Sunday, September 30, 2007

الأرفـف الزَلـِقـة




تـُـبـهـِـرنـي قـدرة على الانفصال عن الأحداث ..
تتمتَّع بها ، و لا أتمتع .

و بما إننا اثنين ، من السهل جداً عليك ، دون أن تتدري ، أن تفتح صناديقي ، تضع المشكلة ، تغلق عليها ..
ثم تـنـتعِش ، و تـبـتـسـِم ، و تقول أنك تنسى همومك و أنت معي .

أسعد ، .. أرضى . أشعر في الكلمات بصوت بعيد . بعيد . قادم من عـُمـق أغـــوارك . يقول ؛ "صَـدِّقــي !"

فأصدِّق . أعـذَب الـتـصـديـق ..

فـتـسـقـُط الصناديق من على الأرفـف ، و تخرج مشكلتك التي بـُـحـتَ بـهـا . تـنـتـصـِب أمامي .

تنمحي ابتسامتي .



...




لحظات .. أنــــســـى إننا اثنين

و دائماً تكن أنت موجوداً لـتـُذَكـِرني


Thursday, September 27, 2007

ف وشّ الحــيـــط



أسئلة كتير عارفين إجابتها ، و رغم بساطتها ، لا نملك أمامها إلا عدم الإجابة عليها ...
لأنها بترمينا قدَّام حيطة الحقيقة المجرَّدة . أياً كانت


هو دة اللي حسيت بيه أول ما قريت السؤال اللي حطـُّه "الكابتن" ف المستدونة بتاعته ...

شوفوا الحيطة بنفسكوا ..

http://ensazaman.blogspot.com/2007/09/blog-post_7053.html


لو ماشـُفـتـوش الحيطة ، ياريت تعرَّفوني إني ببالغ


Wednesday, September 26, 2007

تـحـضـيـر أرواح


خـبـطـتـيـن على الرِجل ، سـَقـفـتـيـن ، طرقـعـتـيـن بالـصـوابـع ...
واحد اتنين !

خـبـطـتـيـن ، سَـقـفـتـيـن ، طرقـعـتـيـن ...
اتنين خمسة !

خـبـطـتـيـن ، سَـقـفـتـيـن ، طـرقـعتـيـن ...
خمسة واحد!
...
واحد خمسة !
...
خمسة واحد !




لعبة ملهاش اسم ، كنا بنلعبها زمان جداً انا و أخواتي و جيراننا . لعبة كانت بتصيب بالملل بعد فترة مش طويلة أوي ، إلا انها كانت دقايق ممتعة جداً يالنسبالي ف بدايتها ، ...

اللعبة قائمة على الآتي ؛ نجلس جميعاً في حلقة ، و بعددنا كل شخص له رقم بداية من "واحد" .
نضرب معاً ضربتين على الأرجل ، سـقـفـتـيـن ، و نطرقع الأصابـع مرتين ثم ... بداية من الشخص الحامل لرقم "واحد" تبدأ اللعبة .
ينطق الشخص رقمه أولاً ثم رقم آخر من داخل حلقة اللعبة . مثلاً "واحد اتنين" . ثم نضرب و نـسـَفـِّق و نـطـرقـع ، و الشخص رقم "اتنين" يقول رقمه أولاً ثم رقم الآخر . مثلاً "اتنين خمسة" ... و هكذا . (مش شرط بالترتيب .. اهم حاجة تكون من الأرقام اللي جوة الدايرة )

المتعة ف اللعبة دي كانت ف اللخبطة ، كتير كنت أنسى انا رقمي كام ، و لما ييجي عليّا الدور ألاقيهم بيبصولي مـسـتـيـيـن كلامي ، و ساعات تانية كنت أقول أرقام مش موجودة أصلاً ف الحلقة . و ساعات كنت أبدأ برقم مش رقمي ... و ف أي حالة من الحالات كنت بطلع برَّة اللعبة .

لعبة جميلة ، و غامضة لكل الناس اللي واقفين حوالينا . حتى أهالينا كانوا مش فاهمين إحنا بنلعب ايه لما يسمعوا صوت الأرقام و التسقيف و الخبط على الرجلين . أكننا بنحضَّر أرواح . تخيَّلوا ، شوية أطفال قاعدين عاملين دايرة ، و عمالين يقولوا أرقام مبعثرة هما بس قادرين يفكـُّوا شفرتها.. و فجأة ننفعل و نهلل لما حد يغلط و يطلع برة اللعب .

بالنسبالي كانت (أو أصبحت دلوقتي) حاجة أشبه باستكشاف الأرواح الحاضرة ف الحلقة ، مش تحضير أرواح تانية من برَّة مش هانعوزها ف حاجة .

ازاي؟

كتير جداً لما كان الدور بيطوِّل .. نبتدي ، بروحنا الطفولية الفقيرة نسبياً للروح الرياضية ، نتضايق من بعض عشان محدِّش بيغلط ، و الدور مش عايز يخلص ، و محدِّش فينا عارف يكسب . فكانت حاجات غريبة أوي تبتدي تحصل . و تتكرر .

انا مثلاً رقمي "خمسة" ، و حد تاني رقمه "واحد" . الـ"واحد" ينادي عليَّا ..
-"واحد خمسة "
أرد انا . كنوع من أنواع الهجوم ..
-"خمسة واحد " (أنادي عليه تاني)
فيقوم الـ"واحد" يرد الهجوم ..
-"واحد خمسة "
و تتقلب ب عـِنـد . نفضل كدة كتير . لحد ما حد فينا ينسحب . رغم ان في ناس تانية لسة موجودة ف الحلقة ، و المفروض اننا نشركهم ف اللعب .

