بحب أنزل الشارع بدري ساعات .. بدري يعني فعلاً بدري ، الساعة 7 أو 8 ولا حاجة كدة ..
بحب أكون من أوائل الناس اللي نزلوا من بيوتهم عشان يمارسوا حياتهم .
مش دايماً طبعاً بحب أنزل كدة أقضي اليوم ف الشارع يعني . لكن على حسب الحالة النفسية ؛ لأني بيوحشني البيت على طول . و بستمتع برضه باليوم من أوله ف البيت ، لكن وأنا بعمل الحاجات التانية .. النسكافيه ، الكمبيوتر . كدة !
قبل النزول بدري كدة بكون صاحية من قبلها بحوالي ساعة و نص أو ساعتين عشان أبدأ اليوم بهدوء ، من غير سربعة و قلق .. بيبقى يوم سواد لما أصحى متأخرة عن معادي ، و أدربك الدنيا بقى و أنـُط ف هدومي و أنزل .. إيه دة ؟!
واللي بعمله من غير ما أقصد هو إني بشغَّل أغاني بحبها و أنا بجهز للنزول ... غالباً ما بتبقى هادية .. و برضة غالباً ما بتكون لناس مغمورين ..
حد مثلاً سمع عن حد إسمه :
Joshua Radin
؟؟
حد قبل كدة سمع عن باند إسمه
Wax Poetic
؟؟
أنا أصلاً معرفش أنا عرفتهم منين ...
وساعات كمان بتبقى نهاراتي مع
Norah Jonesو Diana Krall و Nat King Cole
لكن السبب الخفي ورا إللي بسمعه دة هوة إني أدي لنفسي حاجة ، أغاني ، تدور ف ودني ... لحد ما أرجع البيت تاني مثلاً !
رغم إنها مبالغة إلا إنها بتحصل ساعات ..
ممكن حد يقولي يابنتي و على إيه دة كله ؟ ما في إختراع إسمه
MP3 مثلاً
لكن لأ ... ممكن طبعاً أفضل ماشية بالسماعات ف ودني . بس إيه؟؟ وبعدين ؟؟ مين إللي حيتفاعل مع الحياة و مع الناس ؟؟ بعد ما أعزل نفسي أنا و أنطوي ، و أفضل سدَّة ودني ... و مستهينة بقدرتنا الإنسانية البسيطة و القوية جداً ف إننا نتخيَّل ، نسترجع ، نستغل عقلنا دة إللي مليان حاجات هايلة . أكيد الـ
MP3
مش هيكون متطوِّر و مستحيل و معقَّد لدرجة إنه هيغلب عقلي يعني .
و عشان أكون واضحة أكتر ... أنا لما بيحصل و بيقع ف إيدي
MP3
و أنا وسط الناس ، مش بفوِّت الفرصة .. و بحطه و بسمعه على طول .
و من غير كدب و حوارات و كلام كبير .. بتبقى متعة من نوع تاني !
مرة .. كنت نزلت بدري جداً كنت رايحة الكلية .. و برضة اتبعت نفس الحاجات اللي بعملها دي . مش فاكرة كنت بدندن إيه كدة ، و كان ماشي ع الرصيف التاني للشارع بوَّاب كدة ف إيده جردل برتقاني ... و ماشي على إيقاع سريع ، و كل عربية مركونة بيعدي عليها يخبَّط عليها 3 خبطات ... التلت خبطات مظبوطين أوي مع أيقاع شبشبه ع الأرض..
شِب شِب ، طك ، شِب شِب ، طك ، شِب شِب ، طك ... كدة !
إنبهرت طبعاً بقدرة الراجل المش طبيعية ف إنه يخرَّج الأغاني بتاعتي من دماغي ، و يخليني أمشي على نفس إيقاعه ، و أقول أنا ليه منزلتش بالشبشب عشان أمشي أشحتف و أطلع بنغمات و إيقاعات كدة ، طول الطريق للكلية ..
والله كل مرة بنزل فيها الصبح بدري كدة ، لازم أعدي فيه على حاجة كدة .. حاجة غريبة زي دي ...
بتحببني ف حياتي أكتر ، و بتحسسني إني محظوظة أكتر ..
و الله أنا ماستاهلش المعاملة إللي بعاملها لنفسي دي
ليكي يا إينو ... يا رب تكوني فهمتي اللي أنا فيه ..
الصورة : لوحة للفنان المصري عصام عزوز