Wednesday, October 31, 2007

الـقـعـدة ف الـبـيـت انـهـاردة


إيه اللي ممكن يخوِّفك أوي ف الهالووين؟

زمان كنت بخاف م الأسانسير،
دلوقـتي لأ !

من الضلمة ،
دلوقتي ساعات و ساعات ...

م الصراصير ،
و مازلت .


مانزلتش م البيت انهاردة ، و جبت علبة آيس كريم كبيرة ، و نزلت عليها فرمتها ، احتفالاً بعيد الشياطين زي ما بعض الناس بيقولوا .

و نسيت خالص إني لسة عندي مخاوف .. أكبرها ؛

الخوف من الطـُخــن .


كل هالووين وإنت طيب .. ياترى كمان عشرين هالووين ، هـيـبـقـى مقاسي كام ؟
ياترى أنا خفت أنزل م البيت ؟ ولا كنت خايفة مانزلش ؟؟

Sunday, October 28, 2007

جـردَل بـرتـقـانـي




بحب أنزل الشارع بدري ساعات .. بدري يعني فعلاً بدري ، الساعة 7 أو 8 ولا حاجة كدة ..
بحب أكون من أوائل الناس اللي نزلوا من بيوتهم عشان يمارسوا حياتهم .

مش دايماً طبعاً بحب أنزل كدة أقضي اليوم ف الشارع يعني . لكن على حسب الحالة النفسية ؛ لأني بيوحشني البيت على طول . و بستمتع برضه باليوم من أوله ف البيت ، لكن وأنا بعمل الحاجات التانية .. النسكافيه ، الكمبيوتر . كدة !

قبل النزول بدري كدة بكون صاحية من قبلها بحوالي ساعة و نص أو ساعتين عشان أبدأ اليوم بهدوء ، من غير سربعة و قلق .. بيبقى يوم سواد لما أصحى متأخرة عن معادي ، و أدربك الدنيا بقى و أنـُط ف هدومي و أنزل .. إيه دة ؟!

واللي بعمله من غير ما أقصد هو إني بشغَّل أغاني بحبها و أنا بجهز للنزول ... غالباً ما بتبقى هادية .. و برضة غالباً ما بتكون لناس مغمورين ..

حد مثلاً سمع عن حد إسمه :
Joshua Radin
؟؟

حد قبل كدة سمع عن باند إسمه
Wax Poetic
؟؟
أنا أصلاً معرفش أنا عرفتهم منين ...

وساعات كمان بتبقى نهاراتي مع
Norah Jonesو Diana Krall و Nat King Cole


لكن السبب الخفي ورا إللي بسمعه دة هوة إني أدي لنفسي حاجة ، أغاني ، تدور ف ودني ... لحد ما أرجع البيت تاني مثلاً !
رغم إنها مبالغة إلا إنها بتحصل ساعات ..

ممكن حد يقولي يابنتي و على إيه دة كله ؟ ما في إختراع إسمه
MP3 مثلاً
لكن لأ ... ممكن طبعاً أفضل ماشية بالسماعات ف ودني . بس إيه؟؟ وبعدين ؟؟ مين إللي حيتفاعل مع الحياة و مع الناس ؟؟ بعد ما أعزل نفسي أنا و أنطوي ، و أفضل سدَّة ودني ... و مستهينة بقدرتنا الإنسانية البسيطة و القوية جداً ف إننا نتخيَّل ، نسترجع ، نستغل عقلنا دة إللي مليان حاجات هايلة . أكيد الـ
MP3
مش هيكون متطوِّر و مستحيل و معقَّد لدرجة إنه هيغلب عقلي يعني .



و عشان أكون واضحة أكتر ... أنا لما بيحصل و بيقع ف إيدي
MP3
و أنا وسط الناس ، مش بفوِّت الفرصة .. و بحطه و بسمعه على طول .
و من غير كدب و حوارات و كلام كبير .. بتبقى متعة من نوع تاني !


مرة .. كنت نزلت بدري جداً كنت رايحة الكلية .. و برضة اتبعت نفس الحاجات اللي بعملها دي . مش فاكرة كنت بدندن إيه كدة ، و كان ماشي ع الرصيف التاني للشارع بوَّاب كدة ف إيده جردل برتقاني ... و ماشي على إيقاع سريع ، و كل عربية مركونة بيعدي عليها يخبَّط عليها 3 خبطات ... التلت خبطات مظبوطين أوي مع أيقاع شبشبه ع الأرض..

