قريباً ، سيكون كل شيء على ما يرام .
سأبتسم في أوجه الجميع ، و سأتمنى أن يكونوا بخير مثلي . سأسير في الشوارع حاملة حقائب الآخرين و سيتصبب العرق من رأسي . سأكون متلهفة لسماع مشكلاتهم و مستعدة لمشاركتهم مشاكلي .
سأعود لعادتي القديمة في الجلسات الجماعية الدائرية و أمـِدُّ سبابتي في اتجاه من يجلس على يميني و لألمس طرف سبابته ، و أطلب منهم جميعاً أن يفعلوا مثلي إلى أن تنغلق دائرة السبابات المتلامسة لثوانٍ . ثم أكسر الدائرة من عندي ، و أعلن أنني بهذا قد قمتُ بنقل طاقتي لأرواحهم جميعاًَ . بالأخص هؤلاء الذين لا يصدِّقوا في مثل هذه الأشياء .
سأعاود شراء كميات هائلة من البونبون و توزيعها على جميع من في الغرفة . و سأضحك مليء قلبي على من ينعتونني بحفيدة "بابا نويل" . و سأتمكَّن - في النهاية - من قلوب مَن لا يأكلون البونبون ، و يرفضونه من يدي و يقبلون السجائر من أيدي الآخرين .
سأردد الأغنيات بصوت مرتفع و أنا أغسل الصحون . متجاهلة تماماً تأففي من غسيل الطاسات التي تم بها اعداد البيض الأومليت بالذات . و سأستمتع بحـَكِ الدهون من داخل الصواني التي تم بها اعداد شيئـاً ما بالفرن ، و سأطلب من أحدهم أن يشمِّر لي أكمامي و أنا أغني أغنية فيلم "نحن لا نزرع الشوك" .
سأتصل بالجميع فور أن أتذكـَّرهم فجأة ، و سأحكي لهم قصة التذكـُّر بالتفصيل .
سأتوقُّف عن الحديث إلى نفسي قبل أن أنام ، كي أتحدَّث بعلو صوتي و أنا نائمة ... كما يخبرني الجميع أنني لا أتوقَّف عن الحديث و أنا نائمة ... باللغتين اللتان أعرفهما .
قريباً سأخبر من بادلتهم الحب فيما مضى أنني أفتقدهم . و أنني كنتُ متأخِّرة في منحهم الأعذار . و أنني لم أكن يوماً فتاة يسهل التعامل معها ، و الحديث إليها . و سأخبرهم أنني - ببساطة - أحببتهم ... وقتها .
سأخرِج كل الهدايا من صناديقها و أضعها حولي . و لن يكن هنالك شِبراً بغرفتي خالياً من شيء ما يذكِّرني بشخصٍ ما ، أهداه لي في مناسبة ما .
سأتمكن من كل ذلك مرة أخرى . ليس الآن . أنا الآن قليلة الصبر . قليلة الطاقة ... قليلة الحيلة .
قريباً ... و الوقتُ خير مـُعـَلـِّم