Tuesday, November 29, 2011
Thursday, January 13, 2011
الـلـحـظـة الـخـاطـفـة الـتـي تـتـبـع كــل شــيء
أظنني أمسكتُ بطرف الخيط ...
أنا مقبلة على فترة أحتاج فيها أن أجلس ساعات طويلة مع كــُـتــَّـاب أكثر تركيزاً و اخلاصاً للكتابة . و أشعر أن هذه الفترة ستجلب لي هذه الفرصة - أن أتعرَّف على أشخاص جـُدد أعلم بالمصادفة أنهم قادرون على صياغة ما يـُقــَال إلى سطور قصيرة ... تستدعي التوقف للحظة قبل مواصلة القراءة . أعلم ما أقصد !
ما أقصده هو تلك اللحظة الخاطفة التي تتبع مـَسّ طرف الاصبع لسلك كهربائي رفيع عاري . أو اصطدام المرفق بحافة طاولة مدببة - لحظة استفهام و عدم ادراك حقيقي لما حدث للتو .
أتعلم ما أقصد ؟
هذه هي الكلمة التي ظلَّت لساني في الأيام القليلة الماضية ... أقول ما أقصد - و أتأكـَّـد أنني مفهومة - و لدهشتي ، دائماً أكن مفهومة ، و ممسكة جيداً بطرف الخيط الذي يمكنني من الدخول لعقل من أتحدَّث إليه .
أنا مقبلة على فترة أحتاج فيها أن أجلس ساعات طويلة مع كــُـتــَّـاب أكثر تركيزاً و اخلاصاً للكتابة . و أشعر أن هذه الفترة ستجلب لي هذه الفرصة - أن أتعرَّف على أشخاص جـُدد أعلم بالمصادفة أنهم قادرون على صياغة ما يـُقــَال إلى سطور قصيرة ... تستدعي التوقف للحظة قبل مواصلة القراءة . أعلم ما أقصد !
ما أقصده هو تلك اللحظة الخاطفة التي تتبع مـَسّ طرف الاصبع لسلك كهربائي رفيع عاري . أو اصطدام المرفق بحافة طاولة مدببة - لحظة استفهام و عدم ادراك حقيقي لما حدث للتو .
أتعلم ما أقصد ؟
هذه هي الكلمة التي ظلَّت لساني في الأيام القليلة الماضية ... أقول ما أقصد - و أتأكـَّـد أنني مفهومة - و لدهشتي ، دائماً أكن مفهومة ، و ممسكة جيداً بطرف الخيط الذي يمكنني من الدخول لعقل من أتحدَّث إليه .
By Sara Swidan at 8:09 PM 14 comments
Thursday, January 6, 2011
قـــريــبــًا
قريباً ، سيكون كل شيء على ما يرام .
سأبتسم في أوجه الجميع ، و سأتمنى أن يكونوا بخير مثلي . سأسير في الشوارع حاملة حقائب الآخرين و سيتصبب العرق من رأسي . سأكون متلهفة لسماع مشكلاتهم و مستعدة لمشاركتهم مشاكلي .
سأعود لعادتي القديمة في الجلسات الجماعية الدائرية و أمـِدُّ سبابتي في اتجاه من يجلس على يميني و لألمس طرف سبابته ، و أطلب منهم جميعاً أن يفعلوا مثلي إلى أن تنغلق دائرة السبابات المتلامسة لثوانٍ . ثم أكسر الدائرة من عندي ، و أعلن أنني بهذا قد قمتُ بنقل طاقتي لأرواحهم جميعاًَ . بالأخص هؤلاء الذين لا يصدِّقوا في مثل هذه الأشياء .
سأعاود شراء كميات هائلة من البونبون و توزيعها على جميع من في الغرفة . و سأضحك مليء قلبي على من ينعتونني بحفيدة "بابا نويل" . و سأتمكَّن - في النهاية - من قلوب مَن لا يأكلون البونبون ، و يرفضونه من يدي و يقبلون السجائر من أيدي الآخرين .