شِب شِب ، طك ، شِب شِب ، طك ، شِب شِب ، طك ... كدة !

إنبهرت طبعاً بقدرة الراجل المش طبيعية ف إنه يخرَّج الأغاني بتاعتي من دماغي ، و يخليني أمشي على نفس إيقاعه ، و أقول أنا ليه منزلتش بالشبشب عشان أمشي أشحتف و أطلع بنغمات و إيقاعات كدة ، طول الطريق للكلية ..

والله كل مرة بنزل فيها الصبح بدري كدة ، لازم أعدي فيه على حاجة كدة .. حاجة غريبة زي دي ...
بتحببني ف حياتي أكتر ، و بتحسسني إني محظوظة أكتر ..

و الله أنا ماستاهلش المعاملة إللي بعاملها لنفسي دي


ليكي يا إينو ... يا رب تكوني فهمتي اللي أنا فيه ..



الصورة : لوحة للفنان المصري عصام عزوز

المج مش تقيل عليا ماتخافيش




كل ما حاجة بتتصلَّح ، حاجة تانية قصادها بتبوظ ..

أول ما اكتشفت إني خلاص اتخلصت من داء اللماضة و الجدال الفارغ ، و بقيت ف أي مناقشة ، أول ما أسمع صوت اختلاف ف الآراء .. بسكـُت . مع الوقت بـقيـت ف أي مناقشة بعرض رأيي ... و حتى لو مافيش اختلاف ف الآراء ، بسكـُت . بالتدريج الحوارات بتموت بسرعة ، و تتغير ...

كل ما بخف من حاجة ، حاجة تانية قصادها بتتعب ..

إيدي الشمال مرة وقع عليها حاجة ، و اتعوَّرت .. ف الأول ماحستش ، ملاحظتش إلا لما شفت دم كتير كدة على ضهر إيدي "إيه دة ؟ أنا كدة هدومي هتتوسخ !" و حطيت عليها برفان و سبتها ، و فضلت بقيت اليوم أطل عليها كل شوية ...و لاقيتها مش بتبطل تنزل دم . سبتها بقى .. هو أنا فاضيالها يعني؟؟ و لوحدها لقيتها بـطـَّلِت .. و كانت على ضهر إيدي ف حتة البلستر مش حيثبت عليها . ف طنشتها خالص بعد كدة . أخدت وقتها ، و راحت ! لكن قبل ما تختفي بالكامل ...

إيدي اليمين ساعات بتهيِّس ، لوحداها كدة توجعني ، و لوحدها برده بتخف .. كل اللي بعمله ف الأول هي متابعتها ، و ف الآخر تجاهلها ، اختبار طول نفسها فـفـرض ألمها عليا .. و أكيد ف الآخر بتتيأس مني ، و تخف .

إيدي اليمين ، ف نفس الحتة اللي إتعوَّرت فيها إيدي شمال ... إتلسعت . و كله عارف إن اللسعة بتطوِّل شوية أكتر من التعويرة . حطيت مرهم و بتاع اتباعاً لارشادات مامي و أنا عارفة تماماً إن المرهم بيخليها تحرق أكتر .. حطيت مرة و خلاص ..

لسة مختفية من كام يوم بس.. بس قبل ما تختفي ..

إيدي الشمال من كام يوم ..ف إصبع الوسطي على جنب ، اتلسعت و أنا بوَلع الكبريت. أو بمعنى أصح الحادثة كانت إن الكبريت انطفى ف صباعي ..
كانت سيئة طبعاً ... لكن رغم وجود العلامة لحد دلوقتي ، إلا أني مش منزعجة أوي منها .. لأنها كانت شايلة نفسها عني ... ماحستش أبداً بأي انزعاج من ناحيتها بالخواتم ، أو و أنا بمسك المج بالسبابة و الوسطى بس ، و اللي بيخليها بالظبط تحت وزن المج . لما بكون سرحانة ف محاضرة ولا ف سينما ولا حتة دلوقتي قدام الكمبيوتر ، بمرر صباعي السبابة من نفس الإيد عليها، و بلاقيها بتستجيب ..


