Wednesday, December 29, 2010

إعـادة الـنـَـظـَـر


إياك أن تهدي فتاة حذاءً كهدية
فقد ترتديه و تذهب .

هذا ما قرأته يوماً ، و أصدِّقه إلى حدٍ ما ...
و دون أن أشعر كنتُ أفعله .

إلى أن أتتني اليوم فرصة لإعادة النظر .

***
دائماً أرتدي حذاءً واحداً . على كل الملابس ، و في كل الأماكن . و أرى أن أحذيتي كشعر رأسي - غير مطالبة بالتغيُّر . و من ناحية أخرى ، و بدون سفسطة ... لا أحب أن أرهق نفسي بالحذاء كتفصيلة من تفاصيل الملابس . و أجد أن بثبات الحذاء أكون قد صنعتُ تفصيلة شخصية ربما . و بذلك يسقط الحذاء من تفكيري في ملابس كل يوم .
لذلك لا أشتري الأحذية لنفسي إلا نادراً . و يحدث ذلك لغرض عملي محض ؛ كأن يكون حذائي الذي أرتديه ظهرت عليه المشاوير المكوكية اليومية - شـِق في الجانب . تآكل في النعل . اهتراء في الرباط ...

***

اليوم صباح مختلف و بطيء . و كنتُ أسير من مكان عملي إلى مكان عملي الآخر . و مررتُ بمحل أحذية كنتُ أراه كل يوم و لا ألتفت إليه . رأيتُ حذاءً بنيِّا
ذو رقبة صوفية و فيونكة من الجانب بنفس اللون و الخامة . توقَّفت بعد الفاترينة بعدة خطوات و عدتُ لألقي نظرة عليه ... كأنني كنتُ أملكه من قبل .

دخلتُ المحل و رحتُ أتجول بين الأحذية و الحقائب ، و رائحة الجلد تملأ أنفي ( و أنا لا أحبها في الحقيقة) لكن الحذاء الذي خطف عيني كان مخملياً وسط كل هذه الأحذية الجلدية اللامعة . و ظللتُ أتجوَّل منتظرة أن ينتهي العامل بالمحل من الصلاة .

لما انتهى أشرت له على الحذاء ، فأخبرني بسعره . سألته إن كان يتعامل ببطاقات الفيزا ، أومأ بـ "لا" . أخبرته أنني سأذهب لأقرب ماكينة و أعود . نظر لحذائي و سألني عن مقاس قدمي . أجبتُ بأنني لا أعرف ، و رفعتُ قدمي للخلف و نظرتُ ، وجدتُ حذائي يقول 37 . ضمَّ الرجل شفتيه في أسف و قال أن هذا الحذاء متوفر منه مقاس 40 فقط . إلا إن أردتُ اللون الأسود منه . و كان ذلك مؤسفاً !

كان ذلك بحق مؤسفاً !

أنه في اليوم الذي أقرر أن أهدي فيه نفسي حذاءً ، يدير الحذاء ظهره لي و يذهب .


Saturday, December 25, 2010

روحـــي الــقــديــمــة


لستُ موهومة ...

لكنه أمر أبسط من أن أصدِّقه ...

لا أدري منذ متى بدأ الأمر ، لكن أشياءً بدأت تسقط من ذاكرتي . يذكرني الجميع بأشياءً كنت أقولها . أشياء كنت أفعلها . أشياءً كنت أصدِّقها و أتمناها . و حين بدأت في الحدوث ، كنت قد نسيتها تماماً .

لم أتذكر سوى بالتقليب في الموسيقى التي كنت أستمع لها منذ سنوات . أنواعاً مختلفة من الموسيقى موضوعة في قائمة واحدة . أتت إلى أذني و حملت معها روحي القديمة . روح لم تغادرنِ ، و لكن ما أراه جيداً هو أنها اختلفت . ملَّت من أن تملك الصدارة . فتوارت عمداً ، بلا أسف .

لستُ آسفة ...
أنا مندهشة !

من أن ما كانت تتمناه روحي القديمة هذه يتحقق الآن أمام عيني و كأنه شيء عادي . و روحي جالسة في المقعد الخلفي تشاهد بابتسامة هادئة . لا حماس . لا فخر . لا حسرة على سنوات الاجتهاد و الركض في كل الاتجاهات ... فقط تشاهد و تستمتع وحدها دون أن تنبهني .

لكنني تذكَّرتُ .

احساس أن حلم يقظة الأمس صار الآن حقيقة منطقية ، أشبه بالحياة في الأفلام .

أنا الآن أعيش في فيلم . فيلم مبهج .

لكنني أكثر سعادة بالتذكُّر عن سعادتي بالفيلم نفسه . و كأنني كنتُ أحب شخصاً منذ سنوات و انفصلنا بهدوء. لكنني لم أتوقَّف عن التفكير به . و قابلني فجأة و دعاني لشرب قدح كاكاو. و بابتسامة هادئة صرنا نتحدَّث ...

و صرنا هكذا ... نتقابل من حين لآخر لنتحدث و نبتسم في أوجه بعضنا . أسعد من أجله لأحلامه التي تحققت ، و يشكرني على أنني من قمت بتحقيقها .

صرتُ أليفة عما مضى ... كما يقول لي من يعرفونني جيداً . و سعيدة بذلك ، و لطالما تمنيته . و أنا مسترخية الآن و أنا أعيش حياة و كأنها أحد الأفلام التي تـُشعر من يشاهدها بالرضا و الخفة و هو جالس مكانه دون حركة .


Tuesday, November 30, 2010

عـــلـــيـــهـــا أن تـــجـــتـــهــِـد ...


هناك كلمة تبحث عني منذ الصباح ،

و لم تجدنِ حتى الآن

...

Tuesday, November 16, 2010

كــَـسـَــل


كـــســـل ، مـوسـيـقـى عـالـيـة ، اخـتـنـاق ...

أظنني سـقـطـتُ فـي الـفـخ الـذي كـانـت نـفـسـي تـهـيـئـنـي لـه مـنـذ شـهـور


Thursday, October 21, 2010

مـنـديـل أبـيـض


لطالما كنت راغبة في الطيران ،
لكنني ، مع الوقت ، اكتشفتُ أن المتعة الحقيقية في أن تمنح الآخرين الخـِفـَّة التي يحتاجونها كي يطيروا ،
بالقرب من الأرض في البداية ،
ثم أعلى قليلاً ، على استحياء ،
ثم تشاهدهم يضربون الهواء بقوة و ييبتعدون .

و حينما ينظرون خلفهم ، يشاهدون المطمئنة الواقفة في أمان على أرض ثابتة ،
تـلـَوِّح لهم من بعيد بمنديل أبيض .

فيقذفوا لي قبلة في الهواء ،
فأتلقـَّفها ، و أضعها في جيبي ،
و أرفع عيني ، من وقت لآخر ، أطمئن عليهم و أنا أتحسس الأرض الدافئة تحتي

...


Wednesday, September 22, 2010

اذهـــبـــي ...


و إذا مـَضـَت الأيام ، فـقـُل لـهـا اذهـبـي ...

ولا خــوف !

و لـِتـَبـقَ أنـت ، يـا مـن لا مـَثـيـلَ لـَكَ ، فـي الـطـُهـر

***

المثنوي - جلال الدين الرومي **

Thursday, September 16, 2010

أمـــكـِـــنــَـــة


إذا أردتَ أن تعرف شكلي ، و تعرف كتاباتي الحقيقية التي أبخل بها على مدونتي ، فأنا هناك
...
http://www.facebook.com/#!/event.php?eid=153232288034088&index=1

و دي فقرة من النص اللي أنا كتبته عن تجربة الجامعة - ما قبل ، أثناء ... و ما بعد !

يللا تعالى
***

كانت مبنية من أجل اليمام و العصافير التي كانت تعشش ، و تبيض ، و تطعم صغارها في أمان فوق المصابيح النيون. و يترك الفراشين شبابيك المدرَّجات مفتوحة طوال الليل حتى تتمكن العصافير من الخروج فجراً من المدرَّجات لتبحث عن الرزق.

كنتُ طوال المحاضرات ، و حتى ساعات الامتحانات كنتُ أنصت جيداً لصوت العصافير الصغار عندما تعود أمهم للعش ، و أركِّز جداً في انخفاض صوتهم التدريجي بعدما ترحل أمهم ثانية.

