Friday, April 23, 2010

صــيــاد الــيــمــام








شفت إمبارح فيلم "صياد اليمام".
مش معقول كدة ...
كل شوية ينزل ف السنيما فيلم روعـــة ، و يختفي من غير ما حد يحس بيه . و يتم تقديره بقى بعدين ... على بلوج اسمه قهوة زيادة مثلاَ . أنا عن نفسي سمعت عن الفيلم إنه مش أد كدة . و أنا ماكنتش مصدقة الصراحة رغم مصداقية المصادر .
أنا كنت شفت أغنية "البرقوق" بتاعة الفيلم اللي بتقول :
يا طير يا طاير و مقرَّب ع المية ،
أنا طير و إنت طاير و مقرب عليا
و شفايفي حب البرقوق ،
دوقني يا حبيبي و دوق ،
نسيني و أقوللك تاني ،
ولا تشبع من بحر حناني ،
ولا نشبع سوا من البرقوق

جالي تصور عن طبيعة الفيلم ، و مقدرتش أكدَّبها بصراحة .
الفيلم استهلك مني ساعة إلا ربع تحميل ، و ساعة و خمسين دقيقة مشاهدة . و حوالي ساعتين تأثر بعد المشاهدة .
و كان يستحق كل ثانية ...

القصة تدور حول "علي" (أشرف عبد الباقي) الذي كنتُ أنا الشاهد على الظروف التي جمعت أبيه و أمه معاً و جو طفولته ، التي لم تكن سيئة اطلاقاً ، و تلطمه في مراهقتة و شبابه ... كل ذلك في جو من الرحابة و الهدوء يضيفها صوت "أحمد راتب" الذي كان يسرد.

كل اللي أنا حسيت بيه هوة إنتي كنت راكبة قطر . و ف كل محطة يركب بني آدم و يقعد جنبي و يحكيلي . و يعلمني ... يغيرني . و يسيبني و ينزل . و أكمل أنا ، يركب حد تاني يتكلم معايا و شوية و ينزل ...

بدأت بالأب (أحمد كمال) اللي كان عامل ف السكة الحديد أيام جمال عبد الناصر. و اللي كان بيحب عبد الناصر جداً.
رجل وحيد و هادئ . اتجوز من جنات (دنيا) (اللي أنا بيتهيألي قامت بأجمل دور أنا شفتها فيه لحد دلوقتي) . ظهرت ف حياته على شط النيل ، شافها قاعدة افتكرها جِنِّية ... و أنا كمان كنت متخيلة إن ف مرحلة ما ف الفيلم هاكتشف إنها مش حقيقية ، و إنها من صنع خياله . و دة كله من تأثيرها عليه ، و أد إيه هوة حبها .
و كان صوت الراوي بيقول إنها كانت "مخاوية" أو راكبها عفريت . و بتظهر في لقطات بتجيلها نوبات شبه نوبات الصرع كدة. لكن بهدوء كان جوزها بيهديها و بيكبَّر ف ودنها و بيصرف العفاريت .

و خلِّفوا "علي". اللي بظهوره أنا إتأكِّدت إن "جنات" حقيقية مش حورية من حوريات النيل ولا حاجة . و كان احباط بالنسبالي .

و بيكبر "علي" في حنية أمه و هدوء و مسالمة أبوه . اللي ف يوم م الأيام هيفكر يسيب كفر الزيات و يروح اسكندرية... لكنه ف الحقيقة عمره ما هـَيـُقـدِم ع الفكرة دي. لأن تركيبة شخصيته كدة مش الشخص اللي ممكن بسهولة يتحرك لمكان جديد و يبتدي حياة جديدة. و مراته كمان كانت خوَّافة .
و هما الإتنين كان عندهم أمل ف عبد الناصر. و ف إنهم ممكن يكتبوله جواب و يستنوه ع المحطة لما ييجي كفر الزيات و يقولوله اللي هما نفسهم فيه من أمنيات بسيطة . و أمنية "علي" كانت إنه يروح "استنكرية يا ريس .. استنكرية يا ريس !"
و كان "علي" بيفكر ف أبوه على إنه حاجة كبيرة أوي . إنه هوة اللي بنا السكة الحديد دي كلها ، عشان عبد الناصر يروح و ييجي عليها .