أنا كنت فاكرة إني اتخلَّصت من عادة الكلام الكتير ... لكن أنا بخبي حاجات على نفسي أنا عارفة . عشان كدة أنا أصلاً عملت البلوج دة .

لكن الحقيقة ..
اللي أنا عايزة أقوله ليا هوة إن أنا مش دلوعة .. مش أول ما أتخربش أجري و أسرَّخ إلحقوني .
ف ياريت يا سارة تبطلي تجبريني على تجاهلك ، و تتعايشي معايا.. عشان أنا مش بحب الحاجات لما بتطوِّل .. و دمها بيتقل ..

أي حاجة ..


أنا عندي امتحانات قريب .. ف شدي حيلك كدة عشان نعدي بسلام احنا الاتنين .


إهداء للكابتن أحمد .. أنا آسفة إني بكسل ، بس والله ....
معنديش أعذار ..

ملحوظة يا سارة برده : مابحبش الأعذار !

بس خلاص

Tuesday, October 23, 2007

وجـود افـتـراضـي



قاعدة ف الكافيه بتلفت حوليا .. يمين و شمال و ورا .

"مالك يا بنتي ؟ إنتي هربانة من حد ولا إيه؟؟"

أنا كنت ف انتظارك .

تمر نص ساعة ، و يتبقالي نص ساعة قبل ما أمشي ، أبص ف الموبايل ، أتأكد إنك اتصلت تقولي إنك جي ... أشك أحسن أكون دخلت مرحلة تخيل حاجات مش حقيقية .

" إنتي مش كان حد حايجيلك ؟ وقع ف بلاعة ف الطريق ولا إيه؟؟"

يهزروا البنات صحابي . أضحك ... مما يقول إني بدأت تقريباً أتعود على كدة .
مش زعلانة ، و لا فرحانة طايرة ... عادي يعني .


أفتكر مرة كنا أنا و أنت و واحد صاحبك قاعدين بنتكلم ، و لاقيتك بتقوله : "أكتر حاجة حتلاقيها ف سارة هي إن كل حاجة عندها عادي .. تقولـَّها إنك حاسس إنك عندك شيزوفرانيا ، و تعترفلها إنك عندك فوبيا المرتفعات... (زي ما قلتلي إنت) . حتبتسم و تقولـَّك الله! دة أكبر دليل على إنك إنسان حقيقي ، عشان الانسان كائن بيتفاعل مع كل اللي حواليه ، و إن الانسان اللي معندوش مخاوف ، أكيد أكيد ناقصه حاجة ، فاتته حاجة ف التواصل مع اللي بيحصل حواليه . أكيد إنسان من درجة أقل..."
و دة فعلاً اللي أنا قلته .. أكيد يعني أنا اللي قلته . مش فاكرة !


أفتكر و أنا قاعدة كمان حوار بيني و بين أختي .. لما سألتني عن رأيي ف واحدة صاحبتنا كدة .. قلتلها إنها جميلة يعني عسولة . عوجت شفايفها و دورت وشها ، و قالتلي "إنتي كل الناس عندك جميلة و عسولة خالص يعني كدة على طول؟؟"

الوقت بيجري و فاضل دقايق أحاسب فيهم ، عشان ألحق أمشي .. و أنت لسة ماجتش ، و أنا لسة بتلفت حواليا . لسة هربانة .


أنت مش موجود أوي ف حياتي ..

لكن وجودك الفقير ، بيفتح شبابيك ف عـقـلـي ، بشوف حاجات ، مش جميلة و مش وحشة ، حاجات عادية .. لكن بعيش معاها لحظات مسروقة من الحياة ..

و لما بتحضر ، زي ما حضرت يومها .. بـتـتـقـفـل الشبابيك ، و بلاقي نفسي واقفة على الأرض .. و اللي أنا لاحـظـتـه إني بحس إني عايزة أنام .


بتحضر ... افتراضيا .
بتحضر بالحاجات دي .. بالشبابيك


أشك إنك تقصد دة ..
لكن هوة دة اللي حاصل

حياتي مليانة حاجات اكتشفها و افتكرها و امتصها ... نظريات و فلسفات بطلع بيها كدة ف لحظة ... وانت مش موجود.