***

ذات مرة ، حدث و أن تم خلع ستائر المدرجات الخضراء البالية ، و استبدالها بستائر جديدة من اللون البرتقالي. و تم أيضاً تنظيف زجاج النوافذ المغبَّشة. و سبب ذلك الاضاءة رائعة في الظهيرة وقت إسدال الستائر في مقدِّمة المدرَّج كي نتمكن من رؤية صورة البروجيكتور بوضوح. مع ترك الشمس تدخل عبر الشبابيك الموجودة في مؤخرة المدرَّج.

و في محاضرة ما ، كنتُ أجلس بالمؤخرة المُشمسة ، و إذا بعصفور يدخل من شباك في الجهة اليمنى للمدرَّج ، و يعبر طائراً في اتجاه شباك في الجهة اليسرى.

الشبابيك نظيفة...على عكس ما تعوَّدت الطيور. اصطدم العصفور المسكين بالزجاج النظيف الذي ظنَّه مفتوحاً ، و سقط ميتاً على يساري محدثاً ضجة لحظة اصطدامه بالزجاج الذي لم ينكسر ، و لم يتأثر سوى بخط من الدماء الطازجة التي جفَّت و لم ينظِّفها أحد بعد ذلك.


Thursday, August 19, 2010

حــُلــم حــديــقــة الــمــراجــيــح


و كأنه يفهمني تماماً ...

***

أنا في المكان الذي كنت أرتاد عليه مع أسرتي و أنا طفلة . حديقة المراجيح المجاورة لـ "تـكـا" - المنتزه ... التي لم يعد لها وجود الآن .

يجلس أبي و أمي في المطعم ، و نحن نلعب في الخارج حتى حضور الطعام . و أنا كنت قليلة القد ، و لم أتمكن أبداً من اللعب على المرجيحة المألَّفة من أقواس حديدة عالية ، يتم تسلُّقها حتى القمة ، ثم الانزلاق على الماسورة المائلة مثل رجال المطافي . تتمكن أختي الكبرى من ذلك مراراً . و تحاول و تشجِّعني ، لكنني لم أكن خائفة بقدر ما كنت مشكلتي تقنية ...

إلا ذلك اليوم ! تقدَّمتُ ... و تسلَّقتُ ، بصعوبة بالغة ، حتى القمة . و جاء الاختبار الأعظم ... الانزلاق . قفزتُ و أمسكتُ بالماسورة بقوة ، و لففتُ ساقيَّ على الماسورة بإحكام ... فلم أنزلق ... ظللتُ هكذا ... معلقة في الهواء بفعل قبضتي و ساقي .

"سيبي ... سيبي شوية" قلتُ ليدي

و استسلمت و ارتخت قليلاً ... فازلقتُ ببطء ...

شعرتُ بهذا الارتياح الذي يمكنك أن تشعر به و أنت تقود العجلة ... بعد سنين من عدم الاقتراب منها .

و لما نزلتُ للأرض ، نظرتُ للأعلى ، أصابني الدوار . و لما نظرتُ للأسفل وجدتُ يدي قد تلونت بلون صدأ الماسورة .


كان ذلك في الماضي ...
كان ذلك في الوقتُ الذي حققتُ فيه لنفسي نجاحات لازالت حتى الآن تعزز فخري ، و تدفعني للأمام أوقات خوفي ...

كان ذلك في عقلي ... و قد نسيته ...

تذكَّرته بالأمس ، و أنا نائمة أحلم . حلماًَ جميلاً . كفيلم أشاهدته من قبل و لا أتذكره بوضوح .

و كنتُ أنا أنا الماضية ألعب و أنتصر ... و أيضاً كنتُ أنا الحالية أشاهد و أتعلَّم ...

و في الحلم أتتني مكالمة و أنا ألعب ... أسمع الحوار في أذني ، دون أن أعلم تماماً بأي يد أمسك بالموبايل و انا معلقة على الماسورة و أنزلق ...

كان هو ... هو من أحلم به كل ليلة . كـــل لــيــلــة منذ أربعة ليالٍ ؛ مرة أراه و أشير له فيقترب ، و مرة يجلس معي أنا و أصدقائي و أقاربي ، و لا يتحدَّث لي ، فأمازحه فلا يستجيب ... و مرة أراه نحيلاً جداً ، و حليق الرأس تماماً فلا أتعرَّف على شكله إلا بعد ان أمر به و كأنني لا أعرفه ، فأستيقظ ، و يخطر ببالي أنه قد يكون مريضاً . فأطمئن عليه من خلال صديق مشترك ، فأعرف أنه بخير ، فيرتاح قلقي ...

ثم حلم المكالمة و المرجيحة هذا ...

يتكلَّم معي بالانجليزية ، و يبكي . يبكي بحرقة من فقد أحداً من أسرته . لكنني لم أسمع ما يقول تحديداً إلا بعد ان طلبتُ منه أن يكرر .
"إيه ؟ إيه ؟؟ قول تاني "
و بيني و بين نفسي أتساءل لماذا يحدثني بالإنجليزية ؟
لم أُعوِّده و لم يعوِّدنِ على هذا

***

قال ... و كأنه يفهمني تماماً :
"لو كنتِ عايزة فرصة تدخلي
The Amazing Race
الفرصة جاتلك "

و أُعجبتُ تماماً بفهمه لي ، و لأبجدياتي في الحوار مع نفسي ...

كلامه يعني أنني إن كنتُ لازلتُ أنتظر فرصة أخرى تعيدنا لما كان بيننا ، فالفرصة قد جاءت .

و كم أكره أن يفهمني شخص إلى هذا الحد !

و أكمـَل ... :
"صاحبتي عيانة و ماعييش فلوس أجيبلها دوا ..."

أسكت ...

"صاحبتي عيانة ، و ماعييش فلوس أجيبلها دوا "

كل هذا و أنا في الحديقة ألعب ، و توقف عقلي عن التفكير بالمرجيحة الآن ، كنتُ أعلم أنني لا أملك نقود حالياً ، و كنتُ أفكِّر : أين أجد أقرب ماكينة صرف يمكنني أن أذهب إليها؟ كم هو المبلغ المناسب لمثل هذا الدواء ، و لمثل هذه المحنة ، و لمثل هذا العزيز؟

كم ؟ أين ؟ متى ؟

و بعقلي ، أعلم جيداً أنني لا أحب أبداً دور الـ"ســَنــِّيـدة" التي تساعد من كانت تحب من أجل حبيبته الجديدة !
و بقلبي أعلم أنني قد أفعلها ، لو خيَّب عقلي ظنوني . و نام .

و كنتُ أسمع في صوته ، بعد أن توقـَّف عن البكاء ، نبرة من يعلم فرحة الفتاة التي يكلِّمها بعرضه السخي ... دور الفتاة التي وراء الستار ، على رف الخطة البديلة .

و انزعجتُ من سعادتي بعرضه ، رغم يقيني من أنني لن أكمله ... فقط سأساعده و سأتركه يمضي .

***
أما الآن ، فأنا مستيقظة ...

و أنا لا أفكِّر به ...

و أنا نائمة ، يخرج هو من صناديق عقلي و يظهر في خلفيات الأحداث .

"ليه؟ ليه دلوفتي؟"

إنه رمضان يا عزيزي ، أتذكر؟

أنا من تشتري الفوانيس في منتصف الشهر ، و تبدأ باشعالها بجوار الفوانيس القديمة . أتتذكر؟
و لن أفعلها هذا الشهر ... كانت هذه أشياؤنا الني نفعلها سوياً.

كما ترى ، أنا ذاكرتي جيدة ، رغم كل ما يمكن أن يُـقال عن نسياني . و ذاكرتي تتحرش بي من آن لآخر .

تذكَّر جيداً أنني لم أكن لألعب أية من ألاعيب الكر و الفر ... و هذا ما يتركني دوماً خائفة من أن أرسل لك التحيات ، أو الرسالات ...

لا أحب اللعب ، سوى في حديقة المراجيح ...

أما اللعب في العقول و الذكريات ...