سأردد الأغنيات بصوت مرتفع و أنا أغسل الصحون . متجاهلة تماماً تأففي من غسيل الطاسات التي تم بها اعداد البيض الأومليت بالذات . و سأستمتع بحـَكِ الدهون من داخل الصواني التي تم بها اعداد شيئـاً ما بالفرن ، و سأطلب من أحدهم أن يشمِّر لي أكمامي و أنا أغني أغنية فيلم "نحن لا نزرع الشوك" .
سأتصل بالجميع فور أن أتذكـَّرهم فجأة ، و سأحكي لهم قصة التذكـُّر بالتفصيل .
سأتوقُّف عن الحديث إلى نفسي قبل أن أنام ، كي أتحدَّث بعلو صوتي و أنا نائمة ... كما يخبرني الجميع أنني لا أتوقَّف عن الحديث و أنا نائمة ... باللغتين اللتان أعرفهما .
قريباً سأخبر من بادلتهم الحب فيما مضى أنني أفتقدهم . و أنني كنتُ متأخِّرة في منحهم الأعذار . و أنني لم أكن يوماً فتاة يسهل التعامل معها ، و الحديث إليها . و سأخبرهم أنني - ببساطة - أحببتهم ... وقتها .
سأخرِج كل الهدايا من صناديقها و أضعها حولي . و لن يكن هنالك شِبراً بغرفتي خالياً من شيء ما يذكِّرني بشخصٍ ما ، أهداه لي في مناسبة ما .
سأتمكن من كل ذلك مرة أخرى . ليس الآن . أنا الآن قليلة الصبر . قليلة الطاقة ... قليلة الحيلة .
قريباً ... و الوقتُ خير مـُعـَلـِّم
سأبتسم في أوجه الجميع ، و سأتمنى أن يكونوا بخير مثلي . سأسير في الشوارع حاملة حقائب الآخرين و سيتصبب العرق من رأسي . سأكون متلهفة لسماع مشكلاتهم و مستعدة لمشاركتهم مشاكلي .
سأعود لعادتي القديمة في الجلسات الجماعية الدائرية و أمـِدُّ سبابتي في اتجاه من يجلس على يميني و لألمس طرف سبابته ، و أطلب منهم جميعاً أن يفعلوا مثلي إلى أن تنغلق دائرة السبابات المتلامسة لثوانٍ . ثم أكسر الدائرة من عندي ، و أعلن أنني بهذا قد قمتُ بنقل طاقتي لأرواحهم جميعاًَ . بالأخص هؤلاء الذين لا يصدِّقوا في مثل هذه الأشياء .
سأعاود شراء كميات هائلة من البونبون و توزيعها على جميع من في الغرفة . و سأضحك مليء قلبي على من ينعتونني بحفيدة "بابا نويل" . و سأتمكَّن - في النهاية - من قلوب مَن لا يأكلون البونبون ، و يرفضونه من يدي و يقبلون السجائر من أيدي الآخرين .
سأردد الأغنيات بصوت مرتفع و أنا أغسل الصحون . متجاهلة تماماً تأففي من غسيل الطاسات التي تم بها اعداد البيض الأومليت بالذات . و سأستمتع بحـَكِ الدهون من داخل الصواني التي تم بها اعداد شيئـاً ما بالفرن ، و سأطلب من أحدهم أن يشمِّر لي أكمامي و أنا أغني أغنية فيلم "نحن لا نزرع الشوك" .
سأتصل بالجميع فور أن أتذكـَّرهم فجأة ، و سأحكي لهم قصة التذكـُّر بالتفصيل .
سأتوقُّف عن الحديث إلى نفسي قبل أن أنام ، كي أتحدَّث بعلو صوتي و أنا نائمة ... كما يخبرني الجميع أنني لا أتوقَّف عن الحديث و أنا نائمة ... باللغتين اللتان أعرفهما .
قريباً سأخبر من بادلتهم الحب فيما مضى أنني أفتقدهم . و أنني كنتُ متأخِّرة في منحهم الأعذار . و أنني لم أكن يوماً فتاة يسهل التعامل معها ، و الحديث إليها . و سأخبرهم أنني - ببساطة - أحببتهم ... وقتها .
سأخرِج كل الهدايا من صناديقها و أضعها حولي . و لن يكن هنالك شِبراً بغرفتي خالياً من شيء ما يذكِّرني بشخصٍ ما ، أهداه لي في مناسبة ما .