و دة ف حد ذاته حاجة مش كويسة طبعاً ، لكن مش وحشة أوي برده




(الصورة ... أختي دايماً لما تستعمل الملاعق ، تحطها ع الحوض مش جواه .
أختي مش ف المطبخ ، لكن وجود المعلقة بالوضع دة ، علامة "أميرة مرِّت من هنا" .. )

أنا آسفة لو شكل الصورة غبي أو مش باينة أوي العلاقة بينها و بين الكلام يا "على باب الله" !!
أظن كدة وضحت شوية باين

Thursday, October 18, 2007

آه ، لو كنت زي المنبه ، معنديش أي مشكلة إني أقلق الناس النايمين


لأ لأ من غير رغوة


أول ما ابتديت أشرب نسكافيه ، كانت بداية إحساسي بنفسي على إني دلوقتي واحدة كبيرة . واحدة مش عيلة هايفة أي كلام . لأ .. أنا دلوقتي بشرب نسكافيه . مش أي حد يعني .

و على ما تمرَّست و عرفت المعايير و الطرق المظبوطة إللي تطلعه مج نسكافيه من الدرجة الأولى ، كنت ف أولى ثانوي .

بحكم العادة أي حاجة ممكن تتغيَّر .. و بحط خط تحت كلمة "أي" . لو البني آدم بس عنده شوية حاجات حتبان و أنا بحكي الحكاية .

إيه بقى الحكاية يا ولاد... إسمعوا و ركِّزوا ؛
خالتكوا سارة (اللي هي أنا) تنام بعد الضهر ، بعد ما تيجي من المدرسة ، و تصحى بالليل و البيت كله نايم .. و طبعاً بديهي يعني حتصحى تشمشم على إييييه؟؟ النـسـكـافـيـه !
و أدخل المطبخ أبتدي أعمل نسكافيه . آجي أعمل وش ... ألاقي نفسي بعمل دوشة و أنا عمالة أضرب ف النسكافيه عشان أعمل وش ، أحس إن كل النايمين ممكن يصحوا ... أسيب المج ، و مكملش عمل الوش ... فيطلع ف الآخر وش خفيف ، و ساعات ميطلعش خالص ..

شوية شوية ... بقيت بشربه من غير وش ... بستمتع بيه و هو من غير وش . و لما بشربه بوش ، بستمتع برده طبعاً ، لكن مش زي اللي من غير ..

جميل أوي ..
عشان كدة بشربه من غير رغوة ! كلام منطقي .

بحكم ... مش عارفة بحكم إيه ؟ التقدم ف السن و لا ايه ؟ ماعرفش . بقيت بشرب كل حاجة من غير سكر ...
خوف من الطخن ، و معلومات كتير عرفتها عن أضرار السكر .

و لما مرة كنت قاعدة كدة مع نفسي ، و قلتلها تقوم تعملي نسكافيه ... تأففت شوية كدة و قالتلي : هو أنا لسة حقوم إنتي كمان ... مش لازم تشربي أصلاً .. رديت عليها و قلتلها : ليه يا بنتي ، دة مش حياخد وقت ..دة نسكافيه من غير رغوة و من غير سكر ..

اكتشفت إني بالتدريج سمحت للحياة إنها تجرَّدني من كل حاجة ...
ف يوم من الأيام حشربه من غير لبن ، و من غير نسكافيه .



تخيلوا بقى لو كان النظام اليومي عندي مظبوط ، بنام الليل و أصحى النهار و أنا ف أولى ثانوي ، كان زمان الوضع اختلف قد إيه ؟

(برده وشّ .. مافيش فايدة )
؟

Thursday, October 11, 2007

حـد غــريــب مــن بـَــرَّة



نفسي أقول كلمة ...

كلمة لو كلكوا إسكندرانية ، محدِّش فيكو حيفهمها غلط . هي دي الكلمة اللي لساني معرفش يوصل لأبعد منها عشان يتفاعل مع الموقف .