كدة كانت بـتـبـانـلـي الأرواح الهجومية ، و العنيدة ( المعنى الغبي من العند ) . كتير كنت أنا اللي أبدأ بالموضوع دة . الهجوم . و بعد فترة قصيَّرة ، بين العند و الاحساس بالذنب ناحية اللي قاعدين ساكتين بيتفرجوا علينا و ما بيلعبوش (واللي بيكون بان عليهم الزهق) ... كنت بحس اني صاحبة القرار الأصعب . أكـَمـِل عـِنـد ؟ و لا أنسحب و أنادي على اي رقم تاني عشان نكمِّل لعب ؟

مش حكدب . ساعات كنت بكمـِّل عـِنـد ، لكن لحظة ما اللي قدامي بينسحب أو بيغلط حتى ، و يخرج برة اللعب ... كنت بحس بالذنب . و مش بعرف أكمِّل الدور كويس .. ف أغلط و أخرج !

ساعات تانية .. كنت بنسحب و أكيد ماببقاش مبسوطة أوي لحظتها ، لكن أول ما يبتدي الباقيين يلعبوا و صوتنا كلنا يعلا تاني ، كنت بنسى .

دلوقتي بقى و انا بفتكر .. عرفت ان في مؤشرات عديدة كانت تـُظـهِـرلـي نفسي .. و انا ماكنتش واخدة بالي . انا الروح الهجومية العبيطة اللي تبدأ الهجوم من غير سبب . و بعد ما تتروَّط ، تفكـَّر . تحتار . تقرر .

أو تستمر .. لحد ما تغلط .

و وقتها ، بيكون دوري ف اللعبة خـَـلــَص خلاص


Tuesday, September 25, 2007

مــش كـــفـــايـــة




نظراً لشيء كنت لحد فترة قريَِبة جداً فاكراه مش باين أوي ... و فجأة جاءني تـَعـَجـُـب من صديق لي من نفس الشيء ، صار واجباً عليَّ أن أعترف به لنفسي على الأقل .

حاجتين ..

لـــيـــه؟

ليه كل كـُـبــايــات و مجات العالم مش بتكفيني ؟ كل ما أدخل محل و أشوف فيه ركن مجّات ، أجري عليه زي العبيطة اتفرج عليهم واحد واحد ، و لو ما لقيتش حاجة عجبتني أوي ، أمشي و أنا متضايقة . متضايقة جداً لدرجة إني بتمنى لو ماكنتش رحت اتفرَّجت عليهم ، أو ما أخدتش بالي منهم ... أو مادخلتش المحل أصلاً . و لو لقيت مج حلو ... انبسط جداً جداً ، رغم انه مش بالضرورة أشتريه ، أرجعه مكانه و انا عيني على اللمعة بتاعته ف النور . أتخيل طعم النسكافيه فيه ... و لو مش حشتريه ، ابص عليه كويس كدة ، و أقنع نفسي أنه كبير على إيدي . و امتن جداً للحظة الخاصة اللي عشتها من التفاهم معاه .

ساعات بحس اني مجنونة !

مش بنال كفايتي أبداً ... و ياه ! يــــــــــاه لو مج من مجاتي اتكسر . أو حتى لو وقع و ماتكسرش و اتكسرت ودنه و فضل محطوط مع المجات التانية صاحب عاهة . اتمنى لو كان اتكسر كله ، كان على الأقل كان حيبقى عارف وضعه من ناحيتي . هو مج ولا كباية أقلام ، و لا كباية ملاعق شاي . ولا مجرد مج مـُـتـعــِب الشـُـرب فيه لمّا تكون باقي المجات السليمة مشغولة .

مش بس كدة .. كمان كل آنية السوائل؛ كاسات ، زهريات . كل حاجة تحوي سائل ، تديني احساس بالرفعة . بالانبهار . بالسكون .

و عمري ما اسكفيت ..


و الحاجة التانية ..
أنا ليه مكبَّرة المواضيع . بتحبي المجات؟ حـبـيـها يا ستي . مش بـتـسـتـكـفي بيها ، اشتري كمان و كمان ، مافيش حاجة حتترمى .. قالبة دماغك ليه؟ ايه دة؟ مش كدة ابداً .

أنا ماكنتش اشتكيتلك لما لاحظتُ اإن كل صوَّرك مجات ...و أبواب أو شبابيك .. ولا حاولت أفهم العلاقة بينهم .
أنا ماكنتش مستنية اعتراف منك .. انا كنت عارفة ، و مش متضايقة ، زي ما أنا عارفة حاجات كتير انتي أصلاً ماتعرفيهاش . تصتادي الحاجات الهايفة انت ِ وتعملي عليها قضايا تفصيل أكبر من مقاس دماغك و دماغي ، و ف الحاجات الكبيرة المهمة .. تستخبي منها و تجري على أي حاجة ملونة و مزركشة ... تغطي بيها على صوتي ...
وشّ وشّ وشّ وشّ ! كـــفـــايـــة ! إنت ِ سمعاني أصلاً ؟

...


أيوة ،

ساعات بحس إني مجنونة

Friday, September 21, 2007

إنـــدهـــي لـلبــوَّاب




أبدأ منين؟
من فترة طويلة أوي ، قبل حتى ما أسيب المدرسة و أدخل الكلية ، و الموضوع كله إتشتت ... مابقاش في حاجة اسمها أصحى بدري عشان أفطر و أشرب الشوكولا و آكل البيضة المسلوقة و أنزل أروح المدرسة ، و أرجع البيت بعد المدرسة أعلَّق هدومي و أجري أقعد على السفرة عشان نتغدى كلنا... و بالليل بعد ما أخلص الواجب و المذاكرة نقعد نتعشى...

كان لحد فترة قريِّبة أوى دة بيحصل . و لما كانت مواعيدي أنا و إخواتي و مامي تقريباً نفس المواعيد ... ايه اللي حصل بقى؟ كبرنا يمكن ولا ايه ، ماعرفش من امتى بالظبط بطلت عادة الفطار دي و بقيت استكفي بالنسكافيه ... و الغدا يا سندوتشات ف الشارع يا بقسماط مثلاً و شاي باللبن ... و العشا بقى وجبة مجزئة على طول السهرة قدام الـ"زفت" الكمبيوتر (حسب تسمية مامي) .