سأتمكن من كل ذلك مرة أخرى . ليس الآن . أنا الآن قليلة الصبر . قليلة الطاقة ... قليلة الحيلة .
قريباً ... و الوقتُ خير مـُعـَلـِّم
By Sara Swidan at 3:00 PM 24 comments
Wednesday, December 29, 2010
إعـادة الـنـَـظـَـر
إياك أن تهدي فتاة حذاءً كهدية
فقد ترتديه و تذهب .
هذا ما قرأته يوماً ، و أصدِّقه إلى حدٍ ما ...
و دون أن أشعر كنتُ أفعله .
إلى أن أتتني اليوم فرصة لإعادة النظر .
فقد ترتديه و تذهب .
هذا ما قرأته يوماً ، و أصدِّقه إلى حدٍ ما ...
و دون أن أشعر كنتُ أفعله .
إلى أن أتتني اليوم فرصة لإعادة النظر .
***
دائماً أرتدي حذاءً واحداً . على كل الملابس ، و في كل الأماكن . و أرى أن أحذيتي كشعر رأسي - غير مطالبة بالتغيُّر . و من ناحية أخرى ، و بدون سفسطة ... لا أحب أن أرهق نفسي بالحذاء كتفصيلة من تفاصيل الملابس . و أجد أن بثبات الحذاء أكون قد صنعتُ تفصيلة شخصية ربما . و بذلك يسقط الحذاء من تفكيري في ملابس كل يوم .
لذلك لا أشتري الأحذية لنفسي إلا نادراً . و يحدث ذلك لغرض عملي محض ؛ كأن يكون حذائي الذي أرتديه ظهرت عليه المشاوير المكوكية اليومية - شـِق في الجانب . تآكل في النعل . اهتراء في الرباط ...
اليوم صباح مختلف و بطيء . و كنتُ أسير من مكان عملي إلى مكان عملي الآخر . و مررتُ بمحل أحذية كنتُ أراه كل يوم و لا ألتفت إليه . رأيتُ حذاءً بنيِّا ذو رقبة صوفية و فيونكة من الجانب بنفس اللون و الخامة . توقَّفت بعد الفاترينة بعدة خطوات و عدتُ لألقي نظرة عليه ... كأنني كنتُ أملكه من قبل .
دخلتُ المحل و رحتُ أتجول بين الأحذية و الحقائب ، و رائحة الجلد تملأ أنفي ( و أنا لا أحبها في الحقيقة) لكن الحذاء الذي خطف عيني كان مخملياً وسط كل هذه الأحذية الجلدية اللامعة . و ظللتُ أتجوَّل منتظرة أن ينتهي العامل بالمحل من الصلاة .
لما انتهى أشرت له على الحذاء ، فأخبرني بسعره . سألته إن كان يتعامل ببطاقات الفيزا ، أومأ بـ "لا" . أخبرته أنني سأذهب لأقرب ماكينة و أعود . نظر لحذائي و سألني عن مقاس قدمي . أجبتُ بأنني لا أعرف ، و رفعتُ قدمي للخلف و نظرتُ ، وجدتُ حذائي يقول 37 . ضمَّ الرجل شفتيه في أسف و قال أن هذا الحذاء متوفر منه مقاس 40 فقط . إلا إن أردتُ اللون الأسود منه . و كان ذلك مؤسفاً !
كان ذلك بحق مؤسفاً !
أنه في اليوم الذي أقرر أن أهدي فيه نفسي حذاءً ، يدير الحذاء ظهره لي و يذهب .
لذلك لا أشتري الأحذية لنفسي إلا نادراً . و يحدث ذلك لغرض عملي محض ؛ كأن يكون حذائي الذي أرتديه ظهرت عليه المشاوير المكوكية اليومية - شـِق في الجانب . تآكل في النعل . اهتراء في الرباط ...
***
اليوم صباح مختلف و بطيء . و كنتُ أسير من مكان عملي إلى مكان عملي الآخر . و مررتُ بمحل أحذية كنتُ أراه كل يوم و لا ألتفت إليه . رأيتُ حذاءً بنيِّا ذو رقبة صوفية و فيونكة من الجانب بنفس اللون و الخامة . توقَّفت بعد الفاترينة بعدة خطوات و عدتُ لألقي نظرة عليه ... كأنني كنتُ أملكه من قبل .