لأ ...
***

الآن بعد ان ذكَّرتك ببعض الأشياء عني ... اخبرني و لا ترتبك ، كيف حالك ؟


Wednesday, July 28, 2010

أوي .. أوي


بحب أوي إني أصحي شوية بدري قبل المعاد و أستحمى بمزاج كدة . و لما أفتح ضلفة المطبخ ألاقى علبة النسكويك بتضحكلي . يا سلام . و بحب الأغاني اللي بتعجبني ، و معرفش أساميها . و بحب أشرب لمون . و بموت بموت بموت ف البتنجان المخلل . و لما تنزل صنية الشاي و حد يصبلي كوبايتي . و يا سيدي ... يا سيدي لو حد حطلي سكر من غير ما يعرف إني مش بحط سكر ف المشاريب .

و الحمد لله إن في ناس لما تخبط فيا تقول : سوري و أنا كمان أقول ف نفس الوقت : سوري .. و ف نفس الوقت احنا الاتنين نقول : ولا يهمك . يا حلاوة . و بفرح أوي لما أغير رأيي فجأة و أقرر ماروحش الحتة اللي أنا كنت رايحاها . و بحب أشرب بيبسي و أنا باكل ، و أحس بيها لما تطرطش ف بؤي كدة من أول لحظة . و بحب الشباشب ، و الناس اللي بتلبس شباشب ، و الناس اللي بشحتف بالشباشب . بس كلة إلا إن الواحد يمشي حافي .

و موتي و سمي أصحى م النوم أدوَّر ع الشبشب . يا ساتر يا رب . و الأنيل بقى إني ألاقى فردة ، و التانية تبقى تايهة . لا لا لا . و مش بحب البصمات على أي حاجة ف الدنيا ، شاشة الكمبيوتر أو الموبايل ، و الأرف بتاع الموبايلات التاتش سكريين دي ، ربنا يقرفكوا . و لا البصمات على نضارات الناس ... يا ديني ع الاستفزاز . و مابحبش أبداً أبدأ ، أفتح علبة لبن ألاقيها بايظة ، أو تقع بيضة من إيدي ، و يبقى يوم منيل على دماغي و دماغ كل اللي يعرفوني لو اتكسر مني مج .

لكن بطير بطير بطير زي العصافير لما حد يجيبلي مج . يااااااه . مش ممكن . و كمان بحب أوي أوي أجيب مجات للناس ، ببقى واقفة ف المحل ببص ع المجات و محتارة أكني بشتري خاتم ألماظ مثلاً . ربنا يخليلنا البياعين طوال البال . اللي بيقولوا علينا مجانين ... ربنا يخليهملي . و بحب أوي الناس لما يبقوا جاعنين و يقعدوا ياكلوا كدة بزمة ... ناس شايفة شغلها . كمان الناس لما يبقوا عطشانين و أتفرج عليهم بيشربوا م الإزازة كدة و يقلبوا دماغهم على ورا . و الناس اللي ماتعرفش تشرب من غير كوباية ... بديلهم ضهري ... محناش ناقصينكوا يعني ...

و الناس اللي بتتكلم كتير ف التليفون ، خلاص اتعوِّدت اتجاهلهم ... و ياباي ... ياباي ياختي ع الناس اللي بتتكلم بصوت واااااااطي ي ي ي ي كدة و يحسسوني إنهم بيكلموني ، لكن ف الحقيقة هما بيتكلموا ف التليفون ... و ف الحقيقة لابسين هاند فري و هما مش في العربية ... و ف الحقيقة أصلاً ماعندهمش عربية (أومال جيبتوا أم الهاند فري ليه؟) ليه؟؟؟؟؟ احنا ناقصينكوا ؟؟؟؟ يا ساتر ... و الناس اللي بتأرأد ضوافرهم بفضل بصالهم كدة مستنية أفهم الجدوي من ورا هذه الحركة . و الناس بقى اللي يبقوا ماشيين بالراحة ف نص الرصيف ، ببقى مش عارفة أتصرَّف إزاي معاهم الصراحة ... و غالباً ما بطلع المفاتيح و أشخلل بيها كدة عشان يوسعوا . يعني ... هما ما يقصدوش طبعاً . زي برضة لما أبقى ماشية ف الشارع و حد جي ف وشي و نبقى عايزين نعدي من بعض ف نقف ف خلقة بعض و احنا الاتنين ناخد خطوة ف نفس الاتجاه و نفضل ف وش بعض و خطوة تانية ف الاتجاه التاني و نفضل برضه ف وش بعض . و بعدين نقرر نقف و نسيب الشخص التاني يعدي ... ف نفضل واقفين ف وش بعض ... أظن نتعرَّف بقى و نقف ندردش شوية لحد مانشوف هنطلع من الحفرة دي امتى ...

كلها حاجات جميلة ... تنرفز ... بس جميلة كدة و تضحك الواحد من قلبه ساعات .
هي هي هي ... أنا طلعت هبلة باين ...

و بحب الهُبل اللي زيِّي ... بس الناس اللي بيحاولوا دول ... آدائهم مفتعل كدة و مش مبلوع ... لكن المحاولة أم الخطأ و التعلُّم معلش ...
بكرة يحترفوا و يبقوا كدة ... حبة فوق حبة تحت ...

حسة إني ماقلتش كل حاجة الصراحة ... كله راح من نافوخي و أنا بفكر

يللا كله بيولِّي ... فينك يا متولي ؟؟؟

صباح الفل ع العيون الحلوين

Thursday, July 1, 2010

مـتـعـة الاسـتـسـلام

ممل .. ممل ...
الانسان اللي بيقول ع الملل حاجة مش كويسة ...

أمتلك الشجاعة الكافية للاعتراف بأنني أفتقده.
شعور طاغ . لكنه شعور طيب ، و سهل التبديد ، لذلك يستهويني ...

ممممم ! القليل من الشاي ، و فيلم فرنسي طويل ... لا ، فيلم كوميدي أمريكي . و نور الغرفة مغلق أمام التلفاز ، و نور آخر خفيف من خارج الغرفة . و التكييف مغلق و الشباك مفتوح . و التليفون بقربي ، تحسباً لأي مكالمة عارضة لا تعنيني . و الصوت منخفض . و علبة البسكويت في متناول أصابعي . و ... لا ، كيس السوداني مـُمـَلـَّح أفضل .

ياللروعة ...

ولا تنقـَُل بين القنوات ، كي لا تفوتني الاعلانات .

ما أجمل الإعلانات ، أحبها و على كثرتها لا أتململ أبداً . و الحكمة وراء هذا هي بعد نظر أمي ؛ فقد كانت أمي تسجل الاعلانات على شرائط فيديو ، و تتركني أنا و أختايا نشاهدها باستمتاع ، و نرددهم واحد تلو الآخر ، بينما تفعل هي شيئاً بعيداً عن صخبنا.
تكهنت أمي بأنه سيأتي اليوم الذي تفوق فيه الاعلانات مدة عرض الأفلام و البرامج نفسها ، بل و تفوقها اتقاناً كما هو واضح ...

لم أعد أشاهد الاعلانات إلا في أوقات الملل الجميل ... الملل من هذا النوع .

لكنني في النهاية ، أتاحت لي خبراتي الضئيلة أن أتعلَّم أن للملل يد تصل لكل أشيائنا . و لا مجال للاختباء . لذا كان عليَّ أن أتعلَّم كيفية الاستمتاع . و متعة الاستسلام . للقوى الأفرض سلطة ...

أنا أرى أنني ، كغيري من الفتيات ، عليَّ أن أسلّم بأنني لستُ خارقة القدرات ، و أنني مهما ظننتُ أنني صاحبة السلطة على نفسي ، فأنا تحت سيطرة قبضة من حديد . لن تتركني أحيد عما تريد ...

فأنا مملة ، ضيقة الخلق ، و صعبة المِراس ... أوقات معينة .
و سعيدة ، خفيفة ، و هادئة ، ... أوقات أخرى .

هي أوراق النتيجة الشهرية التي تقرر ، أيام مشعة و رائعة ، أربِّتُ على أكتاف الجميع ... و أيام أخرى غاضبة ، أنفث نيران من أنفي ... و فيما بينهم ، أيام مملة يتعذَّر الاستمتاع بها .

ذلك الملل الهادئ الطيب ...
أراه يلوح لي من بعيد ...

Wednesday, June 23, 2010

ألــطــف مـِمـَا يــجــب


دائماً الأمر ، في وقته ، أقل سوءً مما كان متوقعاً .

لكن كفى ...

ألستُ دائماً أقل غضباً قليلاً مما كنت أتوقع ؟

كان عليَّ أن أكون غاضبة كالنيران ، و متعجبة مما أقول و مما أفعل.