و لما كانت التطورات دي بتحصلّي ... كانت ست الحبايب لسة (بعناد شديد) بتقف و تطبخ ... الأكل اللي بنحبه . و اللي كان مصير معظمه كيس الزبالة أو أطباق أكل البوَّاب و أولاده ...

انا طبعاً ماكنتش أعرف أد إيه دي حاجة محزنة . نوع الحزن اللي مهما كنت حاد الطباع ، حـتـتـقـبـَّـلـه بصمت ...
لحد ما كبرت شوية كمان ، و بقيت أقف ف المطبخ .

"إبشري البصلة و ادعكيها بالملح و الفلفل قبل ما تَسقطيها ف الشربة ... ماتحطيهاش صحيحة ، عشان طعمها يبقى أحلى "

الأمومة تبدأ من المطبخ . مع أول ريحة طبيخ تطلع من المطبخ و أنا واقفة فيه ، مع أول معلقة شوربة دقتها عشان أشوف ملحها أد ايه ، مع أول لسعة على إيدي ... عرفت إن هوه دة سحر الأمومة بجد ، إني أدوِّب لأهلي حبي ليهم ف الأكل ، و أأكلهلهم بالمعلقة .

"البسلة آخر حاجة تتحط على الخضار السوتيه ...عشان بتتهرى بسرعة"

اللي فيكم يركِّز .. حياخد باله ان اللي واقفة ف المطبخ مش بتبطَّل حركة ، ولو ركزت أكتر ، حتلاقيها حرفياً زي الأخطبوط ، بـ 8 ايدين ، و بتعمل أكتر من 3 حاجات ف وقت واحد . و ممكن يفتكرها بين لحظة التانية ممكن تنهار من كتر التعب . لكن أد ايه الوقفة ف المطبخ فيها حاجة غريبة ، مش باحس بأي مجهود ... إلا لما أقعد و أسمع ركبي و هي بطرقع . وقتها بس بحس بالوقت و المجهود . (كمان دوشة المطبخ بتغطي على الوش اللي ف الدماغ ، و بتحرر الكبت) .

" لكل مج رَز حطي مج ميه ... أوعي تزودي أحسن يعَجِّن "

بفتكر دلوقتي أد ايه كنت أنا و أخواتي بنات لذاذ أوي و احنا صغيرين . عيال بقى . كانت أول ما مامي تغرفلنا ، بالدور كدة كل واحدة فينا بعلو صوتها ، تصدح "تـِــســلـَـم إيــديــكــي الإتــنــين يا مــامــي !" أكنها مش هتسمعنا مثلاً ، أو زي مانكون عايزين نسمَّع العمارة كلها انها بتطبخ حلو و ساعات كنا ننسى نقول ... و نتضايق أوي .. و ممكن نطلع فجأة كدة ، حتى بعد مانخلَّص أكل بكتير . و ساعات كمان كنا منعرفش ننطق "تسلم" صح ، فـنـنـطقـها "تلسم ايديكي الاتنين يا مامي" .

"ماتزوِّديش اللبن على الدقيق...عشان البشاميل يطلع متماسك "

كمان كانت بعد ما تطبخ و تغرفلنا ، تعمل لنفسها كباية شاي ، طبق جبنة قريش ، و العيش المأمَّر ... و تفضل تاكل و تقرمش . و لما كنت أسألها يا مامي انتي ليه مش بتاكلي زيِّنا ، ترد تقوللي عشان اتنوا صغيرين و لازم تكبروا . و اتـنـيـِّـلـنـا كبرنا !
بعدها بفترة مش قصيرة بدأتُ أفكر ؛ "يا ترى مامي اعـتـنـقـت مذهب غاندي ف الزهد و الصوفية امتى؟!"

"الكيكة لازم تدخل الفرن و هو سخن جاهز ، لازم يتولَّع قبلها بـ 10 دقايق ... و ماتفتاحيش الفرن تاني عليها كتير ، عشان ما تهبطش "

انك تطبخ دي حاجة جميلة . لكن بداية الطبخ بالنسبالي ، هية نهاية استطعام الأكل . للي مايعرفش ، انت لما تعمل حاجة لنفسك تبقى ملهاش طعم ، غير لما حد يعملهالك بحب . أفتكر عشان كدة مكانتش مامي بتاكل معانا ، أكيد هوة دة السبب الحقيقي ... بدليل اني حملت الراية عنها ، و بقى ليا نفس النمط دة ف الأكل في بعض الأوقات .

"اصبري . اصبري لحد ما الملوخية تغلي و بعدين اسقطي الـتـقـلـيـة ... و غطيها ثانيتين و ارفعي الغطا على طول و اوعي تغطيها تاني ... عشان ماترقدش " (لا ترقد في قاع الحلة يعني )

يا حزن أي بنت أو أي ست ، لما تفضل تحضَّر ف غدا ، و تلاقي كل واحد اللي واكل برة ، و اللي مالوش نفس ، و اللي عاملة دايت .
أنا مش هادية الطباع ولا باخد المسائل بالهداوة و الحكمة ... لكن ف مواقف زي دي ، سبحان الله ! آخد الإحباط في قلبي ... و أسكت .
تقريباً دي صفة بتكبر مع الوقت و اللي حتسبب مناعة ضد النرفزة بتزيد كل ما بقيت حسة بمسئولية أكبر تجاه أهل البيت .

"وطي ع الرُز لا يشيط "

انا شكلي ابتديت أكبر ، و افهم الحاجات اللي كنت بعملها و كانت بتضايق أمي ، و اللي بقت دلوقتي بتتعمل فيا حتى قبل ما يبقى عندي أولاد .