بيموت الأب و الأم بتتجوز العم ... اللي بيرفضه "علي" بطبيعة الحال. و بنشوف العم ف لقطات بيضرب الأم . و لما بيدخل "علي" يحميها ، كان بيوقعه ع الأرض ... و على غير المتوقع بيبطل ضرب فيها و بيروح يقوَّم "علي" من على الأرض . و بنعرف إنه كان بيضربها عشان العفاريت تطلع منها .
و بتموت الأم . و بيتغاظ "علي" من لا مبالاة العم ، أو بيتخيل إن العم هوة اللي قتلها مثلاً ... و بيهجم عليه بيضربه و بيهرب م البيت ، و بيروح على اسكندرية . أنا و أنا بتفرَّج ، كنت متقبلة شخصية العم . كنت شايفة إنه طيب ، لكن بس كان مختلف عن الأب اللي مات .

بيروح اسكندرية بيقابل الراجل بتاع البيانولا ، اللي هوة أصلاً ساحر ... فاشل . و بيبقى شخص حساس أوي . ساب فيا أثر. و "علي" هيشتغل معاه بلياتشو . و شوية و بيسيبه و يمشي .

و بيروح يشتغل ف مغزل قطن . و بيتعرف على "الشهاوي"(طلعت زكريا) اللي هيكون صاحبه و اللي هيعلِّمه صيد اليمام . و هيسيبه و يسافر . بعد ما هيكون علمه حاجات كتير غير صيد اليمام. و هيفضل "علي" يتنقل من شغل لشغل ، و بينهم هيصتاد يمام .

و هيسيب "علي" المغزل و يشتغل كمسري ، و هيقابل "سماح" (علا غانم) و هيتجوزها . و هتفضل تشتكي من كونه كل شوية يسيب الشغل ، و كل شوية يروح يصتاد يمام . و هنعرف إنه خلف ولد اسمه يحيى هيموت و هوة طفل . و هيخلف بعده ولد تاني هيبقى قاسي معاه .

و هيقابل و هوة بيصتاد (لطفي لبيب) اللي بيحكيله حكايته .

و الشاويش "موسى" (صلاح عبد الله) و دة حكايته حكاية هوة كمان .

و "هند" (حنان مطاوع) ... مش كدة . مش كدة اللي بتعمله حنان مطاوع ف الأدوار الصغيرة اللي بتعملها . مش معقولة التمثيل. مش كدة !
حكايتها هي و أمها و أبوها ... و الشاويش "موسى" ... و "علي".

***

أنا عارفة إني حرقت الفيلم و الحمد لله !

بس المفاجأة إن أنا مخبية حاجات كتير. أو بمعنى أصح ، مقولتش أي حــــــاجـــــة من الحاجات اللي أنا وفقت عندها ف الفيلم و اتأثرت !

لكن سر الفيلم مش ف الحكاية ولا ف كل الكلام دة . ف الحالة كلها . الموسيقى و كلمات الأغاني (كوثر مصطفى) و الأداء(نهال نبيل) و (محمد محي) ... و التصوير (رمسيس مرزوق). حد يقول للراجل دة كفاية ، كل كادر ف الفيلم بيتكلِّم . شوية شوية هطفي الصوت و هقعد أتفرج بس !!!