انهاردة كان في حفلة ... حفلة ف مكان ما ، و كان نفسي أروحها ، بقالي كتير أوي ، من أول أسبوع ف رمضان مش بروح حفلات . و نظراً لبعض الظروف ، جالي هاتف من جوَّة كدة بيقولِّي : " شكلك حتتباعي يا معلِّمة ، و حتروحي لوحدك !" أنا قلت إيه يعني مش مشكلة ، ما أنا طول الوقت بروح حفلات لوحدي ، و ماكنتش بستمتع ف حفلة إلا لما بكون لوحدي ، إيه اللي إتغير يعني ، مافيهاش حاجة .

و أنا بجهز للنزول ، كنت مهمومة كدة و مش على بعضي ، و حسيت إني مضايقة . لدرجة إني قلت لنفسي خلاص بقى ، انشالله عن الحفلة ما اتراحت . و اطمنت أوي ، و حسيت بالاسترخاء .

مافيش دقايق ، و جاتلي هدية من السما - رسالة بتحمل معلومات عن مكان تجمع الأصدقاء و الموعد . طيران كملت لبس و نزلت روحـتـلـهـم . أول ما دخلت المول ... جت الكلمة على لساني !
أنا إيه اللي جرالي ، أنا عيانة ولا حاجة؟؟؟ أنا ازاي مرتاحة ف المول أوي كدة ، و كنت خايفة و مضايقة من مرواح الحفلة الموسيقية ؟؟ أنا إتهبلت ولا حاجة؟

وصلت قبل الكل و طـلَّـعـت رواية فضلت أقرا فيها ، لحد الجماعة ما وصلوا ... يا سلاااااااااام ! يا متعتي و أنا وسط زحمة و دوشة و وش و لكلكة ف حوارات عبيطة ! استغربت جداً ..جـــــــــــــــــداً . لكن كنت مبسوطة ..


إيه ؟
العلاج إيه يا دكتور ، الأعراض دي جديدة عليا ...

أنا الظاهر نسيت إني قبل كدة كان في حاجات بعملها مع الناس و حاجات بعملها لوحدي ... دلوقتي ف كل حاجة . كـــل حــاجـــة . بعملها ، في معايا شريك أو أكتر ..

لدرجة إني خلاص بقيت بخاف أعمل حاجة لوحدي الظاهر !

خفت جداً من اللي ممكن يحصل بعد كدة ، ممكن تحصل يعني و ناس يستأذنوا من حياتي و يتكلوا على الله ... ممكن تحصل يعني .
حسيب أنا بقى كراسيهم فاضية ، و حثبت مكاني خايفة أعمل حاجة من غيرهم ، عشان محسش بالاغتراب ... ولا استضيف حد تاني مكانهم ؟ ولا أشيل الكراسي من أصله ؟

مش برضة من الصح إني أكون على أهبة الاستعداد ... للاستغناء ؟

غريب أوي الموضوع دة ؟
أنا بخبي حاجات على نفسي ، بخاف منها أحسن تزعَّقلي ، أو تعاقبي و تحبسني ...
و آدي النتيجة ؛
تخلي حد غريب من برَّة (البلوج) يتوسط بيننا .



وقعتك سودة يا سارة ... بس أما تيجي


Tuesday, October 9, 2007

أفـران الزجـاج


المدينة ليست عامرة . رغم الزحام ، رغم العيون الزجاج .. أنا أعلم أنها خالية .

ينحدر الطريق تحت قدمي فتدفعني الجاذبية للأمام . ويسير بيتي على عجل . يقسو الانحدار حيث أكون . يستوي من حيث أغادر . أقترب خطوة ، يتحرك بيتي مبتعداً . فأقرر الدوران و السير من طريق آخر ...

هناك في أسواق المدينة ، مشى الجميع على قدمي ، اصتدموا بكتفي ، تتقاسم النظرات اللوم و التجاهل معي . المدينة ليست معدة تماماً لما في ذهني .
السكان هناك لا تزعجهم دقات الساعة ، قراءة الصحف ، الضجيج ، و البدانة . يشربون الخمر سراً . يسمعون موسيقى رديئة . و يمارسون الحب دون شموع . ثم يدخنوا التبغ الرديء . يجلسوا القرفصاء أمام مسلسلاتهم يتحرشوا بما يحدث لي .. برعوا في التحدث عنه ، في تجاهل قوانيني ، في تذكيري ... في توصيل كلماتهم اللاذعة مباشرة إلى لساني .