لكن في الحقيقة ... هذا لم يحدث . لا أعلم السبب .

لكنني راضية . و ابتسم لنفسي من حين لآخر ، كلما آلمتني أحشائي و انقبضت

Sunday, June 20, 2010

آ... نعم ، أسـمـعـُك


لا يأخذ أي منكم كلامي على محمل الجد . فأنا منشغلة طوال الوقت بمشاويري و اتصالاتي بآفاق الغرباء الأخرين . لا أشعر بالبرد الآن ... و لا يضيق صدري بالحر ... لكن تلك قصة أخرى .

إن تحدثت إليَّ مرة من قبل لعلك تعلمت أن تتحدث معي بسرعة ، و لتقلل قليلاً يا أخي من الجمل الاعتراضية ، و أبطيء قليلاً من القـفـزات بين الموضوعات ، حي لا يضيع من عقلي الخيط ...

آ ...

أنا لست هنا الآن ..
أنا أحلِّق فوق الجميع في فقاعة الصابون . و داخلها أتأرجح و أنزلق ...
أنا أسبح في الحليب هناك . لا تذهب ابتسامتي ، و لا يسحب أحد من فوقي غطاء الأمان.
فإن إراد أي منكم أن يعبث بعقلي ، فهنالك الكثير من الطرق الممهدة . لا عقبات ، لا ضرورة لعمل الحيل و للتلاعب و التفكير الكثير . فقط هنالك ضريبة صغيرة ...

آ...
أنا لا أعرفها في الحقيقة .

هل من الضروري أن يكون هنالك شيء لا بد منه معي ؟

Sunday, June 13, 2010

مـــســـاحـــة للــذاكــرة للــتــنــفـُـس ...


أجل ...
صدق مَن قال أن تذكـُّر الأشياء أمر معقـَّد جداً ...
أكثر تعقيداً و ألماً من النسيان .

لكنني تذكّرتُ شيئاً تركني سعيدة ...

تلك المرة التي سرت معي فيها إلى السيارة و كنتُ قد قررتُ أن نفترق ...
أتــَذكــُر كيف كنتُ ؟
كم بكيتُ ؟
شكل وجهي ؟
و ماذا فعلتُ بعدما ركبتُ السيارة و قدتٌ قليلاً
... و ابتعدتُ ؟

أتذكر أنني انتظرتُ على جانب الطريق كي تلحق بي ؟
كنتُ أنظر لك في المرآة و أنت تنظر إلى انتظاري و تقترب بنفس خطواتك ، ولا تسرع ...
أتذكـَّرُ جيداً !

كما أتذكـَّر جيداً ما قلته عندما وصلتَ للسيارة ،
و انحنيتَ على النافذة بجواري و و قلتَ كلمتك !
في حضرة دموعي و ألمي ...
كان ردُّك :
"كنت متأكـِّد إنك هـــَـتــُـقــَـفــي !"

إلى أي مدي يمكن لهذا الرد أن يكون مؤلماً ؟
إلى أي مدى يمكن لعقل أن يبدِّل قرار بقرار بعد سماع هذه الكلمات ؟

أتذكـَّر جيداً يا عزيزي ...
أتذكر عدد الفرص التي شاهدتك تبددها
واحدة ، تلو الأخري
دون تفكير ... دون نظر

ذاكرتي جيدة يا عزيزي ...
كُن مطمئناً دائماً ... و اترك لنفسك مساحة للتنفس

Monday, May 31, 2010

أنا و "آدم" ... ربـمـا فـي عـالـم آخـر


قال الإله إلى "آدم" : أنا يمكنني أن أخلق لك الوليف المناسب تماماً. الوليف الذي سيجعل منك رجلاً سعيداً مكتملاً دون تعقيدات أو مساومات. لكن ذلك سوف يُكَلِّفك ذراعك و قدمك.

ردَّ "آدم" : و ماذا يمكنك أن تخلق لي مقابل ضلعي؟

...

هذه هي الدعابة الأبدية التي أحاول جاهدة أن أقنع نفسي أنني لا أفهمها.

***

دون تعقيدات ، أنا أشعر بسعادتي في وقتها. لا بعد أن تزول. و ذلك أتاح لي طوال الوقت أن أعلم أين أنا. و ماذا أريد. و ما في يدي أن أفعل إن لم تسر الأمور كما يجب.


لم أكن سعيدة مع "آدم". تلك هي الحقيقة التي لم أراوغ نفسي كي أصدِّقها. كنتُ أراها و لم أهرب منها. فقط عزَّيتُ نفسي بما تعلَّمته من قبل مراراً.

- الرجل ، حين أحبه ، لا أمنحه قلبي فقط...و إنما القدرة على أن يكوِّره و يطوِّح به في وجه الحائط.

- الرجل الذي يعلم جيداً كيف يخطف أنفاسي و يسعدني ، و يرفعني بأجنحة تجعلني ألامس السماء...هو نفس الرجل الذي يعلم جيداً كيف يُنِزل بشَعري إلى التراب!


قلت لنفسي أن "آدم" يفعل ما يستطيع. و انه ، على الأقل ، به من النظافة و الطيبة ما يكفي كي يجعلني أطمئن له ، و"لا أُخبيء له سكين وراء ظهري" ... كما كان يقول.


"آدم" كان هادئاً. ذلك الهدوء الذي يمكن بسهولة أن تعلم أنه ليس وليد السكينة بالضرورة. لكنه شيء من عدم الاحساس بالأمان ، و أنه طوال الوقت ليس لديه شيء يقوله. فالكلام ممارسة كما أعلَمُ جيداً. و للصمت أيضاً طرقه في الاقناع و ملئ الفراغ. لكن ليس صمته. فصمته لم يكن صمتاً متكلِّماً. كان صمتاً مملاً بالطبع... و لكنني مليئة بالصخب الذي يُسلِّيني و لا ينتهي. و بالضرورة كان يمتعه و يعطيه الأمان الذي يريد.

***

في فيلم "I heart Huckabees" هنالك شخصية الشاب المتكلِّم المسلِّي الذي يحبه كل أصدقاؤه. و الذي دائماً لديه حكاية أو موقف مضحك كي يرويه. منهم موقف يحكيه عن صديقته المشهورة التي لا تحب المايونيز و أنها لا تأكل سندوتشات سلطة الدجاج بسبب المايونيز. فذهب هو أحضر لها سندوتشات تونة و أخبرها أنها لا تحتوي على مايونيز. و كي يجعلها تصدِّق أخبرها أنه لديه حساسية من المايونيز(و كان يكذب) و أكل أمامها سندويتش. فاطمأنَّت و أكلت سندويتش و نصف حتى شبعت ... قبل أن تكتشف أنها كانت سندويتشات سلطة دجاج بالمايونيز.


بعيداً عن الحكاية نفسها ، الشاب اكتشف ، . بعد أن كان أحدهم يُسَجِّل له أحاديثه ، أنه يكرر نفس الحكاية ولا يحكي غيرها. مراراً و تكراراً. و أثناء مشاهدة الفيلم يمكنك أن ترى كيف يحكيها للناس كل مرة و كأنه يحكيها لأول مرة.


"آدم" الصامت لمَّا كان يقرر أن يتحدَّث أو يمزح ، كان يحكي نفس الحكايات. مراراً و تكراراً. كان الأمر مضحكاً في البداية. مع الوقت صارت الحكايات و طرق المزاح المحفوظة لا تضحكني لمحتواها ، ولكن لأنني رأيتُ أنه لا يلاحظ أنه يكرر. و كان شيء صادم أنه لم يلحظ ذلك. و ظلَّ يكرر. تماماً كالشاب و حكاية سندويتش سلطة الدجاج.


أشهرهم حكاية ابن عمه الكندي و زجاجة المياة المعدنية. و أيضاً حكاية الذهاب للجامعة في الصباح الباكرو الموظَّف الذي يسأله عن الكارنيه في هذا الوقت. "هو أنا إيه اللي هيدخَّلني الكلية دلوقتي؟ داخل أصتاد؟"

و يزيد عليهم اثنان أو ثلاثة. هو يعلمهم جيداً. و أعجبه أنني أبتسم كل مرة. إلى أن أخبرته في المرة الأخيرة بكل ملاحظاتي.

