فقد ترتديه و تذهب .
هذا ما قرأته يوماً ، و أصدِّقه إلى حدٍ ما ...
و دون أن أشعر كنتُ أفعله .
إلى أن أتتني اليوم فرصة لإعادة النظر .
لذلك لا أشتري الأحذية لنفسي إلا نادراً . و يحدث ذلك لغرض عملي محض ؛ كأن يكون حذائي الذي أرتديه ظهرت عليه المشاوير المكوكية اليومية - شـِق في الجانب . تآكل في النعل . اهتراء في الرباط ...
اليوم صباح مختلف و بطيء . و كنتُ أسير من مكان عملي إلى مكان عملي الآخر . و مررتُ بمحل أحذية كنتُ أراه كل يوم و لا ألتفت إليه . رأيتُ حذاءً بنيِّا ذو رقبة صوفية و فيونكة من الجانب بنفس اللون و الخامة . توقَّفت بعد الفاترينة بعدة خطوات و عدتُ لألقي نظرة عليه ... كأنني كنتُ أملكه من قبل .
دخلتُ المحل و رحتُ أتجول بين الأحذية و الحقائب ، و رائحة الجلد تملأ أنفي ( و أنا لا أحبها في الحقيقة) لكن الحذاء الذي خطف عيني كان مخملياً وسط كل هذه الأحذية الجلدية اللامعة . و ظللتُ أتجوَّل منتظرة أن ينتهي العامل بالمحل من الصلاة .
لما انتهى أشرت له على الحذاء ، فأخبرني بسعره . سألته إن كان يتعامل ببطاقات الفيزا ، أومأ بـ "لا" . أخبرته أنني سأذهب لأقرب ماكينة و أعود . نظر لحذائي و سألني عن مقاس قدمي . أجبتُ بأنني لا أعرف ، و رفعتُ قدمي للخلف و نظرتُ ، وجدتُ حذائي يقول 37 . ضمَّ الرجل شفتيه في أسف و قال أن هذا الحذاء متوفر منه مقاس 40 فقط . إلا إن أردتُ اللون الأسود منه . و كان ذلك مؤسفاً !
كان ذلك بحق مؤسفاً !
أنه في اليوم الذي أقرر أن أهدي فيه نفسي حذاءً ، يدير الحذاء ظهره لي و يذهب .
4 comments:
و أجد أن بثبات الحذاء أكون قد صنعتُ تفصيلة شخصية ربما
ظللتُ أتجوَّل منتظرة
تفصيلة صغيرة في الحياة لكنها جميلة جدا
تحياتى
على غير العادة فالنساء عادة تغرم بالأحذية :)
أعجبتنى التدوينة
تقبلى تحياتى
ما هذا الحكي البسيط الممتع!
على فكرة انا زيك اعتقد ان حذاء واحد ممكن يناسب كل الملابس..
الموضوع يختلف باختلاف نظرتنا النسبية للتلاءم ده..
شيء طبيعي انك تختاري الحذاء المخملي وتتجنبي الجلود..
عزيزتي النهايات تتغير مع الوقت
تحياتي
"أنه في اليوم الذي أقرر أن أهدي فيه نفسي حذاءً ، يدير الحذاء ظهره لي و يذهب"
مش ديما بيكون معنى اختيارنا لحاجة..
ان هي كمان اختارتنا.
طريقة وصفك واهتمامك بالتفاصيل الصغيرة اكثر من رائع.
صباحك معطر بالياسمين :)
Post a Comment