اللي ماكلش من الأكل اللي ف البيت انهاردة فيكوا يقوم ياكل منه ... انشاالله يكون بيض أومليت ... و ماينساش يقول تسلم ايديكي الاتنين ياللي عملتيه .

بجد محدش يعرف أد ايه الإحباط بيسيطر على كل حاجة لما تكون بتكـُب اللي انت طبخته ف الزبالة عشان محدش بياكله .

"اطفي النار يا سارة . كفاية كدة "




آسفة فعلاً . و تــســلــم إيــديــكــي الإتــنــيــن يــا مــامــي


Monday, September 17, 2007

فـراولـة ، لوحـة ، طـرحـة




رأيك ف نفسك ، و رأي الناس فيك ... ما أبعدهما عن بعض .

انهاردة بعد صلاة التراويح أختي شاورتلي على بنت بتصلّي ، و قالتلي حاتبقي شبهها لو اتحجبتي .
و ف نفس اليوم جاتلي اللوحة دي ف ايميل من صديقتي الجميلة نهال المصري ... و بتقولي انها فكرتها بيا ... و بالبلوج .
قبل كدة ، مرة كنت بشرب عصير فراولة ، و برده اتقاللي انه شبهي ...

كل الحاجات دي جميلة طبعاً .. لكن المفاجأة تكمن ف ان الواحد بيبص لحاجات تانية عشان يفكَّر نفسه بنفسه ...
مرة كنت ف الساحل ف الشتا ... و طلعت على البحر بالليل ، رغم بعض الرهبة من الرملة اللي بان عليها خطوط الريح لقلة الأقدام عليها ف الشتا ، و الضلمة لدرجة اني ماكنتش شايفة ايدي ، و وضوح النجوم بشكل مرعب ، كمِّلت و وصلت لأقرب نقطة من المية قدرت عليها ... قعدتُ استمتع بالمنظر ، لكن طبعاً كنت حتـلِّج .
شوية و شفت نور جي من ورايا ." ايه دة اية دة؟ هما مش العفاريت و الأموات بيخافوا من الضلمة ؟ ايه اللي جابهم دلوقتي ؟؟ " كانت بنت صغيرة جداً و منوَّرة كشاف من الموبايل ... صغيرة جداً على الشجاعة دي ... عندها بتاع 13 - 14 سنة ولا حاجة . كل ما تقرَّب ، صوتها يبان ، كانت بتغني . اللي عرفت اتبينه انها بتغني إنجليزي ... هيه تقريبا ما شافتنيش أو الله أعلم ، بس كنت مبسوطة بيها جداً ، و اتكسفت من نفسي كمان و انا خايفة جداً كدة ، و مش بطلَّع صوت واحد ...زي ما كون قاعدة ف بيت الغول ..

انا شبهت نفسي بالبنت دي ... او اقنعت نفسي ان "انا"ــتي جت تطل عليا تشوفني عاملة ايه ؟ و تطمني و تمشي على طول (تلعب في المراجيح اللي بعيدة عن الرملة ) .

رغم اني وانا صغيرة كنت خوَّ افة ... عمري ما كانت حتجيلي الجرأة اني أخرج برة البيت ف الضلمة و سقعة دي

Sunday, September 16, 2007

تـعـالــى مــعـي



تعالى معي ، سأريك شيئاً أحب .
سأرفع عن أسراري الصغيرة الكبيرة غطاء العلبة التي لا تضيع . أسرع قبل أن أنسى الطريق ، قبل أن أغـيـِّر رأيي . اليوم حار و أصحاب المتاجر أكثرنا قدرة على التعايُـش . و إقداماً على اطفاء نيران الأسفلت . و ترك بركات صغيرة ساكنة تبهجني .

تعالى معي ، أريد أن أمسك يدك .
لا تغار علي حين أرمي التحيات هنا و هناك على الجميع . الجميع الذين لا تعرفهم ، لكنهم بطريقة ما سيعرفوك .
لا تغار عليّ .

تعالى معي ، سأريك أول رجل أحببت . من هنا .
سنوات طوال مرَّت و لم يتغير . ثلاث عشر عاماً مرتَّ . ولم يزل كما هو ، لكن ابيض شعره ، و تساقط قليلاً . لكنه كما هو .

أول مرة رأيته بعد انتهاء قصتنا ، لم يتعرَّف عليّ ... مررتُ من أمامه ، عاكسني بلطف ، فابتسمتُ له ، فعرفني .
أول رجل أحببت ، كان يصنع معجزات . منحني أجنحة ، تركني أطير ، إلى انعدام الجاذبية ، أثق أكثر في مهارته ، أتحامل على الأجنحة ... ثم أسقط . إليه أعود ، يقابلني من بعيد بالابتسامة و الساعد القوي ليحمل عني أجنحتي المكسورة . و يعطيني ما أحتاج من الوقت للتعبير عن المسألة .
" الــمــهــم إن أنــتِ بــخــيــر ! "


...



تعالى معي . سأكشفُ لك عن ساقيّ . و أنظر جيداً .
أترى آثار الطفولة السعيدة ، و ندبات السقوط المستمر من فوق العجلات ؟

أنظر هناك ، لقد وصلنا . أترى ذلك الرجل ؟ ذو الكفوف السوداء هناك؟
نعم ، العجلاتي ... حارس أحلامي ...و من أعطاني دفعة تلو الدفعة ، لأستمر . و أتحرر .

سعيد ... العجلاتي ...ذو الابتسامة الصديقة لطفولتي المبعثرة على بــِرَك الطرقات الصيفية ، و أول رجل أحببت


Saturday, September 15, 2007

تـــزامـُــن




هل كان عليَّ أن أرى وحدي أشياء كهذه ؟

دخلتَ حياتي فجأة ، و مع الوقت رأيتك ساحراً طوال الوقت قادراً على ابهاري بأرانب بيضاء بريئة ، و حمامات ملونة و مناديل معقودة طويلة ...تتركني مشدوهة . تـَمـلـُك كل المفاتيحك ، تحرس كل أبوابك ، تمسك أطراف كل الحبال . لك مشاكلك العصيَّة البعيدة عني ، و أرى أمامها قدرتك على الابتسام في وجهي ، في غير انتظار لمواساة ...