الأمر كان ملحوظ فعلاً بحكم أنني أتواجد معه كثيراً. أنا أحترم الدعابات ، و لم تحدث مرة أخبرني أحد دعابة لم أضحك عليها. لذلك فأنا كنتُ أضحك على مزاحه القليل ضحكة من ليست بيدها حيلة لتجعل حبيبها ينطِق. لكنني في النهاية مللتُ.

***

صمته طوال الوقت ، في البداية ، كان يريحني كنوع من أنواع أسبرين الصداع. و أنه على الأقل لا يحاصرني و يلاحقني كّظِلِّي في كل مكان و يطاردني بمكالمات آناء الليل و أطراف النهار. ولا يغار أو يثير المشكلات. و لا يحتاج هدهدة من أي نوع... ثم رأيتُ مع الوقت أن من فرط تناوُل أسبرين الصداع ، يصبح الأسبرين نفسه هو ما يسبب الصداع.


و أصاب رأسي الصداع !

تحاملتُ على نفسي لفترة. و استسلمتُ للعصبية التي يسببها الصداع لفترة. ثم أُرهقتُ و قررت أن أغلق عيني و أنام قليلاً. و طلبتُ منه وقتاً مستقطعاً كي نرتاح من بعضنا قليلاً. فالملل يملك يد تصل لكل أشيائنا. و توقَّعتُ منه التفهُّم ، و رأيتُ علي يديه كيف يمكن لهؤلاء الذين ينقصهم بعض الاحساس بالأمان أن يعافروا و يتملَّصوا من قبضة القرارات الحاسمة. بنفس القوة التي كان يقاومني بها القِط الذي كنتُ أُرَبِّيه حين أحاول أن أجهِّزه للاستحمام.


تملَّص مني. و علَّق الأمور على شروط . إما العودة لما كنا عليه ، أو الرحيل نهائياً. و أنه لن يهادن لأي فترة دون أن يعلم ما قد أقرره أنا في فترة الهدنة. و كان ذلك مؤلماً. و غير متوقَّع من ولد مثله أن يُشهِر الأسلحة في وجهي. و رغم أنني كانت لديَّ أسلحة كثيرة يمكنني أن أبارزه بها ، كما يعلم هو جيداً ... إلا أنني لم أفعلها وقتها . قلت له أنني أهادنه و أخبرته أن يفعل ما يريد...


كان مغروراً. مغروراً في قاع القلب ، ولا يظهر ذلك كثيراً. لكنه لمَّا يظهر ، يظهر لي وحدي ... و في أوقات معينة. لكنه كانت لديه العادة التي أحببتها جداً و التي ، بدون مبالغة ، لم أرها في شخص من قبل-كان يراجع نفسه ، و يغيِّر قراراته بعد التفكير. و لا يكابر. ولا يتمكن الغرور منه للنهاية أبداً. كي أكون عادلة.

و بمكالمة في وقت غير متوَّقع ، يباغتني بـ : "أنا فكَّرت!"

و كان قد فكَّر جيداً ، و قرر أنه من مصلحتي و مصلحته ... أن أذهب للنوم حتى أنال كفايتي منه.


"آدم" كان طيِّباً. و أحبَّني. كان يحب كرة القدم أيضاً ، و يتابعها ، و يجلس كثيراً على المقاهي. و كانت تلك الصفات تستهويني. و تشعرني ببساطته عندما قارنته بالآخرين "الفنانين" و "القراء" و "المثقَّفين" و "الرومانسيين" ، اللذين لا تهمهم هذه الأشياء كثيراً ، و يعتبرونها تفاهة.


أعطيته دبارة كنتُ ألفها حول رسغي و أنا في الثانوية ، و أعطاني هو سلسلة فضية على شكل عصفور يقف في أرجوحة على شكل قلب. و عندما أهديته محفظة ، أهداني عروسة على شكل ضفدع وردي – أمدُّ كفي داخله ، فيفتح فمه و يخرج لسانه. و في عيد مولدي أهداني تي شيرت مكتوب عليه "طالل علينا قمر" ، و في عيد مولده أهديته شاحن بطاريات لكاميرته. أهديته البون بون ، جلب لي علبة ألوان خشبية و كراسة تلوين. أهديته قبعة في عيدنا السنوي ، أهداني شالاً و دلاَّية و شيكولاتة و روايات. جلب لي فانوس رمضان ، و أعاد عقد حبات سبحتي الحمراء في نفس الشهر. و في عيد الحب ، أهديته عطر ، فأهداني حذاء ... فارتديته و ذهبتُ .


كانت به كل الأشياء التي تمكِّنه بحق من قلبي. لكنني ، و ذهني واعي تماماً ، رأيت انني صديقه (مع حذف تاء التأنيث بحرص بالغ). و أنا لا أمانع هذه المكانة الحميمة التي يخص بها ولد فتاة مثلي. و يمكنني أن ألعب هذا الدور جيداً و أسعد به مع "صديق". لا حبيب برتبة صديق.


عندما كنتُ أمِدُّ يدي كي أمسك بيده كان يلف أربعة أصابع فقط حول كفي بينما يفرد الخنصر بعيداً. كأنه يمسك منديلاً انتهى من استخدامه لتوه ولا يريد ضمه إلى بطن كفه . و لمَّا تكرر الأمر ، لم أعُد أفعلها. صار عندما يمد يده ليمسك يدي ، أسبقه و ألِّفُ ذراعي حول ذراعه... و أنتظره أن يثني ذراعه ، لكنه كان يتركه مستقيماً. و نسير هكذا-أنا ذراعي ملفوف حول ذراعه ، و هو ذراعه مستقيم.

ماذا ترى في ذلك ، "آدم"؟ هل ترى فتاة تحاول أن تمسك بك؟


و بالطبع لا رسائل قصيرة تحمل حبه لي ، و تُشعرني أنني في ذهنه. ولا تعليقات من أي نوع على ألوان ملابسي ، ألوان مكياجي ، شعري .. أو حتى ملاحظات على كلماتي ، حركتي ، ضحكتي ... لا شيء على الإطلاق كان يستدعي أي تعليقات.

و لا زهور بالطبع... فهو يراني غير كل الفتايات. أنضح من أن تسعدني وردة!

هكذا كان "آدم" صديق جيد. و أخ كما قال الكتاب...فيما عدا ذلك ، كانت أشياء أضيفها أنا كي أقنع نفسي أنني سعيدة. ، كنت أزيِّنه و أزيِّن علاقتي به تماماً كما تزيِّن أمي بزهرة الأماكن الخالية من الفساتين.

***

كنت بانتظار تلك المرة التي سيأتي لي فيها يتحدَّث معي عن أمر حدث له في حياته و يزعجه ... أو يُسعِده. أي بوح من أي نوع. و ظللتُ مُنتَظِرة إلى أن نسيت هذا الأمر نهائياً. و توَقِّفتُ عن الانتظار دون شجار أو مقاومة. أصابتني عدوى الصمت. لا صمت السكينة ، و لا صمت مَن لا تعرف ماذا تقول ... و إنما صمت اليأس.


كانت أمور مُحزِنة. و ما يجعلها كذلك هو أنها غير مقصودة. و ما يُشعِرني بالألم أكثر من هذا و ذاك ، هي أن هذه الأشياء لا يمكنني أن أُعلِّمها لفتى كما علَّمته أمه كيف يأكل بنفسه. لِمَ عليَّ أن أعلِّمه كيف يُبدي لي أنه متمسِّكاً بي. و أنه يريدني كما أريده؟ ألأنني قررتُ الارتباط بطفل صغير؟ أم لأنه رآني أنضج من الأخريات ، و لن أتوقَّف عند هذه الصغائر؟

سواء كان هذا أو ذاك ، هو لم ير أي شيء. و كنتُ أتكلِّم و أُحذِّره ، إلى أن أصبحتُ ثقيلة الظل بالشكوى. فتوقَّفتُ عن الكلام. و هو لا يشعر بالرمل و هو يتسرَّب منه و هو يمسك به بأربعة أصابع. "آدم" كان سعيداً. و أنا كنتُ ، في هذه العلاقة ، وحدي لفترة طويلة قبل انتهائها. لذلك لم أنهار و أكتئب. و لم تشتكي مني صديقاتي بأنني فقدتُ هويتي و لم أعد صديقتهم التي يعرفنها.