كل شوية كان في احساس جميل بالأمان بيهجم عليا من فكرة إن كل الناس عبارة عن محطات . و اللي بينزل منهم مش بيرجع تاني ، لكن بيفضل ف قلبي . و احساس إن الحياة مش بتقف عن حد . ولا حتى عندي أنا ... .
و اللي أنا مش فاهما بقى بجد حاجة ملهاش أي علاقة بأحداث الفيلم ... إزاي أبو علي. اللي هوة الممثل الرائع (أحمد كمال) مش مكتوب اسمه ف التتر. في حين إن (عبد الله مشرف) كان دوره أصغر بكتير جداً و اسمه ظهر ف التتر. أنا مش فاهمة بصراحة . و معظمنا كمان منعرفش حتى الاسم ، لكن هو اللي ف الصور اللي فوق بيبص ف المراية ، و قاعد مع (دنيا) على محطة القطر.

هوة برضه عامل زي حنان مطاوع كدة . بالأدوار الصغيرة اللي بيعملوها ، بيلعبوا بينا لعب .

بعد الهدَّة دي كلها ، بقول بكل فخر ، إن دة فيلم خلاني أعيط .
... و لمدة طويلة كمان .

بس خلاص
***

4 comments:

abnhamedo said...

ana m3aky f kol elly enty katbteeeh ... bs kan fe 3'ltaat gamda ... zay el mlabes elly msh mshya m3a el 3asr elly homa feeeh msln ..

bs 3moman

mfesh hena " I LIKE " ?? :D

Sara Swidan said...

abnhamedo...

ما أخدتش بالي والله من موضوع اللبس دة ..
مش عارفة حسة إنه عادي يعني لبس مالهوش عضر معين ، لبس فلاحين و ناس ولاد بلد و كدة ...

آي لايك توو...
إت إز إن دييد أ فيري جوود موفي ..

Anonymous said...

تقريبا حصل معايا نفس الموضوع فى تعليق الناس على الفيلم
انه فيلم مش قد كده
بس انا مش مصدق
حصل معايا كمان فى فيلم شقة مصر الجديده
ولما شوفتة كان رأي مختلف تماماً

حاولت اسمع صياد اليمامة قبل كده كتير .. محصلش نصيب
لكن لـ ثقتي فى قهوة زيادة ..
حملتة وسمعته .. الفيلم رائع
ومش هقدر اقول احسن من كلامك فى وصفه

تحسه ان عباره عن سرد صوفي لقصة مليانه حكايات .. وكـ عادة النوع ده من السرد أنك تهتم و"تحس" وتستفيد بـ أصغر الأمور وادق التفاصيل

حتى لو كانت فى العيون "هايفه " متعديش حاجه فى الحياه بدون ما تفكر فيها شوية .. وتستفيد منها بشكل أو بـ اخر ممكن
الأفادة تخرج فى موضوع تانى مختلف
والاحساس تدوق له طعم ولون جديد مختلف

صوت أحمد راتب وهو بيقول
"زيها زى أى حاجه غيرها لازم تنتهى حتى لو كان ليها عمر طويل"

"كان لازم تيجى لحظه الفراق"

وعم جورج المصوراتى
وقمر القهوجية
هند واللى شافتة .. وأتغلبت على أمرها ومشيت طريقها
وعشق علي للموجه تلمس رجلية وهو ماشى على شط الميه
أثر الحياه ومُرها على كتف أبو علي

آممم كتير

جرح يعلم جرح يفوت
سر الدنيا سحر الدنيا
ناس فى شوارع ناس فى بيوت
حلم بينده حلم جديد



بس سؤال ..!!
هو ليه اوقات كان بيصطاد اليمام .. وميخدوش يسيبوا ع الارض

الفيلم رائع
ان متشكر لكـِ أنى شوفته

:)

رحــــيـل said...

:))

انتى حللتي الفيلم جامد جدا
انا كمان حبيته وخدت بالى من التفاصيل اللى اتكلمتى عنها
اثر فيا جدا جو الفيلم
عاملينه جااااامد والموسيقى هايلة وكلمات الاغنية
كله روووعه فعلا
هااايل بجد
والمشكلة ان الافلام الجامدة دى مش بتاخد حقها فعلا