطأ ، على وشك السقوط في النوم ..

أرى جيداً الحافة الحادة البارزة من منضدة ما ، تسببت في كسر ظفري . أرى قطرة الماء الشاردة التي قفزت على منبت شعري و أفسدت القــُصـَّة . أرى محفظتي التي وضعتها في مكان خطأ في الحقيبة ، فأثنت طرف رواية "قصة حب أكتوبرية" . و أرى أيضاُ معصمي الأيمن الضعيف الذي التوى في الاتجاه الخطأ و أنا أرفع المرتبة لوضع الرواية تحتها ، لأعيدها لهيأتها الأولى . أو أقرب ما يكون منها .

لا أعترف بالإعياء حتى يظهر لعين غيري .. لذلك لا أتناول الأدوية ، إلا في حالة الضجر من هزيمة العذاب .

و ها أنا تحت تأثير التوبلكسيل ، أهلوس ..

رأسي الخفيفة ، لم تحتمل .
عيني مفتوحة ، و "شيكاغو" إيضاً .. و أسهب في تفاصيل الحروف ..
أنظر لحرف الراء .. و أتذكَّر وردتي التيوليب "هانم" دون سبب واضح . و أتذكر دمعاتي التي سقطت عليها دون وعي كامل مني ..
أرى حرف واو هنا و هناك .. ينتابني حنين للتلفاز فجأة .

أرفع ذراعي لأحمل قدح القهوة الذي أعددته على اعتقاد أن هذا الثقل في أطرافي ليس إلا رغبة في قيلولة طويلة . أجد الطريق طويلاً بيني و بين القدح .. فأتركه . يبرد ..

يهطل المطر فجأة .. فأفكر في أختي التي تقضي الليلة عند جدتي .. ثم أفكر فيك . و ابتسم لأنني أعلم أنك لن تنام في البرد بعد الآن . إن كنت تعلم ما أقصد .

أرى ألف .. ألف الحرقة ..
فأستسلم لها .. و أرى نفسي آكل البقلاوة في بيت في روايتي ..

ثم أزيح هذة الغفلة بعيداً .. و أتحسس أصابع يدي اليمنى ، و أتذكر يوم عودتي للاسكندرية المرة الماضية و أنا أقبض أصابعي حول الخاتم الواسع .. و كلما غفلت ، أوقظ نفسي ، لأتأكـَّد من سلامته .

و ابتسم في امتنان ، و أعيد القراءة في "شيكاغو " من جديد

Friday, February 15, 2008

مــتــعــة


على الأقل الـتـَفـَتُّ للشمس صباح يوم صعب ، و قلت صباح الخير !

يراني سكان المدينة على أنني من تنظر و تحكم ، و أنني صاحبة القرارات كاملة .. و القرارات التي تخص صميم شخصهم ..
و أنا أعلم أن جعبتي الثقيلة تحوي ألعاب و حيـَّل و مـُتـَع عديدة تكفيهم .

رغم ابتهاجي بكل الأشياء البسيطة التي تحدث لي ، أو تـُـفـعـَل من أجلي ، أو تـَبدُر مني .. إلا أنني لا أقاوم متعة الإخفاق ، و أنتشي بــِقــِلـَّة حيلتي .

و حين يحدث ذلك ، يخفق معي سكان المدينة .. أخذلهم ، و أخذل نفسي . و تشف جعبتي عن خوائها . و وقتها ، في قلبي ، ينسد شريان المتعة ، و يسقط عليَّ ظلم حمل الجعبة من جديد . لأنني جعلت كل شيء صعب على الجميع .

أياً كان من اختارني .. لم يكن عادلاً معي كما ينبغي !

أحمل جعبتي ، أدور أنظر و أحكم ، و أتخذ قرارات سكان المدينة هؤلاء ، ألاعبهم و أمتعهم على مضض .

أثور على نفسي بيني و بيني ..

لكني أرضى .. و أسعد بمفاتيح الحياة الأربع الملتفة حول أصابعي . مفتاح الحظ و السعادة ، و مفتاح الغنى و التأمل ، و مفتاح تهذيب النفس ، و مفتاح النسيان .

... و هو ، من وهبني ما لم أعتقد أنني سأتمكن من حمله ؛ الــــكــــبــــيـــــر .. قـلـبـه .

و أنظر لعين الشمس صباحات أيامي الصعبة ، و أقول .. صباح الخير ..

Friday, February 8, 2008

قـــط ... مجرَّد قــط ، قــد يـكـفـي


القطط جزءلا يتجزأ من حياتي . أو حياتي قبل كدة و أنا صغيرة .

لكن دلوقتي القطط وحشتني جداً ..ف الشتا ممكن أصحى ف نص الليل على
"Happy"أو "Pussy" أو " Orangino"
و هو\هي جايين يتسحبوا عشان يناموا تحت البطانية أو على رجلي فوق البطانية .

وحشتني تمسيحة القطط ف رجلي و أنا واقفة ف المطبخ ، و طلوعهم على السفرة ياكلوا من طبقي .. ولعبهم مع بعض وسرقتهم للأكل من بعض ..
. "Orangino" الحنين
اللي كان بتجيلوا حالة كدة تخليه يجي لأي حد ، و يعض ف زرار البيجاما ويفضل كدة لحدما ينام .(كان بينام على ضهره زي البني آدمين)

"Happy" ابن الباشا
اللي احنا كنا بنشتغل عنده ، نأكله و نشرَّبه ، و هوة يتعالى علينا ، و ننده عليه يدوَّر وشه ، و يحرَّك ودانه .. اللي هوة "عايزين إيه مني .. مش كفاية بتنادوني ب اسمي حاف !!"