و الآن ... طوال الوقت ، و بدون أن يطرأ أي تغيُّر على مَن حولي ، أشعر أنني مرغوبة فيَّ ... و أنا لم أشعر بذلك الشعور منذ بدء علاقتي بـ"آدم". و لم أعد أشعر و كأن جميع جيراني ، و صديقات أمي ، و آباء صديقاتي ، يمكن أن أراهم صدفة في الطريق ، و يُفضح أمر علاقتي بـ"آدم". صرتُ أسير في الشوارع و أنا أعلم أنني لستُ متأخِّرة على شيءِ ما ، كما كان الشعور يحاصرني من قبل. لكنني أتذكَّر لحظات معيَّنة بيني و بينه. و أسعد بها. و أعود أتذكَّر آخر أيامنا سوياً ، فأغلق عيني ، و أدير رأسي في الاتجاه الآخر. "أنا ليه عملت كدة بس!"


و تعلَّمتُ ألا أجبر قلبي على اتباع عقلي. و أنني عليَّ دائماً أن أستمع جيداً لإجابتي على هذا السؤال : "أنا مبسوطة ولا لأ؟"

الأمر كان بهذه البساطة. و هذا هو الدرس الجديد الذي أضافه "آدم" لي. و قد كان أبسط من أتَّخذه بجديَّة.

لكنني في النهاية لازلتُ كما أنا - أكثر جدِّية مما تتطلَّبه الحياة. رغم كل ما قد يبدو عليَّ من سخرية و استخفاف. أنا أعرف رأسي جيداً!


و أشعر بالألم من حين لآخر. في النهاية أعود و أفكِّر في أنني إن لم أكن أحببته ، فلماذا يتراءى لي وسط الشباب الذين يعبرون طريق الكورنيش جرياً؟ و حين أُمعِن النظر فيهم ، و يظنونني معجبة بهم. فتلمع عينهم و تثبت على عيني للحظات ، فأكتشف أنهم ليسوا "آدم" . ثم يعبرون بأمان من أمام سيارتي ، و يتركوني و يمضون.


و لماذا أبكي كثيراً في كل الأفلام التي أدخلها ، حتى و إن كانت نهايتها سعيدة؟ لماذا كل يوم ، و أنا عائدة إلى البيت ، أرفع عيني إلى البلكونة و أنظر لنبتة مسك الليل التي ارسل بها إليَّ ليطلب مني أن أُعيدُ النَظَر في أمر فراقنا؟


اليوم و البارحة ذهبتُ إلى جامعته الساعة الثالثة ظهراً ، و زرتُ الأماكن التي كنتُ أنتظره بها بعد امتحاناته - مكتبة "الطبيب و المُهندِّس" التي كان يبادلني الجميع نظرات ريبة من وقفتي أمامها. و كأنهم يعلمون أنني لا أنتمي إلى هنا.

و تذكَّرتُ فجأة أيام ما كانت أمي تأتي لاصطحابي بعد امتحاناتي – تركن سيارتها أمام المكتبة ، و ترفع نظارة الشمس أعلى رأسها فترفع قُصتها لأعلى و تكشف عينها عن نظرة القلق عليَّ.

أهدأتُ من سرعتي كأنني أبحث عن مكاناً أركن فيه و توقَّفتُ تماماً أمام المكتبة. بينما أنني في الحقيقة أردتُ أن أراه من بعيد.


رفعتُ نظارة الشمس إلي أعلى رأسي كي أرى جيداً مَن في داخل المكتبات المزدحمة. و عيني تنظر و تبحث ، و تتجاهل نظرات من يعلمون أنني لا أنتمي إلى هنا. و تذكِّرتُ المرات التي دخلتُ هذه المكتبات معه أوقات الامتحانات ، و كانت المكتبات تختنق برائحة عرق جميع من فيها. لكنني كنتُ هادئة و راضية. و سعيدة بصحبتي له.


كان ذلك منذ زمن. أو لعله يبدو لي كذلك فقط. فأنا أرى بعيني كيف ساءت الأمور بيننا ، و أعلم أين تجاوزتُ حدودي ، و أعلم إلي أي مدى كان عليَّ أن أُجِنُّ و أغضب كي يستمع هو لما أريد أن أقوله. و يتخذه بجدية. و أعود و أقول أنه لم يكذب عليَّ. و لم يعدني بغير ذلك. و لم يبدُ عليه أي قدرة على أن يعطي أكثر من ذلك. أنا من كانت تزيِّن القصة بكامل رغبتي في الخوض في الوهم.


إنه "آدم"! الولد الطيب الذي أحبَّني...دون شوائب أو تعقيدات. أو محاولات للإرضاء. و قد كان عليَّ أن أرفض كل محاولاته في العودة قبل أن يتحوَّل الأمر إلى مسرحية سخيفة. قد يحدث و أن تُكتَب لنا حكايات نَعِشها سوياً ، و نعش بها كل ما لم نعشه هذه المرة...


في عالم آخر ربما ... لا أكن فيه بنفس الحساسية ، و لا تكن فيه بنفس الجمود! لأنني لم أتمكَّن من انقاذ هذا العالم يا عزيزي. لا بفقاعات اللبان التي أصنع ، و لا بالبوسا نوفا التي أسمع.


لعلك تفهم ما أقصد!

Monday, April 26, 2010

لــســـة شــويــة


السبت فات ،
والحد فات ،
و لسة بكرة يوم التلات ...

يا اسبوع خليك صاحبي شوية !
اتلحلح بقى !

نفسي أغمَّض عينية ...
ألاقينا الويك إند إللي جاية

Friday, April 23, 2010

صــيــاد الــيــمــام








شفت إمبارح فيلم "صياد اليمام".
مش معقول كدة ...
كل شوية ينزل ف السنيما فيلم روعـــة ، و يختفي من غير ما حد يحس بيه . و يتم تقديره بقى بعدين ... على بلوج اسمه قهوة زيادة مثلاَ . أنا عن نفسي سمعت عن الفيلم إنه مش أد كدة . و أنا ماكنتش مصدقة الصراحة رغم مصداقية المصادر .
أنا كنت شفت أغنية "البرقوق" بتاعة الفيلم اللي بتقول :
يا طير يا طاير و مقرَّب ع المية ،
أنا طير و إنت طاير و مقرب عليا
و شفايفي حب البرقوق ،
دوقني يا حبيبي و دوق ،
نسيني و أقوللك تاني ،
ولا تشبع من بحر حناني ،
ولا نشبع سوا من البرقوق

جالي تصور عن طبيعة الفيلم ، و مقدرتش أكدَّبها بصراحة .
الفيلم استهلك مني ساعة إلا ربع تحميل ، و ساعة و خمسين دقيقة مشاهدة . و حوالي ساعتين تأثر بعد المشاهدة .
و كان يستحق كل ثانية ...

القصة تدور حول "علي" (أشرف عبد الباقي) الذي كنتُ أنا الشاهد على الظروف التي جمعت أبيه و أمه معاً و جو طفولته ، التي لم تكن سيئة اطلاقاً ، و تلطمه في مراهقتة و شبابه ... كل ذلك في جو من الرحابة و الهدوء يضيفها صوت "أحمد راتب" الذي كان يسرد.

كل اللي أنا حسيت بيه هوة إنتي كنت راكبة قطر . و ف كل محطة يركب بني آدم و يقعد جنبي و يحكيلي . و يعلمني ... يغيرني . و يسيبني و ينزل . و أكمل أنا ، يركب حد تاني يتكلم معايا و شوية و ينزل ...

بدأت بالأب (أحمد كمال) اللي كان عامل ف السكة الحديد أيام جمال عبد الناصر. و اللي كان بيحب عبد الناصر جداً.
رجل وحيد و هادئ . اتجوز من جنات (دنيا) (اللي أنا بيتهيألي قامت بأجمل دور أنا شفتها فيه لحد دلوقتي) . ظهرت ف حياته على شط النيل ، شافها قاعدة افتكرها جِنِّية ... و أنا كمان كنت متخيلة إن ف مرحلة ما ف الفيلم هاكتشف إنها مش حقيقية ، و إنها من صنع خياله . و دة كله من تأثيرها عليه ، و أد إيه هوة حبها .
و كان صوت الراوي بيقول إنها كانت "مخاوية" أو راكبها عفريت . و بتظهر في لقطات بتجيلها نوبات شبه نوبات الصرع كدة. لكن بهدوء كان جوزها بيهديها و بيكبَّر ف ودنها و بيصرف العفاريت .