هل هي صدفة أن وقت اكتشافي حقائق كهذه تــَـزامــَـن مع خروج شخصاً آخر من صندوقك ؟
توجِّه لي أصابع اللوم ، و تعقد حاجبيك في وجهي .

هل كان على أن أرى وحدي أن "سـخـمـت" أنجـَـبـَـت فيك ولــداً ؟ أمس حين كنتُ أنقشُ وجهك على سقف حجرتي ؟؟


Friday, September 14, 2007

تصبحين على خير ... كتاب بنكهة شاي دافئ بالحليب ... و لون الفانيليا




أولاً ... إخراج الكتاب كله على بعضه حكاية ؛ حجم ، تصميم ، ألوان ... حتى لون الورق ، و حاجة تانية حقولها كمان شوية .

ثم الكتابة / الموسيقى نفسها ... دة موضوع تاني . قراءة الكتاب دة بجد كانت رحلة بساطة و سلاسة . صفحة ورا التانية . نقلات شعورية هادية رغم تدرجها من التفاصيل المؤلمة ، للحزن المتماسك ، لاسترجاع الذكريات ، للدموع الرجولية المكابرة ... الا اني حسيت اني كنت مستسلمة لها لنعومتها ...
ساعات ... ف كتب تانية ، تكون أعمال حزينة بردو ، لكن ف ذروة الأحداث و الصدمات و الكآبة ، بنفـُر كدة و بتراجع ، بتجيلي حالة كسل عن الانسجام مع الحكاية ... دة غير أفكار شريرة تانية مسخرة بتنطط فجأة على لساني و أنا بقرأ . " يا دي النيلة ! ليه كدة بس يا ربّي ؟ يعني أنا مش لاقية حاجة أعكنن بيها على نفسي ، عشان تبعتلي الكتاب دة ؟؟؟ " .و طبعاً دي مش حاجة كويِّسة . لكن هو دة اللي بيحصل ساعات

كنت مستسلمة للحزن الرقيق اللي طالع من الكتاب من كل ناحية ... و للمفاجأة ؛ حسيت اني بطلب منه أكتر . و استغربت من نفسي شوية .

معلومة على جنب : و انا بقرأ كتاب "شـيـخـوخـة" لـ " لطـيـفـة الـزيـات " كانت المرَّة الوحيدة اللي اتمنيت فيها اني أعجِّز ، عشان أعيش التجربة دي ، و اكتب حاجة روعة زي "شيخوخة" بس ، مش لأي حاجة تانية ...

الشريرة اللي جوايا ثارت عليا في محطات عديدة من قراية "تصبحين على خير" ، و لو كان اي منكم عنده فكرة عن موضوع الديوان كله ، حيقدر يتصوَّر ايه هي خاطرة الشريرة اللي عدِّت عليا ... عشان انا مش حذكرها ..

خلاصة الكلام ، الديوان روعـــــــــــة !
بس خلاص !
على فكرة قريته مرتين كمان ، و لاقيت انه كل مرة مفعوله بيزيد قوة ، عكس ما تصوَّرتُ ... و عكس ما بيحصل عادة .

الأجزاء المُفضَّلة بقى ...

" لم أكن أدري
أن هذة اليد الدافئة
التي احتضنتها في جوف يدي
ستلوِّح لي بعد قليل بمنديل أبيض "



" للوهن رائحة كولونيا "خمس خمسات "
ككلب يدلف من الباب يبحث عن جريمة
كنت أبحث عن تلك الرائحة
تحت طيات روائح الطبيخ
و أشياء البيت الأخرى
كانت غرفتك بالمستشفى
بها رصيد من الكولونيا يكفي لسنوات ،
لم تستهلكِ منها شيئاً "



" في العربة المسرعة ،
رفَّ جثمانك عدة مرات
و أنا بجانبك
التفُ على موتك كباقة ورد .
كل تماس بيننا
كموجة دموع تلطم وجهي "



" و انا صغير ،
كنتُ اقف ممسكاً بحد أطراف الملاءة
و أنتِ على الجانب الآخر
أشدها فترخين
ثم تشدين فأرخي
كشعرة تفاهم
كحبل مشيمة بعد ان يتحول لعادات منزلية "



" كان من الأفضل أن أرسل للملائكة
قائمة بعاداتك اليومية
بمواعيد تناول الدواء
بملابس الصيف و ملابس الشتاء"



" كلما عبرتُ امام غرفتك ،
انتظر مفاجأة .
أن يخرج اسمي من جوف ظلامها ،
كما ولدتُ تماما "



" أشياء البيت الثمينة
عادة ما تأخذ دورتها في الاختفاء و الظهور ،
لأيام ، لشهور ، لسنوات .
أما أشياؤك ،
فمازالت طافية
ما عليَّ سوى ان انبش بأظافري
في القشرة القريبة من الذكريات .
سجادة الصلاة ، راديو الصباح ، نظارة القراءة .
أشياؤك
التي لا تنتهي . "



" مقدار اصبعين مسنين من الحليب
على كوب الشاي الخفيف ، كل صباح .
لم أحرك كوبك عن موضعه
هو و أسرارك النائمة على حافته ."


و دي أكتر واحدة قلبي بيقف لما بقراها ...

" أنا الأب الكبير لأسرارك
بانتظام كنتِ تعلقين على مشجب قلبي
سراً جديداً
حتى يخيل لي أن السر هو الابن البار لحياتك "




" كرسي الصلاة ،
سيُبعَث معك ،
كإبن تحمل كثيراً
و سيتقدمك بخطوة أمام الله
و يقدم له الدليل وراء الدليل
على أحقية دخولكما الجنة معاً . "



" على الوسادة
وضغتُ مصحفاً
كتوأم روحي لرأسك الغائب . "



انشاء الله لو فضلت على كدة حكتب الديوان كله ... و دي حقوق نشر ، و حسني سليمان بيعزني معزة ، انا أدرى بيها بقى ...