"Pussy"حبيبة قلبي
اللي لاحظت تغير شكلها و نظرة عنيها و طباعها معانا .. بعد ما حملت و ولدت .. و بطنها و هي بتتحرَّك بالقطط اللي جواها ، و هي ممددة على الغسالة ف الشتا و السقعة ..

اللي مفكرني بيهم بقى .. "happy"
اللي رغم غروره و عوجانه .. كان لما أنا أبقى عيانة أو حاجة بتوجعني ، ييجي يقعد على ضهري ..
و لما أكون بعيط .. يجي يتشاقى قدامي ، و يتشقلب ، و يلعب ب طرف كمي ..

و بالليل و هوة نايم ، يمد إيده يحضن رجلي ..

ساعات ..
القط بيتفوَّق على الرجل .. من ناحية التوازن ، و التواجد ، و التعاطف

الصورة : قط غادة و نهال
"Ginger"
لكن مش عارفة مين اللي ساندة عليه ..
برضه قط متعاطف ، و مرحب هايل بالضيوف ..


Tuesday, February 5, 2008

الــنـــدَّاهـــة



انهاردة كان عيد ميلاد صديقتي "غادة" . أكتر انسانة بتدعَّمني و بتقف جنبي معنوياً . بترفعني . و ف نفس الوقت أكتر واحدة محتاجة تجد هويتها ، محتاجة اللي يوريها الباب . و بس!
و أنا بجهز للعيد ميلاد كان جوايا واحدة مش عايزة تروح . عايزة أروح أي حتة كدة . زي نداهة بتناديني . بتناديني أوي !

افتكرت مرة النداهة ندهتني و أنا رايحة كورس ، و مرة و أنا رايحة حفلة ف المركز الثقافي الفرنسي ، و كتير جداً جداً و أنا رايحة الكلية بدري أحضر محاضرات زي العبيطة ..
بصراحة النداهة بتكدب عليا .. مش عايزة سعادتي أوي . لأني ف المرات اللي لـَبـِّيـت فيها النداء . ماوصلتش أوي للسعادة اللي ببقى متخيلاها و أنا ف طريقي للاستجابة .

رحت عيد ميلاد غادة . و قضيت وقت جميل جداً . جـــــداً . ضحك و رقص و تهييس و لمَّة فعلاً جميلة . أنا كنت طايرة بكل الناس (اللي أنا معرفش نصهم) . فرحانة بيهم جداً و حسة إني أنا بجد. كنت بقول للنداهة يعني : ليه عايزاني أكون لوحدي يعني .. كل السعادات دي كان ممكن تتعاش ف كل مرة لبيت نداءها .. كل دي لحظات حلوة راحت عليا ، عشان خاطر جانب درامي فيَّ عايز يدِّي لنفسة مساحة .

المرة الوحيدة طبعاً اللي لا يمكن . لا يـــمـــكـــن. أنسى انقاذ النداهة ليا ف وقت مناسب جداً . لما كنت متخانقة مع بابي. الدنيا ضلمت ف عيني لأني مش بتخانق مع بابي كتير يعني . مش حاجة عادية كدة عابرة و حتعدي .. و كنت رايحة حفلة ، و مرحتش ، و رحت بحري عند عزة بتاع الأيس كريم . عند الراجل اللي ناحية البحر دة اللي حاطط ترابيزات للناس على بلوكين منك للبحر جنب شبك الصيادين. (حد يعرفه؟؟) و أكلت آيس كريم فانيليا و فراولة .. و كان الراجل مشغل أم كلثوم . لاقيت نفسي بعيط . أعـيــط زي اللي ماتلها ميت . و آكل أيس كريم . و أكمِّل عياط . كنت لوحدي ع البلوك . و الراجل أخد باله مني .. و قرَّب و فضل يقوللي ماتعيطيش يا بنتي ، مافيش أي حاجة ف الدنيا تستاهل . شباب اليومين دول شوية عيال و محدش فيهم يستاهل دموعي . ( كان يوم الفالنتاين تقريبا أو تاني يوم بعديه . واضح إن الراجل لماح .)
كانت المرة الوحيدة تقريباً اللي كانت تستاهل إني ألبي ندائها.

ممكن أي حد يفتكرني زعلانة من نفسي عشان ساعات بتبعدني عن الناس و اللحظات اللي بحتاجها و بحبها ! لكن ف الحقيقة أنا بعتبر النداءات دي مؤشر برضه .. أول ما أحس إني مش عايزة أعمل الحاجة دي أو أروح المكان دة .. أعرف على طول إنها حاجة كويسة و تستاهل ..

نداهتي كدَّابة ..
بس أحلى حاجة إنها مش عشوائية .. كانت عندها وجهة نظر يعني ..
لما كل الحاضرين سألوني "أمال فين اسلام ؟ ماجاش معاكي ليه؟؟"
كانت مش عايزاني أعيش اللحظات دي بيتهيألي ..
لكنها لحظات عدت بسلام .

كان عيد ميلاد غادة احتفال شخصي ليا ، بمعرفتي للشفرة دي . و بأن مافيش أي حاجة حعملها فيها ناس و زحمة و تواصُل .. إلا و حيكون فيها دفا ، و استرخاء ..و نجاح على مستوى انساني معين