و خلِّفوا "علي". اللي بظهوره أنا إتأكِّدت إن "جنات" حقيقية مش حورية من حوريات النيل ولا حاجة . و كان احباط بالنسبالي .

و بيكبر "علي" في حنية أمه و هدوء و مسالمة أبوه . اللي ف يوم م الأيام هيفكر يسيب كفر الزيات و يروح اسكندرية... لكنه ف الحقيقة عمره ما هـَيـُقـدِم ع الفكرة دي. لأن تركيبة شخصيته كدة مش الشخص اللي ممكن بسهولة يتحرك لمكان جديد و يبتدي حياة جديدة. و مراته كمان كانت خوَّافة .
و هما الإتنين كان عندهم أمل ف عبد الناصر. و ف إنهم ممكن يكتبوله جواب و يستنوه ع المحطة لما ييجي كفر الزيات و يقولوله اللي هما نفسهم فيه من أمنيات بسيطة . و أمنية "علي" كانت إنه يروح "استنكرية يا ريس .. استنكرية يا ريس !"
و كان "علي" بيفكر ف أبوه على إنه حاجة كبيرة أوي . إنه هوة اللي بنا السكة الحديد دي كلها ، عشان عبد الناصر يروح و ييجي عليها .

بيموت الأب و الأم بتتجوز العم ... اللي بيرفضه "علي" بطبيعة الحال. و بنشوف العم ف لقطات بيضرب الأم . و لما بيدخل "علي" يحميها ، كان بيوقعه ع الأرض ... و على غير المتوقع بيبطل ضرب فيها و بيروح يقوَّم "علي" من على الأرض . و بنعرف إنه كان بيضربها عشان العفاريت تطلع منها .
و بتموت الأم . و بيتغاظ "علي" من لا مبالاة العم ، أو بيتخيل إن العم هوة اللي قتلها مثلاً ... و بيهجم عليه بيضربه و بيهرب م البيت ، و بيروح على اسكندرية . أنا و أنا بتفرَّج ، كنت متقبلة شخصية العم . كنت شايفة إنه طيب ، لكن بس كان مختلف عن الأب اللي مات .

بيروح اسكندرية بيقابل الراجل بتاع البيانولا ، اللي هوة أصلاً ساحر ... فاشل . و بيبقى شخص حساس أوي . ساب فيا أثر. و "علي" هيشتغل معاه بلياتشو . و شوية و بيسيبه و يمشي .

و بيروح يشتغل ف مغزل قطن . و بيتعرف على "الشهاوي"(طلعت زكريا) اللي هيكون صاحبه و اللي هيعلِّمه صيد اليمام . و هيسيبه و يسافر . بعد ما هيكون علمه حاجات كتير غير صيد اليمام. و هيفضل "علي" يتنقل من شغل لشغل ، و بينهم هيصتاد يمام .

و هيسيب "علي" المغزل و يشتغل كمسري ، و هيقابل "سماح" (علا غانم) و هيتجوزها . و هتفضل تشتكي من كونه كل شوية يسيب الشغل ، و كل شوية يروح يصتاد يمام . و هنعرف إنه خلف ولد اسمه يحيى هيموت و هوة طفل . و هيخلف بعده ولد تاني هيبقى قاسي معاه .

و هيقابل و هوة بيصتاد (لطفي لبيب) اللي بيحكيله حكايته .

و الشاويش "موسى" (صلاح عبد الله) و دة حكايته حكاية هوة كمان .

و "هند" (حنان مطاوع) ... مش كدة . مش كدة اللي بتعمله حنان مطاوع ف الأدوار الصغيرة اللي بتعملها . مش معقولة التمثيل. مش كدة !
حكايتها هي و أمها و أبوها ... و الشاويش "موسى" ... و "علي".

***

أنا عارفة إني حرقت الفيلم و الحمد لله !

بس المفاجأة إن أنا مخبية حاجات كتير. أو بمعنى أصح ، مقولتش أي حــــــاجـــــة من الحاجات اللي أنا وفقت عندها ف الفيلم و اتأثرت !

لكن سر الفيلم مش ف الحكاية ولا ف كل الكلام دة . ف الحالة كلها . الموسيقى و كلمات الأغاني (كوثر مصطفى) و الأداء(نهال نبيل) و (محمد محي) ... و التصوير (رمسيس مرزوق). حد يقول للراجل دة كفاية ، كل كادر ف الفيلم بيتكلِّم . شوية شوية هطفي الصوت و هقعد أتفرج بس !!!

كل شوية كان في احساس جميل بالأمان بيهجم عليا من فكرة إن كل الناس عبارة عن محطات . و اللي بينزل منهم مش بيرجع تاني ، لكن بيفضل ف قلبي . و احساس إن الحياة مش بتقف عن حد . ولا حتى عندي أنا ... .
و اللي أنا مش فاهما بقى بجد حاجة ملهاش أي علاقة بأحداث الفيلم ... إزاي أبو علي. اللي هوة الممثل الرائع (أحمد كمال) مش مكتوب اسمه ف التتر. في حين إن (عبد الله مشرف) كان دوره أصغر بكتير جداً و اسمه ظهر ف التتر. أنا مش فاهمة بصراحة . و معظمنا كمان منعرفش حتى الاسم ، لكن هو اللي ف الصور اللي فوق بيبص ف المراية ، و قاعد مع (دنيا) على محطة القطر.

هوة برضه عامل زي حنان مطاوع كدة . بالأدوار الصغيرة اللي بيعملوها ، بيلعبوا بينا لعب .

بعد الهدَّة دي كلها ، بقول بكل فخر ، إن دة فيلم خلاني أعيط .
... و لمدة طويلة كمان .

بس خلاص
***

Saturday, April 17, 2010

عـشـيـة عـطـلـة نـهـايـة الأسـبـوع


آه ...
ماذا أفعل بنفسي الآن ؟
استفرد بي الجوع عشية عطلة نهاية الأسبوع .
...
لا أحد هنالك من أجلي طوال الأسبوع.
إلى ان يأتي يوم الأحد.
...
يقولون أن يوم الأحد يـُنـَظـِّف الصدأ كله من علينا ،
و هو أيضاً اليوم الذي يطعمنا جيداً ...
...
لا معني لي ، أو لك ...
بدون عطلة نهاية الأسبوع .
...
ألا أيها الأسبوع الطويل ،
ألا انجلِ

Wednesday, April 7, 2010

الـصـابــون يـقـتـل




تعال قبل انقضاء الشباب ،
و موت الحب ،
و انقطاع الرجاء

***



Download

Monday, April 5, 2010

إن كـنـتـي شـاطـرة...


أصل أنا مجنونة ...

مجنونة !

مختلة و مش موزونة .

***

و إن كنتي شاطرة ، هتعرفي ...

Tuesday, March 30, 2010

طــعــم الإســفــنــج


قد نصل بأنفسنا لمرحلة من العدالة نتمنى فيها لأنفسنا المزيد مما يؤلمنا . إلى أن نتعادل مع أخطائنا. و نمضي في طريقنا دون ديون نسددها .

***

- "ليه بقى لما بيجيلي أي اكتشاف بكتبه بصيغة الجمع ، و كأنه بتاع كل الناس ؟؟ أنا بتكلِّم عن نفسي ... ماليش دعوة بحد."

وصلتُ لمرحلة من العدالة تمنيتُ فيها لنفسي المزيد مما يؤلمني. إلى أن أتعادل مع أخطائي. و أمضي في طريقي دون ديون أسددها .

و قد ذقتُ طعم حياتي الحقيقي .

***

الآن ... لا أحد يريد أن يتحدث إليّ. أسأل الناس عن أحوالهم ولا يسأل أحد عن أحوالي . لا يتصل بي أحد ، و يغلقون الخط في وجهي وقتما أتصل ... و الأروع من كل ذلك ، أنني أتقاضى أجر بالساعة على كل ذلك .

و أجلس أجري الاتصالات بالتسعة ساعات و أكثر .

نسيت اسمي الحقيقي . و صرت أوقِّع أوراق العمل باسمي الأمريكي . الذي أرى أنني كنتُ أحمله منذ بداية التفاتي لأفلام الكرتون الأمريكية .