انا بكل فخر بقول ان النسخة اللي معايا عليها توقيع الانسان (بكل ما تحمله الكلمة من رقي و رفعة ) اللي كتب الديوان ، و لحد دلوقتي مش قادرة أصدَّق اني أعرفه ... علاء خالد .


تصبحين على خير ... كتاب بنكهة شاي دافئ بالحليب ... و لون الفانيليا

تصبح على خير يا صديقي



ايـــه دة؟؟

ايــه دة بجد يعني؟؟

في كدة؟؟

في شعر بالاحساس دة ؟؟

انا مش عارفة أقول ايه . انا كقارئة ... مـــغـــرورة جداً جداً و صعبة الإرضاء ، لما أخلَّص الديوان دة ف 14 دقيقة... يبقى ايه ؟

انا مش حتكلِّم كتير ، عشان انا اصلاً خلاص اتجننت فعلاً ... و لما الواحد بيتجنن كدة من لقراية بالطريقة دي ، بتختلط عليه الأمور ، و بتبقى الصوَّر واضحة ، بطريقة خطيرة ...لما استرد عقلي بكرة الصُبح انشاء الله حكتب عنه باستفاضة ،

تـــصـــبـــحـــون عـــلـــى خـــيـــر




لأ بجد ايه دة؟

...

Thursday, September 13, 2007

بـلـوفر مـوهـيـر و حـتّـة سـيـرامـيـك




نفسي دلوقتي حالاً حد يفهمني ايه اللي بيجرا فجأة لعقولنا؟ من حوالي سنتين تلاتة كانت دماغي دي زي البلوفر الموهير : أي حاجة و كل حاجة بتعدي جنبها ... تشبُك . كل الحاجات اللي ملهاش دعوة ببعض تتستف فوق بعضها بترتيب و تناسق . أتسأل عن حاجات مر عليها سنين ، أكون لسة فكراها ..لما كنت صغيَّرة كنت انا للي بنزل أشتري الحاجات لمامي من المحلات ... من غير ورقة افضل فاكرة الحاجات و أسعارها

ايه اللي حصل بقى؟؟؟
فجأة كدة لقيت نفسي دماغي دي زي حتة السيراميك ... حُط عليها حاجة ، هوب تتزحلق ...حتى الأفكار الجميلة اللي بتخطر ف بالي فجأة ، بتروح . اضطريت انا بقى للآتي
كراسة صغيرة كدة تتحط ف الجيب ماشية بيها ف كل حتة ... أطلعها و اكتب فيها أي فكرة جت على بالي و عجبتني ، و لو كنت نسياها ، بمسك الموبايل أكتب ريمايندرز زي العبيطة

و الهيكل الخشبي الفريد اللي كان في يوم من الأيام لفَّة شيك لهدية عيد ميلادي اللي فات... جعلتُ منه صندوق منسياتي اللي ابتدا فاضي نسبياً لحد ما اتكربس فوق بعضه بشكل فعلاً مخيف ... جواه بقى الحاجات اللي انا عادة بنساها و أنا نازلة ... الكراسة المسكينة اللي بكتب فيها الرواية (محدِّش يقدر يتبأ بمواعيد نزول الوحي خالص) ، كتابين (عادة بيكونوا رواية و مجموعة قصصية أو ديوان شعر ) أصل العبدة لله من هواة ركوب الترام ، و نص الكتب اللي قريتها كلها قريتها ف الترام ... أسيب الرواية أمسك المجموعة أسيب المجموعة أمسك الديوان ، السكة طويلة بقى و ادينا بنتسلّى .و المحفظة و الموبايل و سلسلة المفاتيح ... ايه بقى؟؟؟ ايه اللي انا بفتكره يعني؟؟


"بقينا ازاي كدة؟ "

انا ف الـ 50 من عمري لو حنقيسه على القدرات الذهنية ...أمال لمّا أوصل السن دة حعمل أوضة كاملة انشاء الله احط فيها الحاجات اللي خايفة أنساها ؟ ... يا خوفي يا بدران



مـلـحـوظـة مـهـمـة جـداً فـعـلاً : أنا لسة فاكرة إن و انا صغيرة ماكنش حد بيشرب نسكافيه ف البيت غير مامي ، و انا اللي كنت بنزل أشتري البرطمان الصغير خالص دة . و كان بالظبط بـ 5.50 قرش . اللي يعرف تمنه كام دلوقتي يقوللي ، و لأننا كبرنا كلنا دلوقتي و بقينا كلنا بنشرب نسكافيه ، فأصبح البرطمان الصغير دة يادوب يكفينا 4 ايام . فبطلنا نجيبه ، و بقينا نجيب البرطمان التاني الكبير

بقينا ازاي كدة؟
كائنات درجة تالتة ، متعددة الوظائف ، ضعيفة الذاكرة ، تسكن الخرصان ، و تتغذَى على البُن


خـــســـارة


صِّلي على جمال النبي يا مؤمن و قول يا معين


أنا ليه ماطلعتش دجالة ؟؟ و لا من مجاذيب ابو العباس و حسين ؟؟ اللي سايبين شعرهم طويل كدة . و مكحَّلين عينيهم و محنيين ايديهم ، و لابسين سِبَح طويلة جداً على صدرهم ... و ماسكين مباخر نحاسية عتيقة ، تفوح منها في البداية رائة حريق خانقة ، ما تلبث ان تزول قليلاً لتبدأ في الاستمتاع بها .
مش كان ممكن ؟

اكيد طبعاً . بس انا اللي خيِّبت أمل نفسي و دخلت الجامعة . يا سلام لو كنت مجذوب من المجاذيب دول ، بشوف شغلي بدوام العمل صح... احُط البخور و أزعق ف الناس و اضحكلهم بسناني اللي حتبقى صفرة..."صلِّي على حضرة النبي يا صبية ! " . و تبقى ريحتي انا وحشة ، لكن ريحة البخور عاملة لغوشة ع المواضيع
مش كان ممكن؟ و الله كنت حبقى مبسوطة . و كنت حبسط الناس كمان ، لأني كنت مش حلِّم فلوس و بس ، لكن كنت حعمل للناس "سبيشيال ريكويست " ... كنت حوزغ عليهم الحكم المجانية . الحكم التمام بقى . ما انا مجنونة.