رغم العيون الزجاج .. أنا أعلم أن أحداً لا يخاف الحجارة.

تخاف السيدات فضة تشق كحل الليل على الرؤوس . لا يـقـبـِّـل أحد أصابعهن ، يقضمن أظافرهن ، يأكلن اللحم حولها . لا ينتفن حواجبهن . لا يحترفن الرقص . غير بارعات في اختيار مساحيق سوى تلك التي تحول في الماء ُزبـَد أبيض . زالت منهن المرأة و انمحت . يصرخن في أوجه الباعة الجائلين في المدينة ..
... نعناع يضفي علي حياتك طعم النقاء ، أزهار تفاح خطيئتك الكبري .. أزهار تفاحك أنتِ . حبات فلفل ، لعلكِ تبكين مرة في الوقت المناسب .

تلك مدينتي هناك . بيوتها مخفضة ، تعج بالبشر ، تتآمر وسائل الضجيج ضدها بتفان ، و تعلوها غيمة .

بها الأفران كثيرة... لكن لا أحد يزرع القمح . في مدينتي هناك يطبقون من قوانينِ ما يريحهم ، و يتعبني .
لصالحهم رأيت أن دفس الأشياء في الوجه ، يقتل . يقتل الزهد في النفس . يـقـتـلـهـا .
و لا توجد قوانين ضد أفران الزجاج .

المدينة غير معدَّة لاستقبال ... تحتاج غلق السفارات ...

مدينتي تحتاج لنزع العجلات من تحت بيوتها ، ليكف سكانها عن الجري في كل الاتجاهات .

شعبي يحتاج معبد تأمل ، يحتاج مصنع أكسجين ، يحتاج تشريع النبيذ الأحمر و طرحه مباحاً في الأسواق ، ... يحتاج زيت الصبر لطلاء الأظافر .

لم أكن أعلم أن سكان المدينة هؤلاء يجيدون وضع اللانسيز


Friday, October 5, 2007

ذاكـرة الــتــيــه ... بـَـكــَـرة خــيــط


كتاب دخل حياتي ف وقت مناسب جداً . كتاب مُشبع . أدبياً ، و معنوياً لقيته بيعزز حاجة كدة جواية اسمها الاسترخاء و التـقـبُـل . للحياة ككل . زي ما هي كدة شروة واحدة !

عزة رشاد أنا قريتلها قبل كدة مجموعة قصصية اسمها "أحب نورا و أكره نورهان" ، و كان الكتاب اللي قاريته حطمت كل أرقامي القياسية ؛ قريته ف ساعتين ف الطريق بين القاهرة و اسكندرية .. و كانت رحلة زاخرة بالفعل .

عزة رشاد كاتبة مُـحَـفـِّزة . بـتـسـتـفـِز تفكيري كقارئة ، و بتستحوذ عليه بالكامل بعد أول براجراف . من أول الاهداء . أنا لما عيني وقـعـت على الكتاب ، عرفت على طول انه كتاب يساهل .. من معرفتي السابقة بالكاتبة . لكن لو كنت شفته من غير ما أكون قريت لـ عزة رشاد قبل كدة ماكنتش حبصله خالص يعني ... عنوان الكتاب قوي جداً و من الواضح إنه بـُذِل فيه مجهود ، و عادة ما بتكون الكتب ذات عناوين قوية مش عند ظن القارئ . ساعات بتكون أقل شوية من اللي بتوقعه . لكن "ذاكرة التيه" وضعه مختلف شوية . مختلف كتير .

حــــيــــــاة ..

حياة كاملة مطوية جوة كتاب . بنت ، مع التجاهل ، و الظلم ، و القهر ، و الصدمات التي حـدثـتـلـهـا و هي بتراقب تغير أهلها و الحياة كلها من حولها . و قـلَّة الحيلة ، و الرغبة ف التحرر ... من عوائق جواها ، و براها .

كل دة ممكن يطلَّع بني آدمة عاملة إزاي ...

