Wednesday, September 30, 2009

أنـــا ، و الشـيـكـولاتـة ، و الـكـثـيـر مـن الأصـدقـاء


هنالك شيء رائع حول الكثيرين ممن حولي ؛ يمكن أن تصدر منهم أفعال بسيطة...قد تسعدني ، و قد تجعلني الأسعد على الاطلاق .

***

"بهظ" ... صديق لي تعرَّفتُ عليه بأصدقاء مشترَكين ، و في غمضة عين هكذا .
بعدما عاد من سفر إلى مكان ما ، عاد إلي بقطعة شيكولاتة عملاقة. شيكولاتة سوداء مُرَّة . دون أن يعلم أنها ذوقي تماماً من بين كل أنواع الشيكولاتة .

***

"جهاد" ... صديقة لي تعرَّفتُ عليها فجأة ، قفزت من مكانها و أتى بها القدر في طريقي ، و قذف بها داخل قلبي مباشرة .
في جلسة ما وسط الأصدقاء في مكان ما ...
" اغلقي عينك ... تخيَّلي شيكولاتة دافئة و لها رائحة ، ناعمة كالمخمل أمامك الآن ... و تخيَّلي حبة فراولة صغيرة باردة و لامعة بمجرَّد أن تقضميها ، ستشعرين بطعم العصير ... و تخيَّلي أن تغمسي هذه في تلك ... و ببطء تأكلين ..."
-
" ها ؟ ... نِفسِك ف إيه دلوقتي؟؟" قالت لي
قبضتُ على عقلي متلبسة بأمنيتين ، الثانية فيهما أقوى من الأولى ...
"قبلة ناعمة" ، أو "حبة فراولة أخرى"

***

"ماجد"... أخ لم تلده أمي ، تعرَّفتُ عليه بعد أن فاتتنا فرصة ظنناها فرصة رائعة لنا.
في يوم مضى ، كنتُ حزينة و أشعر بالملل ، و أحتسي النسكافيه في المقهى بصحبة أشخاص لا يسعدني حديثهم... دخل ، و أقحم نفسه في الحديث كي ينقذني - أو هكذا أحببتُ أن أصدِّق - و أمسك بحقيبته الصغيرة ...
"حقيبتي يا حقيبتي ... ماذا بحوزتك لـ سارة الجميلة؟"
و أخرج منها قطعة شيكولاتة كورونا . كان لها مذاق رائع.

***

"بغدادي" ... صديق جديد ، أرى فيه أنه يعاني أزمة المظلوم و أزمات عدم تقبُّل الواقع . و حتى اليوم أعلم أنني لستُ مخطئة.
في محاضرة ما في جامعة أنا و هو غرباء فيها ، لم أجد غيره أعرفه في المكان. ذهبتُ و جلستُ بجواره ، و تبادلنا الحديث عن الأحوال . و ثم بدأنا نتحدَّث عن دكتور بعينه ، و عن طريقته المسرحية في التدريس ... و قال لي أنه كان يرتجف خوفاً أمامه...
-
" أنا حسيت إني قاعد قدام عادل إمام في مسرحية الزعيم !"
و قال لي - بابتسامة العالِم بالأمور- أن الدكتور يقتبس جملاً كاملة من أفلام أجنبية ، و يقولها كما هي ...
Jurassic Park...-
شـُفـتـيـه؟
ثم مد يده داخل حقيبته و أخرج قطعة شيكولاتة مفتوحة و اقتسمها بينه و بيني ، وأنا أحبها ذائبة كما أعطاها لي .

***

"صفوان" ... في ظروف غامضة ... أصبح كل شيء.
في يوم حار ، أهرول خارجة من الجامعة بعد أن خذَلتُ نفسي في امتحان ما . أجده أمامي ... و أنفجر أمامه بكل الثورة . أَبسَطَ وجهه في وجهي باهتمام و سألني عن ورقة الأسئلة . و أشرتُ له على الأسئلة التي أخفقتُ بها . ضحك
" أين مكتب هذا الأستاذ؟ إن رسبتِ في هذه المادة سيجد مكتبه كومة من التراب"
و لما ابتسمتُ قليلاً تمنى لي النجاح ...
-
"انشاء الله خير ... ماتخافيش!"
و أخرج من جيبه قطعة شيكولاتة كادبوري ، التهمتها دفعة واحدة ، و سقط جزء منها على الأرض ... انحنيتُ لأجلبه ، و وضعته جانباً ...
-
"هجيبلك واحدة تانية !"
و بالمناسبة ... طـَرَقـَت أمنيته لي باب السماء ، و دخلت .

***

...ـ"علاء خالد"
الإنسان الإنسان ، و الأب الروحي .
بعد طول سفره ، عاد ... و بين كل الأشياء التي يمكن أن يجلبها شخص من أمريكا لفتاة في مصر ، جلب لي علبة شيكولاتة . و بين كل أنواع الشيكولاتة ، انتقى الشيكولاتة المُرَّة . دون أن يعلم أنها ذوقي تماماًُ من بين كل أنواع الشيكولاتة .

***

كل من حولي يبدون رائعون عندما أكتب عنهم . و عندما أقرأ ما كتبتُ ، و أشعر أنني حتماً أسعد فتاة خُلِقَت . لكن يكفي حديثاً فضفاضاً ، فلأتذكر جيداً ...

كل هذا حدث مُقسَّماً على عامين ...

فأتأمَّل عضلات برزت فجأة من ذراعي . و أشعر أنني حتماً أقوى فتاة خُلِقَت ، كي أنجو طوال عامين بـ ستة قطع شيكولاتة مُهداة فقط ...


أليس هذا أمراً مُحزِناً ؟!


... نعم ، تلك هي الحكمة التي تقال في فتاة الشيكولاتة السوداء المُرَّة ، التي هي نفسها لم تكن تعلم أنها ذوقها تماماً من بين كل أنواع الشيكولاتة .