انا دلوقتي دجالة ف البيت ، بخصوص موضوع البخور دة . يا سلام على متعتي وانا بولع اعواد البخور ف كل حتة ف البيت كدة و بأعداد غريبة بتسبب شبّورة على المرايات ... و اقعد أتنفِّس انا بقى . سيدي يا سيدي .

يحرم عليا شربك يا جوزة
روحي وانت طلقة مالكيشي عوزة .

مش الجماعة الهنود شغالين الله ينوَّر ...تصدير بخور هندي انما آخر مزاج... مين محتاج الحشيش ؟

يارتني كنت طلعت دجالة ولا مجذوبة ...على الاقل مكنش حد يجرؤ ييجي جنب البخور بتاعتي و يطفيها ... و ماكنش حد حيقدر يقوللي حاجة لما آجي من ولا ضهر الناس و أخضُهم ... " رب السما و الأرض شايفك يا قليل الذكر . "


خسارة

"صلوا على جمال النبي بقى " يللا

Wednesday, September 12, 2007

كان ممكن


كان من الممكن أن أستمر في تجاهل هذه الأشياء . بتأثيرها السحري على حالتي المزاجية لأيام كثيرة بعدها ... و أحيانا أكثر . كان سهلاً عليَّ أن أحرِّك يدي بعنف لأسقط الصرصار من عليها ، و أن ارفع الوسادة و أضعها مرة أخرى لأقتل صرصار آخر تحتها ، و أكمل نومي...في أمان

حتى يبدأ المكيف في تقطير ماءً و ثلجا فوق رأسي (لعطل ميكانيكي كما يمنحه الجميع الأعذار) . استيقظ مفزوغة -أو غاضبة - و أوصِّل نفسي لحقيقة أحب الاعتراف بها . النوم في تركيبة هوائية من الفريون أقل سوءً بقليل من الموت محروقا ً ، و يتسبب في رؤية الكوابيس . ثم آخذ بيدي و أنهض لاعداد طقوس الاستيقاظ طويل النـَفـَس . الماء على النار و المطبخ رائحته قهوة و توست محمص . نقطتين "قطرة" في كلاً من عينيَّ ... ثم رشفة أولى متلهفة تحرق اللسان . لتزول آثار النوم دفعة واحدة .
ثم الخروج لاحتضان الأسفلت الذي نام هنيئا َ تحت الهواء الرَطـِب . ألمح سريعا شيئاً حزيناً . شيئاً مقتول .

منذ متى و هم يُشـَغـِلون التكييفات في شوارع الإسكندرية ؟


كلنا ليلى

http://laila-eg.blogspot.com/2007/09/2.html


هل أنت سعيدة كفتاة في مناحي حياتك؟
جــــــــــداً

هل تحبين نفسك أم تتظاهرين بالقوة؟
مش دايما دة ولا دة ... بس في أكتر المواقف ببقى بتظاهر بالقوة

هل تعرفين دورك في الحياة أم تتسابقين وتلعبين أدوارا مرسومة وفقط؟
أعرفه تقريباً ...

هل مستعدة أن تدافعي عن وجهة نظرك عموما أم تجبنين عند المواجهة؟
أجبن عند المواجهة ... اختلاف الرأي قد يفسد بعض الود

وهل ترين جبنك سمة شخصية أم يغذيها من حولك؟
صفة شخصية

ما مشاكل ليلى الملحة في المجتمع من وجهة نظرك؟ ما مصدرها؟
مصدر المشكلة : ان ليلى مش عايزة تفهم انها ست . و ديما حيفضل حاجة اسمها راجل و حاجة اسمها ست... فكل واحد يشوف دوره بقى مش يتصارعوا مع بعض كدة عشان شويةعواقب ممكن لو هي تخطيتها ، تخسر أنوثتها يعني!

هل ترى المرأة أقل من الرجل في أي مستوى من المستويات؟
إطلاقاً


أنا مش حاسة أني ليلى خالص...لكن بتحمَّس للحركات الثورية... اللي عايز أسئلة كمان أو تعرف ايه موضوع ليلى دة ... ...


Tuesday, September 11, 2007

فهمت



دلوقتي بس فهمتُ.. إني مش أد اللي انا كنت بعمله قبل كدة ! إني كنت عمل الناس الرَضي !

لما كنت في إبتدائي كنت على الفطرة الأولى كدة ربنا هاديني ... بحَضَّر الجدول و بعمل كراسات لكل المواد ...و خير اللهم اجعله خير ، كنت بحضر الحصص كمان. كَبَرتُ شوية ، دخلتُ إعدادي...
لا لا لا كل الحاجات دي مفروضة عليَّ...
لأ ، أنا حُرَّة ّ ( الكلمة الخايبة اللي كلنا قال اية مؤمنين بيها) بطَّلت كل الحاجات دي طبعاً و حققت ذاتي و كونتُ شخصيتي و آرائي المختلفة (خالف تُعرَف طبعا ، لا آراء ولا نيلة).
لحد الجمعة اللي فاتت كنت بفخر بأعمالي الشيطانية و انجازاتي التمردية اللي قمت بيها ، لحد ما جاتني مكالمة من الشاعر و الإنسان الجميل علاء خالد بيقولّي فيها على ندوة العدد الثامن من مجلة أمكنة . " ...و حيبقى في ناس كتير يا سارة و حيقروا أجزاء من مواضيعهم و كدة ، و أحب انك تكوني موجودة يعني". ايه!

