Saturday, December 25, 2010

روحـــي الــقــديــمــة


لستُ موهومة ...

لكنه أمر أبسط من أن أصدِّقه ...

لا أدري منذ متى بدأ الأمر ، لكن أشياءً بدأت تسقط من ذاكرتي . يذكرني الجميع بأشياءً كنت أقولها . أشياء كنت أفعلها . أشياءً كنت أصدِّقها و أتمناها . و حين بدأت في الحدوث ، كنت قد نسيتها تماماً .

لم أتذكر سوى بالتقليب في الموسيقى التي كنت أستمع لها منذ سنوات . أنواعاً مختلفة من الموسيقى موضوعة في قائمة واحدة . أتت إلى أذني و حملت معها روحي القديمة . روح لم تغادرنِ ، و لكن ما أراه جيداً هو أنها اختلفت . ملَّت من أن تملك الصدارة . فتوارت عمداً ، بلا أسف .

لستُ آسفة ...
أنا مندهشة !

من أن ما كانت تتمناه روحي القديمة هذه يتحقق الآن أمام عيني و كأنه شيء عادي . و روحي جالسة في المقعد الخلفي تشاهد بابتسامة هادئة . لا حماس . لا فخر . لا حسرة على سنوات الاجتهاد و الركض في كل الاتجاهات ... فقط تشاهد و تستمتع وحدها دون أن تنبهني .

لكنني تذكَّرتُ .

احساس أن حلم يقظة الأمس صار الآن حقيقة منطقية ، أشبه بالحياة في الأفلام .

أنا الآن أعيش في فيلم . فيلم مبهج .

لكنني أكثر سعادة بالتذكُّر عن سعادتي بالفيلم نفسه . و كأنني كنتُ أحب شخصاً منذ سنوات و انفصلنا بهدوء. لكنني لم أتوقَّف عن التفكير به . و قابلني فجأة و دعاني لشرب قدح كاكاو. و بابتسامة هادئة صرنا نتحدَّث ...

و صرنا هكذا ... نتقابل من حين لآخر لنتحدث و نبتسم في أوجه بعضنا . أسعد من أجله لأحلامه التي تحققت ، و يشكرني على أنني من قمت بتحقيقها .

صرتُ أليفة عما مضى ... كما يقول لي من يعرفونني جيداً . و سعيدة بذلك ، و لطالما تمنيته . و أنا مسترخية الآن و أنا أعيش حياة و كأنها أحد الأفلام التي تـُشعر من يشاهدها بالرضا و الخفة و هو جالس مكانه دون حركة .


4 comments:

t3ban said...

من السهل اننا نضحك علي بعض لكن من الصعب اننا نضحك علي نفسينا
don't take the dose and say i'm satisfy WONDERFUL
احنا مش قادرين نكمل حياتنا الي كنا بنرسمها في حصة الرسم
ولا عارفين نمشي في الطريق الي مهدناه بعيونا
لان للاسف الفصل كان مكيف و عنينا كانت حلوة
هدومنا كانت نضيفة و قلبنا كان فطري لسة ديفلت
بس متضحكيش علي نفسك وتعزيها بلست مندهشة و كدة احسن
و الحياة بيس
انا اتنازلت و انت اتنازلت و كلنا اتنازلناعن صورتنا علشان نوصل للبرواز الذهب
بس مفكرناش حنحط جواه صورة مين

Sara Swidan said...

t3ban...
إنت كلامك مظبوط !
بس يعني ببساطة ، ممكن أقوللك إني لما نفسي بتضحك عليا ... أنا بعرف !
صباح الفل ...

الحسينى said...

أحياناً نشعر بأن ما سعينا له لم يكن بهذه الأهمية ولا يستحق كل الجهد المبذول للوصول إليه.
ربما لأنه فعلاً لا يستحق وربما لأن قناعاتنا تغيرت فى الطريق.
أو ربما هو فعلاً يستحق ولم تتغير قناعاتنا ولكن السعى خلفه أنهكنا كثيراً وأفقدنا القدرةعلى الشعور بلذة الأشياء.
تقبلى تحياتى

Sara Swidan said...

الحسيني ...
هوة دة الكلام !