أنا مش عارفة ليه مش عارفة أحكي عن الرواية كويس ، لكن هي كعمل أدبي ممكن . مـــمـــكـــن . يغير حاجات كتير أوي قديمة اترسِّبت ف دماغ القارئ .

أنا ممكن أسمح لنفسي و أقول إن "سحر" بطلة الرواية ، كإنسانة ، مليانة سواد .. و صعب التعامل معها و إرضاءها ، و عايشة في تواطؤ مع نفسها ، و عدم رغبة في التحرر من ماضيها ، من التصالح مع مشاكلها . مع نفسها . و بطريقة أو أخري بتبث سمومها على بعض من حولها ..
و المثال دة ، لو بنت لحم و دم قدَّامي ... حتتعبني .. و مش بعيد طبعاً تكرهني .

لكن الكاتبة ، مش عارفة إزاي قدرت تعطيني كل الأعذار للبنت دي إنها تكون كدة .. و مع الوقت و الخبرات المتتالية - صاعقات قاسية على الروح - بتتعلَّم السماحة ، و النقاء ... و بترضى بماضيها .

و أنا بقرأ الكتاب (قريته في مدة طويلة يعني ، أسبوعين أو أكتر ) كنت حاسة إني بتطوَر معاها ... ف الأول بطلع عقدي و غضبي و سخطي على الناس ، و شوية و أكتفي بالعزلة و الصمت عنهم .. ثم مرحلة الوعي . و ف الآخر التسامح و السلام الكامل مع النفس ، و مع الناس مهما كانت أخطاءهم ف حقي .

تقبُّل حقيقة إن أي حاجة حصلتلي ، حـَــصــلـِـت فعلاً . و مافيش أي حاجة ممكن تحصل و تغير دة . أي مشكلة بقى اتـبـَقـِت ، ف دي مشكلتي أنا . بعيد عن الكـُل .

و أول ما حسيت بالنور دة طالعلي من الكتاب ... كان يوم مميز . مميز فعلاً ، اللي هوة مش عارفة لو ماكنتش وصلت للجزء دة من الرواية يومها كان زماني وصلت فين .

...

كل دة كلام هبل ... انا حسة اني بتكلم كلام مش فاهماه باين !!

اللي عينه تقع على الكتاب ، إوعى تتردد !





"لا أحد يرجع إلى نهار غادره " نص مصري قديم





"هذه الحمى التي تصيبني في الليل راحت تدفع بسائل لزج ثقيل من مسام جلدي . كثافته الغريبة كانت ترج كياني و تـُّشـظـي رأسي المثقل كالبركان ، عرفت أنه رسم لوجودي خارطة جديدة عندما بدأت أشعر بالكراهية تغادرني ، و بالغضب الذي غصت فيه طويلاً يتلاشى .

و بدا لي أن أفكاري الحادة التي كانت تضعني في موضع الإدانة ، مو تـنـقـلـب بعد لحظات لتضعه بنفس الموضع ، تلك المبالغات ، ذلك التطرف ، تلك الكراهية كانت لوناً من العنف لا يلتهم سوى صاحبه .
و إذا فكرت الآن فيمن أشعر بالامتنان له فستكون روح ذلك الفقير البسيط ، الفسيح مثل الفجر ، الذي وقف ذات يوم فوق كل التباينات و قال :
- حيث يكونن الحب ، يكون الرب .
و هذه السلحفاه التي تركتها جارتي المسنة لأرعاها في غيابها تدهشني صـَـدَفــَتـها الصلبة المقسة لوحدات هندسية مثيرة ، أقرأ في تضاريسها العجيبة عبارة : كـُن ودوداً . "


"لا أكره أبي . لا أمتلك الجرأة لذلك ، لكني كلما تذكرت أن مسار حياتي ، مستقبلي كله انهار بيده أشعر برغبة حقيقية في نسيان هذا الرجل الذي ربما لا يكون صحيحاً و لا عادلاً أن أتجاهل ما كان يفعله لأجلي كل يوم بل كل ساعة ، و لن أكف عن الاحساس بيده القابضة على يدي بعد أن يتركني عند باب المدرسة ..."


والله العمل ككل هايل !!!

تعبت من البحث عن مقطوعات أكتبها ... لأن جمال الرواية فيها ككل


بس خلاص