ايه ايه؟؟ ناس كتير؟ حيقروا؟ أحب تكوني موجودة؟؟
... مين معايا؟ النمرة غلط! أقرا كدة قدَّام الناس. يا نهار ابيض...دة انا مابقراش قدَّام نفسي حتى ، مافتكرش اني سمعت نفسي بقرأ قبل كدة.

و عملت أكتر من 5 بروفات مع نفسي قبل الندوة ، و كل واحدة كانت مُحبِطة أكتر من اللي قبلها. لحد ما الوقت أزف ، و لقيت بيني و بين القراية الدقايق اللي حتقرا فيهم صديقتي / و الكاتبة الجميلة مي خالد موضوعها "صندوق الآخرة"...

وقتها قُلت لنفسي" يا خيبتك التقيلة انتي كمان ، كنتي فالحة أوي تزوغي من حصص القراءة ، اتنيلي على عينيك بقى احصدي اللي زرعتيه." و تراجعت...مش حقرا خايفة بجد.

لكن علاء خالد شجعني "خايفة من ايه يا بنتي ، ما تقري عادي" و الناس اللي جم الندوة كمان كانوا مُشَجِعين جداً و لطفاء كدة و مبتسمين ، حبستَ أنفاسي ، و غطستً

أخيرا عملتها...قريت قدام الناس .

طبعا العبدة لله اتلجلجت و غَلَطت كتير ف التشكيل...لكن ربنا ستر. مش عارفة كان ممكن يجرا ايه.

محظوظة بجد انا!!

بس بعد الندوة مازعلتش من نفسي أوي اني كنت حتراجع ، لأني كل ما بفتكر طفولتي و بسترجعها ، بشوفها على انها طفولة سعيدة و شقية ، اغتنمت الوقت فيها ماضاعتش

و عرفتُ اني عمل الناس الرضي...ناس كل ذنبهم انهم كانوا أهلي و مدرسيني.


(الصورة "موشن" على فكرة ، واخدين بالكوا؟). اقروا البوست اللي تحت .

معرفش ليه



التصوير حاجة فعلا جميلة...انك تتفرَّج على صور دة حاجة منعشة جداً ، تخليك تاخد بالك من الحاجات اللى ثابتة حواليك و في نفس الوقت بتلفت نظرك لدرجة مخيفة ، لدرجة انك متبقاش عارف تتحرك من غير كاميرا في شنطتك ، و ان حصل و نسيتها ، بتبقى مش عايز تدقق أوي في التفاصيل الجميلة اللي بتقع تحت عينك لوحدها كدة ... عشان متتقهرش على الصورة اللي كان ممكن تلقطها لو كانت الكاميرا معاك...

المدهش بقى انك تلقط صور بالصدفة كدة و تطلع حلوة ، لو ركِّزتوا ، حتلاقوا كل الصور الـ"موشن" بتطلع هايلة ، مهما كانت مطلخبطة و ملهاش معالم...كمان الصور اللي بتاخدوا لحد قاعد و مش واخد باله إنه بيتصوَّر.

كل دة كلام جميل...

لكن الشيء الحزين في التصوير إنه بيعزل تماما أي جمال نفسك تشوفه في الحقيقة ؛ يعني مرة كنت بتفرج على راجل بيصطاد سمك على البلوكات ، كنت مستمتعة جدا و انا بتفرَّج عليه ، لكن في نفس الوقت نفسي أصوَّره. لما بّبُص ف الكاميرا مش بشوف نفس الجمال خالص...الحيرة بقى . أصوَّره ، و لاّ أتفرَّج عليه (غالبا بعد الصورة ما بتتلَقَط ، حتى لو من غير فلاش , اللى بيتصَوَّروا بياخدوا بالهم مش عارفة ازاي)...فوصلت لمرحلة مع نفسي ، بعنف كدة بقولها : "يا تبصي بعدسة الكاميرا يا تبصي بعينيكِ؟؟" لأنه فعلاً مافيش تسوية مرضية حوصَّلها ترضيني و ترضي الصور...
و أخدت القرار "كليك" صوَّرت الراجل ، و لما شفت الصورة لاقيتها معقولة ، فاكتفيت
و رغم ان الراجل ماخدش باله ، حطيت الكاميرا الشنطة و مشيت. معرفش ليه!.

يا فتَّاح يا عليم


كنت عارفة إني في يوم من الأيام كنت حستسلم ... و أعمل لنفسي بلوج ، كنت قاعدة في أمان الله لحد ما جت الفكرة اللحوحة دي تحت تأثير البلوجات الجميلة اللي بدخل أتفرج عليها. و على رأسهم الكنبة الحمرا و فلافل و جومة و طماطم و حاجات تانية كدة كتير

و طبعا دي مش أول محاولاتي لعمل بلوج...لكن المشكلة اني معنديش انتماء للحاجات اللي بعملها ، بنساها . لكن بما إني ورَّطتُ نفسي خلاص ، في بلوج و نويت أعمله بالعربي الدافي... غصب عني حتنيِّل انتمي. و منها بردو أتعود على الكتابة بالعربي على الكمبيوتر...يمكن أركن الورق و الأقلام على جنب بقى..
دي أمريكا طـَلـَعِـت (بفتح الـ ط و الـ ل) القمر ، و أنا لسة معرفش أكتب بالعربي؟ و لا أشرب قهوة ف البيت؟ ولا أولَّع البوتاجاز بالولاَّعة؟ و لا أشرب نسكافيه بوش؟
لا لا لا .. كدة مش حلو...

بركاتك يا شيخ بلال انت و بهظ بيه... انشاء الله حنتمي للبلوج ، و حفهمكوا العلاقة بين كل الحاجات اللي فوق دي!!

يللا بينا