دخلتُ المحل و رحتُ أتجول بين الأحذية و الحقائب ، و رائحة الجلد تملأ أنفي ( و أنا لا أحبها في الحقيقة) لكن الحذاء الذي خطف عيني كان مخملياً وسط كل هذه الأحذية الجلدية اللامعة . و ظللتُ أتجوَّل منتظرة أن ينتهي العامل بالمحل من الصلاة .
لما انتهى أشرت له على الحذاء ، فأخبرني بسعره . سألته إن كان يتعامل ببطاقات الفيزا ، أومأ بـ "لا" . أخبرته أنني سأذهب لأقرب ماكينة و أعود . نظر لحذائي و سألني عن مقاس قدمي . أجبتُ بأنني لا أعرف ، و رفعتُ قدمي للخلف و نظرتُ ، وجدتُ حذائي يقول 37 . ضمَّ الرجل شفتيه في أسف و قال أن هذا الحذاء متوفر منه مقاس 40 فقط . إلا إن أردتُ اللون الأسود منه . و كان ذلك مؤسفاً !
كان ذلك بحق مؤسفاً !
أنه في اليوم الذي أقرر أن أهدي فيه نفسي حذاءً ، يدير الحذاء ظهره لي و يذهب .
By Sara Swidan at 1:55 PM 4 comments
Saturday, December 25, 2010
روحـــي الــقــديــمــة
لستُ موهومة ...
لكنه أمر أبسط من أن أصدِّقه ...
لا أدري منذ متى بدأ الأمر ، لكن أشياءً بدأت تسقط من ذاكرتي . يذكرني الجميع بأشياءً كنت أقولها . أشياء كنت أفعلها . أشياءً كنت أصدِّقها و أتمناها . و حين بدأت في الحدوث ، كنت قد نسيتها تماماً .
لم أتذكر سوى بالتقليب في الموسيقى التي كنت أستمع لها منذ سنوات . أنواعاً مختلفة من الموسيقى موضوعة في قائمة واحدة . أتت إلى أذني و حملت معها روحي القديمة . روح لم تغادرنِ ، و لكن ما أراه جيداً هو أنها اختلفت . ملَّت من أن تملك الصدارة . فتوارت عمداً ، بلا أسف .
لستُ آسفة ...
أنا مندهشة !
من أن ما كانت تتمناه روحي القديمة هذه يتحقق الآن أمام عيني و كأنه شيء عادي . و روحي جالسة في المقعد الخلفي تشاهد بابتسامة هادئة . لا حماس . لا فخر . لا حسرة على سنوات الاجتهاد و الركض في كل الاتجاهات ... فقط تشاهد و تستمتع وحدها دون أن تنبهني .
لكنني تذكَّرتُ .
احساس أن حلم يقظة الأمس صار الآن حقيقة منطقية ، أشبه بالحياة في الأفلام .
أنا الآن أعيش في فيلم . فيلم مبهج .
لكنني أكثر سعادة بالتذكُّر عن سعادتي بالفيلم نفسه . و كأنني كنتُ أحب شخصاً منذ سنوات و انفصلنا بهدوء. لكنني لم أتوقَّف عن التفكير به . و قابلني فجأة و دعاني لشرب قدح كاكاو. و بابتسامة هادئة صرنا نتحدَّث ...
و صرنا هكذا ... نتقابل من حين لآخر لنتحدث و نبتسم في أوجه بعضنا . أسعد من أجله لأحلامه التي تحققت ، و يشكرني على أنني من قمت بتحقيقها .
صرتُ أليفة عما مضى ... كما يقول لي من يعرفونني جيداً . و سعيدة بذلك ، و لطالما تمنيته . و أنا مسترخية الآن و أنا أعيش حياة و كأنها أحد الأفلام التي تـُشعر من يشاهدها بالرضا و الخفة و هو جالس مكانه دون حركة .
By Sara Swidan at 7:37 PM 4 comments
Tuesday, November 30, 2010
Subscribe to:
Posts (Atom)