"This is Sara Simpson From MetLife Insurance San Diego. Would you Be Interested to Hear an Estimation on Life insurance For Yourself, Sir? "

معظمهم يحاولون أن يكونوا لطفاء . و بعضهم ينجح في الحقيقة . و البعض ، يغضب . و يسب . و يعاود يعتذر و يقول أنه غير مهتم بالتأمين على حياته لأنه بمفرده . وحيد. لا أطفال . لا رفيق. لا شيء يطيل صلاته من أجله . و يظن أنه سيموت على مضض .

أمام الشاشة الملونة ، و تحاوط رأسي السماعات ، و يباغتني المايكروفون أمام فمي بقبلة لا تحدث أبدأً . أجلس ألاعب الناس من بعيد . أقطع حبال أفكارهم . أقطع عليهم ساعات الغذاء و الاستراحة. أعرض عليهم شراء تأمينات على حياتهم باهظة ، كي يتمتع بعدهم أبنائهم و زوجاتهم بحياة رغداء.

"I've all the Life Insurance I Need on Me Right now. That Will Make My Family Happy For a Hundred Years to Come."

أشفق عليهم ،و من ردود أفعالهم التي تستهلكهم. و أضحك منهم.
"هدِّي نفسك شوية يا عم الجاح !! كل دة عشان ضيعت دقيقتين بتتكلِّم معايا؟...ياخسارة الرجالة. "

و أتقاضى أجري ف النهاية .

و أرتشف الشيكولاتة الساخنة . و أضحك لأتفه الأسباب. و في استراحتي ، أعدُ لنفسي الشاي بالحليب ، و آكل كيك. و أقشِّر بالبرتقال لكل أفراد البيت. و أتسلى و أنا أتحدث للمتدربين الجدد ، و آكل شيبسي بالخل و الملح .


"أنا رأيي الشخصي ... إحم ... إن دة هوة أحلى شيبسي حصللي ف حياتي."

و حينما أرد على مكالمات أصدقائي أثناء ساعات العمل أبدأها بـ ...
"Hello! This Is Sara Simps...لا يا شيخة؟؟"
***
سارة سمبسون عادلتني مع أخطائي القديمة .
فـُعـِلَ بها ما كنت أفعله أنا في الجميع منذ بداية حياتي .

و كان الجميع يتحامل على نفسه ، و يضحك مني و من انفعالاتي التي تستهلكني . و كانوا حتماً جميعاً أحكم مني . و يعلمون أن كأس السلف و الدين دوَّار . لا ينسى . و لا يرحم . لكنه لطيف . و عذب . و به قدر كبير من السخرية المضحكة بحق .

و أنا أتحدث لناس بعيدة ، لا يريدون التحدَّث إلي ، يقترب المايكروفون من فمي ، و يتركني أقبِّله . و أجد في إسفنجته طعم حياتي الحقيقي . الشيكولاتة . الكيك . البرتقال . السوداني . الجبن الرومي . النسكافيه. معجون أسناني . و الملح و الخل .

فجأة ، يهون كل شيء عليّ . و أتذوق طعم حياتي الحقيقي .

"أنا رأيي الشخصي ، احم ، إن محدِّش هيظبط الدنيا غير سارة سمبسون. عشان هي الوحيدة اللي عرفت تربيني... أنا بتكلِّم عن نفسي . ماليش دعوة بحد. "

Thursday, March 11, 2010

ســُلــحــُفــاة ... باقــتــدار


السُـلحُـفاة التي علمته الصبر ،
تتمرغ الآن على النجيل في استسلام ،
و تسبح في الحـلـيــب الصباحي اللــذيـــذ ،
من فرط رضاها عن مهمة أدتها دون كلل .
...
و قد أدتها باقتدار

***

بعد قليل يا عزيزي !

رأسي مستقرة على أكتافي منذ أيام ،
و أقلعت عني الدائرة المغلقة التي أدمنتني .
لكنني في انتظار مرور يوماً بعينه .

بعد قليل ، نتحدث .

Sunday, February 21, 2010

فــقـاعـات الـلـبـان و الـبـوسـا نـوفـا

لم أتمكن من انقاذ الكون ...

لا بفقاعات اللبان التي أصنع ،

و لا بالـ بوسا نوفا التي أسمع .

...

أترك ذلك الآن للأبطال الحقيقيين

***

ألا يرغب أي منكم في اللعب معي ؟


http://www.bored.com/game/play/730/Bubble_Guinea_Pop.html


اضغط على جملة الأحرف اللاتينية ، ولا تخذلني .

Thursday, January 28, 2010

رجــــل الـــســـمـــاء


عادت الشمس . و صار كل شيء على ما يرام .

ألا تكفيكم كل هذه الأيام من اللون الرمادي؟ و ألا تملُّوا التحايل على برود هذا اللون بالكوفيات المزركشة ، و البلاطي الطويلة الثقيلة ذات الأزرار الضخمة ، التي لا تمكنكم من رفع أذرعكم للأعلى و لو مرة واحدة في اليوم .

عادت الشمس لتفقأ الأعين الكسولة تلوِّن الأشياء ، و لتجفف بـِركـات الوحل على جوانب الطرق ، و تؤمِّن لكم السير الآمن . و فرد كفوفكم ، و قبضها . و ابعاد اصابعكم عن بعضها ، و إعادة تقريبها ، و تأمـُّل تلك المساحات التي ستتشكَّل و تتخللها . و كيف ستبدو الأصابع حمراء وردية . لون قبلات الصباح .

و يمكنكم ارتداء البرتقالي على الأحمر . مع شال أخضر زيتي ، و السير تحتها بثقة . و خلع نظارات الشمس العملاقة التي تحجب لمعة العين و بسمات الروح .

ألا تعلمون السر؟

في وجود الشمس ، لا تتواجد سوى الأعين الجميلة . لا توجد سوى الشمس هي من تفهم أعينكم جيداً ، و تعلم زوايا انعكاس اللمعة لأعين الآخرين .

فقط هي ...

أنا لا أتحدَّث بقلبي سوى بالعربية . لكنني أعلم أن الشمس في اللغة الفرنسية مذكـَّر . بينما القمر مؤنـَّث ... و أنا لا أتحدث الفرنسية . لكنني قادرة على هذه اللعبة التي تمكنني من اعتبار الشمس رجل . فقط طلَّته في وجهي ، تشرح قلبي ، و تأخذني للاحتفال به كل يوم . أقدر في حضوره أن أترك خصلاتي مهما كان شكلها . ففي حضوره ، لا يوجد مكان للخصلات القبيحة ، كلها ملوَّنة . حتى و إن كانت حالكة السواد .

أنا أحب هذا الرجل الذي يأتي إليَّ كل صباح ، يلوِّن الحياة و يبعث فيَّ الدفئ . و الرغبة الحقيقية في الاستسلام لحضنه مهما طال .

اليوم ، نظرتُ له في عينه المثبتة في السماء . و نظرتُ بعيني المجرَّدة . و رأيت كل الألوان تحوم حول هالة من البياض . و كان البياض من نوره ... و الألوان تطفو من عيني أنا .

على الرجال اللذين يسيرون على الأرض التعلـُّم من الشمس كيف يكونون رجالاً بحق . يبعثون الحرارة و الأمان . و يخرجون من العظام أوجاع البرد و كسل اللون الرمادي . و يمنحون لنا من أنفسنا خيالات و ظلال نطاردها . و نتأملها ، و نختال بها .

أنا أحب الشمس . و أغلق عيني هذه الأيام و أبتسم شماتة في هؤلاء اللذين يحبون الشتاء . و لا أشعر بالأسف على شيخوختهم ، ولا على احساسهم بالخطر الدائم ، و تـَخـَفـِّيـهـِم في معاطفهم و رقبات البلوفرات العالية السميكة . واضعين أيديهم في جيوبهم المكدَّسة بالمناديل .

و أعلم جيداً أن بينهم و بين أنفسهم يحسدونني على قصة حبي مع رجل السماء الذي قد أفاق من وعكته ، و نفض السحب عنه و نهض ليهدهدني .

و أختال أمامهم بلا شعور بالذنب . و لا أتمنى لهم الحرية من هذا للظلام و هذه القهوة الباردة . ولا من
هدوء و رومانسية حب المطر. لا و هذا التظاهر الخشن بالأناقة الغير واثقة ... التي تستر العيوب ...